أخبار عاجلة
ميناء دمياط يستقبل أكبر سفينة في تاريخه -

"صاحبة الجلالة" فى مواجهة "العقل الصناعى"

"صاحبة الجلالة" فى مواجهة "العقل الصناعى"
"صاحبة الجلالة" فى مواجهة "العقل الصناعى"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ أن وُلدت الصحافة وهي تُلقّب بـ"صاحبة الجلالة"، العين الساهرة على المجتمع والضمير الذي لا ينام لكن هذه المكانة مهددة اليوم في عصرٍ يتقدم فيه "العقل الصناعي" بسرعة تفوق الخيال.

 فإذا لم يُعد الصحفي تعريف دوره ويطوّر أدواته، قد تنطفئ هذه العين وتتحول إلى مجرد ظل باهت لتاريخٍ كان عظيمًا.

فنحن أمام واقع لم يعد فيه الذكاء الاصطناعي مجرد وسيلة مساعدة، بل أصبح شريكًا في صناعة الخبر، والتحقق من المعلومة، وحتى في صياغة النصوص وتحليل البيانات. 

والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل يمكن للصحافة التقليدية أن تستمر بذات الأدوات القديمة في عالم يتغير بهذه السرعة؟

مؤخرا عقدت هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" ورشة العمل حول "الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي" وبقدر ما جاءت لتدق ناقوس الخطر بقدر ما فتحت نافذة للأمل، فالصحفي الذي لا يتقن أدوات الذكاء الاصطناعي سيتحول قريبًا إلى متفرج، بينما تكتب الخوارزميات وتحرر وتدقق وتنشر فالمهنة ذاتها على المحك، ولم يعد الأمر يتعلق بترف التدريب أو رفاهية التحديث، بل بمسألة بقاء أو اندثار.

أهمية مبادرات «إيتيدا» أنها تتجاوز الجانب النظري إلى تدريب عملي يمنح الصحفي أدوات ملموسة: من الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى فهم قوانين حماية البيانات والملكية الفكرية. بذلك، يصبح الصحفي أكثر قدرة على الموازنة بين سرعة التكنولوجيا وأمانة المهنة، فلا ينجر إلى فوضى المحتوى السريع ولا يتخلف عن ركب التطور.

الهيئة، في جوهر رسالتها، لا تدعم الصحفي وحده، بل تؤسس لمشهد وطني أشمل يقوم على التحول الرقمي. فالإعلام المؤهل تكنولوجيًا ليس مجرد شاهد على العصر، بل شريك في صناعته، فإعلام يمتلك أدوات العصر الرقمي يصبح جزءًا من بنية الدولة الحديثة، ومنظومة وعي قادرة على حماية المجتمع من التضليل وفتح آفاق المستقبل.

لذلك فإن مثل تلك المبادرات تعكس رؤية بعيدة المدى مضمونها أن التنمية الحقيقية لقطاع التكنولوجيا لن تتحقق فقط عبر الشركات والمبرمجين، بل أيضًا عبر الإعلاميين الذين يمتلكون القدرة على تبسيط التكنولوجيا للمجتمع، ومراقبة تطبيقاتها، وتسليط الضوء على فرصها وتحدياتها.

الحقيقة أن مستقبل الإعلام يتوقف على قرار بسيط لكنه مصيري: إما أن يواكب الصحفيون الذكاء الاصطناعي ليكونوا أكثر دقة وفاعلية، أو يتركوا الساحة لمنصات لا تضع الأخلاقيات في الحسبان عندها لن يكون الخطر فقط على الصحفيين، بل على المجتمع بأكمله، الذي سيفقد مصدرًا مهمًا من مصادر الوعي.

في النهاية.. الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا للصحافة، لكنه بالتأكيد سيكون مقبرتها إذا تأخر الصحفيون في استيعابه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق طلاب الثانوية العامة بالدور الثاني يؤدون امتحان مادتي التاريخ والفيزياء بالدقهلية
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة