تراجعت العملة الأمريكية في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الثلاثاء، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة ليزا كوك، عضوة مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، بدعوى ارتكابها مخالفات متعلقة بالحصول على قروض عقارية. الخطوة المفاجئة أثارت موجة واسعة من الجدل في الأسواق العالمية، إذ أعادت إلى الواجهة المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأميركي وتزايد التدخلات السياسية في مسار السياسة النقدية.
وفقد مؤشر الدولار نحو 0.3% ليصل إلى مستوى 98.187 نقطة، بعد أن كان قد سجل في جلسة الاثنين أكبر مكاسب يومية خلال شهر. وأشارت مصادر اقتصادية إلى أن التراجع يعكس حالة من إعادة التقييم لدى المستثمرين، حيث يعتقد بعض المحللين أن الإقالة قد تفتح الباب أمام تسريع خفض أسعار الفائدة، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات أعمق حول مستقبل الفيدرالي ودوره كمؤسسة مستقلة.
وقال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في بنك «ساكسو» بسنغافورة، إن "الأسواق لم تدخل مرحلة الذعر بعد، لكنها بدأت تعيد حساباتها. المسألة لا ترتبط فقط باحتمالية خفض الفائدة، بل تتعلق في جوهرها بمدى استقلالية الفيدرالي والمخاطر المؤسسية التي قد تواجه الاقتصاد الأميركي على المدى الطويل".
وتُعد هذه الخطوة تصعيداً جديداً في المواجهة المفتوحة بين ترامب والاحتياطي الفيدرالي، بعد سلسلة من الانتقادات الحادة التي وجهها الرئيس للمجلس بسبب "تباطؤه" في اتخاذ قرارات خفض الفائدة لدعم النمو الاقتصادي. ويرى مراقبون أن إقالة كوك قد تشكل سابقة خطيرة تقوض من ثقة الأسواق العالمية في المؤسسات الاقتصادية الأمريكية.
على صعيد عوائد السندات الأمريكية، تراجع العائد على السندات لأجل عامين بنحو 3.6 نقطة أساس ليصل إلى 3.694%، بينما ارتفع العائد على السندات الطويلة الأجل (30 عاماً) بنحو 3.3 نقطة أساس إلى 4.922%. ويشير خبراء إلى أن هذه التحركات تعكس حالة من التباين في توقعات المستثمرين بشأن مسار السياسة النقدية المقبلة.
من جانبه، أكد توني سيكامور، محلل الأسواق في «IG» بسيدني، أن "إقالة ترامب لعضوة الفيدرالي كوك، تأتي بعد ضغوطه المتكررة على جيروم باول خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يعزز المخاوف بشأن قدرة البنك المركزي على إدارة السياسات بعيداً عن التأثيرات السياسية المباشرة".
على صعيد العملات، ارتفع الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.4% مسجلاً 147.18 ين، في حين صعد اليورو 0.2% إلى 1.1650 دولار بعد تراجعات سابقة. كما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% ليسجل 1.3483 دولار، في حين ارتفع اليوان الخارجي بنسبة 0.2% ليبلغ 7.1527 يوان للدولار، مقترباً من أقوى مستوياته في شهر.
أما الدولار الأسترالي فسجل 0.6491 دولار أميركي بارتفاع 0.15%، قبيل صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي لشهر أغسطس، بينما ارتفع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.1% ليصل إلى 0.5856 دولار أميركي.
ويرى محللون أن التطورات الأخيرة تمثل لحظة فارقة في علاقة البيت الأبيض بالاحتياطي الفيدرالي، حيث باتت الأسواق العالمية أكثر حساسية لأي خطوة سياسية قد تمس استقلالية البنك المركزي، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي في ظل التوترات التجارية والسياسية الراهنة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
