11:57 ص - الأحد 24 أغسطس 2025

يواصل بنك HSBC إعادة هيكلة نشاطه المصرفي الخاص في سويسرا، في خطوة تهدف إلى خفض تعرضه للعملاء الذين يُعتبرون من الفئة عالية المخاطر. فقد قرر البنك إنهاء علاقاته مع عدد كبير من عملاء الشرق الأوسط، بينهم أثرياء يمتلكون أصولاً تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار، وفق ما أكدته مصادر مطلعة.
يأتي هذا القرار في إطار خطة أعلنها البنك في أكتوبر الماضي لإعادة تشكيل المجموعة وتعزيز تنفيذ استراتيجيتها، حيث أوضح في بيان عبر البريد الإلكتروني أن التركيز الاستراتيجي للبنك الخاص السويسري يشهد تطوراً ضمن عملية إعادة الهيكلة الشاملة للمجموعة.
وتزامنت هذه الخطوة مع تشديد الرقابة من قبل الهيئة السويسرية للرقابة على الأسواق المالية (FINMA)، والتي خلصت إلى أن البنك الخاص التابع لـHSBC لم يلتزم بمتطلبات العناية الواجبة الكافية في التعامل مع حسابات عالية المخاطر، بما في ذلك الحسابات المملوكة لأشخاص مكشوفين سياسياً (PEPs). وقد فرضت FINMA العام الماضي قيوداً على البنك، تمنعه من الدخول في علاقات جديدة مع هؤلاء الأشخاص، كما ألزمته بتعيين مدقق خارجي مستقل لإجراء مراجعة شاملة لتلك الحسابات.
ووفقاً لسياسة البنك المحدثة، يُصنّف العملاء الذين يمتلكون أصولاً تفوق 100 مليون فرنك سويسري (124 مليون دولار) ضمن الفئة عالية المخاطر. ولا يقتصر تصنيف المخاطر على حجم الأصول فقط، بل يشمل أيضاً عوامل أخرى مثل الوضع السياسي والشفافية في مصادر الثروة.
ويعكس هذا التحول محاولة HSBC تقليص المخاطر المرتبطة بالثروات الضخمة ذات الخلفيات السياسية أو المعقدة، خصوصاً بعد سلسلة من التدقيقات التي أجرتها الجهات الرقابية السويسرية على البنوك العاملة في مجال إدارة الثروات.
ويمثل قرار HSBC بإنهاء علاقاته مع شريحة واسعة من عملاء الشرق الأوسط الأثرياء جزءاً من تحول استراتيجي أوسع يستهدف تعزيز سمعة البنك وتقوية التزامه بالمعايير التنظيمية الدولية، إلا أن هذه الخطوة قد تترك أثراً ملحوظاً على سوق الخدمات المصرفية الخاصة في المنطقة، حيث تُعد البنوك السويسرية أحد أهم الوجهات لإدارة الثروات الضخمة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.