يزخر التاريخ المصري القديم بالعديد من الشخصيات التي من الممكن ألا يعرفها سوى المتخصص ولكنها في حقيقة الأمر أثرت بشكل ما في مجريات الأمور، ونجد لها مقابر رائعة في البر الغربي بالأقصر أو غيرها من جبانات مصر القديمة، وضمن تلك الشخصيات أمنحتب حوي.
ملك كوش
وأمنحتب المسمى حوي هو ابن ملك كوش وكان تحت قيادة الملك توت عنخ آمون، وخليفة تحتمس الذي خدم في عهد أخناتون، هو ابنًا لسيدة تدعى ويرنر وأبوه لم نعرفه حتى الآن، وتزوج من سيدة تدعى تيمواجسي زعيم حريم آمون وحريم توت عنخ آمون، وابنه هو باسر الأول.
وكان لحوي أراضي ممتدة من نخن وهي الكوم الأحمر حاليًا تقع بين مدينتي إسنا وإدفو بمحافظة أسوان على الجانب الغربي للنيل، وكانت العاصمة الدينية والسياسية لصعيد مصر في نهاية عصر مصر ما قبل التاريخ وخلال عصر الأسرات المبكر، حتى نبتة وهي مدينة نوبية قديمة، كانت عاصمة لمملكة كوش وتقع حالياً في منطقة المدينة الحديثة كريمة في شمال السودان.
الملك أخناتون
فكانت ولاية حوي تشمل ولايات وادي النيل الجنوبي والمناطق الصحراوية المحيطة به، وكانت مقسمة إداريًا إلى قسمين «واوات» و«كوش»، لأن الجداريات من مقبرة حوي تصور نوابه (المفوضين) لهاتين المنطقتين، وقد تولى حوي منصبه بعد تحتمس، الذي خدم في عهد الملك أخناتون، ثم انتقل هذا المنصب إلى ابنه باسر الأول.
ويقع قبر حوي « TT40» بمقبرة طيبة «الأقصر» في قرنة مرعي، وهذه المقبرة من أولى المقابر التي تم اكتشافها واستكشافها في بداية علم المصريات، مما أثر سلبًا في الحفاظ على لوحاتها، وهي تصور مشاهد لحوي يتلقى من يد أمين الصندوق الملكي في حضور الملك أمر تعيينه «الابن الملكي لكوش»، متلقيًا ختم مكتب «الابن الملكي لكوش»، وصل لحوي على متن سفن شراعية مهيبة متعددة المجاديف، تكريمًا للحاكم على شكل خواتم ذهبية، وأكياس من الرمال الذهبية، وجلود النمر، وتوابيت وأواني ثمينة، ووزن وجرد الجزية المستلمة وتسليمها إلى محكمة توت عنخ آمون.
عرش توت عنخ آمون
يبدو أن المشهد الأخير هو الأكثر إثارة للفضول، ويتكون من ثلاثة صفوف على عرش توت عنخ آمون، حيث يقترب النوبيون ويحملون الهدايا ويقودون الماشية، وعند أقدام الملك نجد أواني مطوية مليئة بالذهب والفضة والأحجار الكريمة وأنياب الأفيال الأفريقية وقطع من خشب الأبنوس والدروع النوبية والأقواس وعربة وصناديق ومقاعد فاخرة.
ومن بين الهدايا نجد نماذج متعددة الألوان مزينة بالذهب للأهرام والنخيل والزرافات والنوبيين، والنخبة النوبية من بلاد فافات، بقيادة أمير مدينة ميام (عنيبة) حقانفر، يسيرون في الصف الأول من المسوخ، يليهم «أبناء النبلاء من مختلف البلدان»، وخدم القرابين الذهبية، وهو نوبي. أميرة في عربة يجرها ثور تحت مظلة واسعة من ريش النعام والعبيد هم آخر من يتبع، وفي الصفين الثاني والثالث نبلاء من كوش مع الهدايا. من بين القرابين الأخرى، يطاردون الماشية والزرافة.
وينتقل هذا الموكب بأكمله من ضفة النيل، حيث توجد السفن ذات الأشرعة على الرصيف. يوجد أعلاه نقش يخبرنا بالعودة الآمنة لـ «ابن الملك كوش» إلى طيبة.