لاقت قرارات الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة أحمد المسلماني بشأن إعلان تعيين شخصيات معادية للدولة وأخرى محسوبة على جماعة الإخوان الإرهابية داخل التلفزيون المصري، ولجنة الدراما بالإذاعة غضبا واسعا في الأوساط السياسية، الأمر الذي جعلها تتراجع عن بعضها ومنها إعادة تشكيل لجنة الدراما من جديد.
النائب والإعلامي مصطفى بكري، وجه انتقادات حادة للهيئة الوطنية للإعلام برئاسة أحمد المسلماني، على خلفية قرارات اعتبرها "خطيرة وغير مفهومة"، بعدما شملت تعيين شخصيات وصفها بأنها معادية للدولة ومحسوبة على جماعة الإخوان الإرهابية أو مشككة في الجيش والمشروعات القومية داخل التلفزيون المصري.
وقال بكري إن قرار تعيين الدكتور حسام عقل عضوًا بلجنة الدراما بالإذاعة المصرية يثير علامات استفهام كبرى، مشيرًا إلى أن عقل سبق وأن وصف انحياز الجيش لإرادة الشعب في ثورة 30 يونيو بأنه "انقلاب عسكري"، كما اعتبر محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي "مهزلة كوميدية"، ووجّه هجومًا متكررًا لمؤسسات الدولة.
وأضاف بكري: "ما يحدث أمر غير مفهوم.. هل يُعقل أن يُكافأ من هاجم الدولة وجيشها بعضوية لجنة مهمة داخل ماسبيرو؟"، محذرًا من خطورة السماح لما سماه "تسلل عناصر مشبوهة" إلى مواقع مؤثرة في الإعلام الوطني.
وسبق أن أصدر الدكتور محمد لطفى رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام في ماسبيرو قرارا بتشكيل جديد للجنة الدراما لتضم مجموعة من الإعلاميين وهم “رضا سليمان مقررا وفى العضوية محمد السيد عيد، محمد مرعى، مجدى سليمان، أحمد أبو طالب، عاطف سليمان، عمرو عبده دياب، محمد خالد، منير عتيبة، ناصر عراق، عبده ال ذراع، الدكتور حسام عقل، الدكتورة ناهد الشحات، عماد مطاوع”.
وتراجعت الهيئة الوطنية للإعلام عن تشكيل لجنة الدراما في بيانها الصادر منذ قليل، مشيرة إلى أنها تبحث عن تكليف مقرر جديد للجنة على أن يتم إعلان تشكيلها الشهر المقبل، موضحة أنها تضم نخبة من الخبراء والمختصين والشخصيات الوطنية البارزة.
وأرجع مصدر موثوق داخل الهيئة الوطنية للإعلام، في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز"، تراجع عن التشكيل السابق إلى حالة الغضب التي أثارها داخل الهيئة وتحديدا قطاع الإذاعة، وتقدم العديد من العاملين بمذكرات وشكاوي متضررين من هذا التشكيل الذي يهمش أبناء الإذاعة المتخصصين.
أكد أن تبعات هذه الحالة من الغضب، جعلت رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني، يقرر تأجيل التشكيل النهائي ومراجعته مجددا، لإتاحة الفرصة لأبناء ماسبيرو المتخصصين في الدراما الإذاعية، وقرر إرجاء القرار للشهر القادم.
ولم يقتصر الغضب من قرارات الهيئة مؤخرا عند قطاع الإذاعة بل امتد التلفزيون المصري بإعلان انضمام الكاتب الصحفي عمر طاهر إلى القناة الأولى. فقد هاجم مصطفى بكري خلال برنامجه "حقائق وأسرار" على قناة صدى البلد، القرار عارضا عددًا من التصريحات والتغريدات السابقة لطاهر، قال إنها تضمنت "إساءات واضحة" للجيش المصري وتشكيكًا في المشروعات القومية، حيث وصف بعض الإنجازات بعد 2013 بأنها "هجص" ومشاريع وهمية.
وتساءل بكري: "كيف يُسمح لشخص أساء للمؤسسة العسكرية بالظهور على شاشة التلفزيون المصري؟ ولماذا يتم استقطاب من وصفهم بالناس (الشمال) وتقديمهم كرموز في مؤسسات وطنية؟"
وشدد على أن الإعلام الوطني يجب أن يكون خط الدفاع الأول عن مؤسسات الدولة، وليس منبرًا لمن وقفوا ضد إرادة الشعب في لحظات فارقة من تاريخه، مضيفًا: "نحن مع حرية الرأي، لكن لسنا مع استضافة من شككوا في الدولة وجيشها تحت ستار الحرية."
واختتم بكري تصريحاته بالتأكيد أن الشعب المصري غاضب من إعادة تقديم وجوه لم تغيّر مواقفها العدائية، معتبرًا أن تمكينها في الإعلام الوطني "خطر جسيم" على مشروع الدولة الوطنية، داعيًا رئيس الهيئة الوطنية للإعلام إلى مراجعة هذه القرارات فورًا.