أخبار عاجلة

حصار وصمود الفالوجا

حصار وصمود الفالوجا
حصار وصمود الفالوجا

السبت 23/أغسطس/2025 - 04:41 م 8/23/2025 4:41:23 PM


عندما اندلعت شرارة السابع من أكتوبر 2023 تذكر الإسرائيليون خاصة كبار السن أجواء معارك حرب 1948 والكر والفر أمام الجيوش العربية التى وصلت لمشارف تل أبيب-يافا سابقاً-عاصمة الكيان الصهيونى في فلسطين المحتلة.
ويعد حصار الفالوجا الأشهر في تلك الحرب العربية-الإسرائيلية إذ صمد لواء الفالوجا وضباطه وجنوده بقيادة الأميرالاى"السيد طه"الشهير بضبع الفالوجا لقرابة 100 يوم تحت القصف الجوى  والمدفعى والصاروخى لدرجة أن الملك فاروق ملك مصر والسودان وصاحب بلاد النوبة ودارفور وكردفان الأسبق كسر القواعد البروتوكولية واحتضن الأميرالاى السيد طه خلال الإستقبال الملكى والشعبى لأبطال الفالوجا في ساحة قصر عابدين بعد فك الحصار عنهم بموجب إتفاقية رودوس لوقف الحرب في شتاء عام 1949.
ومن أروع ما سجله إمام حملة فلسطين 1948 في مذكراته عن الشهيد الحى البكباشى جلال ندا الحاصل على نجمة الملك فؤاد لبطولاته في تلك الحرب الذى رفض العلاج كأسير حرب في مستشفى يـافـا(تل أبيب) وفضل البقاء مع المحاصرين في لواء الفالوجا وقضى معهم فترة الحصار بالكامل.
وعندما سألت البكباشى جلال ندا عن السبب فأجابنى بأنه فضل المكوث مع المحاصرين وهو مصاب طريح الفراش لرفع روحهم المعنوية وأن الطبيب استخرج الشظايا من جسده بواسطة الجراحة بأمواس الحلاقة لشدة الحصار!!
وقال إن تهريب المؤن والطعام والسلاح للواء المحاصر كان عن طريق الحمير والبغال والجمال في جنح الظلام بمعرفة البدو ومصاحبة زميليه  زكريا محى الدين وصلاح سالم.
وفى مساء 28 ديسمبر 1948 جاءت استغاثة من البكباشى جمال عبدالناصر على جهاز الإشارة:"اليهود قادمون.. اليهود قادمون"..فما كان من البكباشى جلال ندا إلا ويطالب الأميرالاى السيد طه بالإسراع في نجدته وتمكينه ومن معه من الإنسحاب سالماً والإنضمام للواء الفالوجا فقال له إن جميع الضباط والجنود في مواقعهم حتى لا يسقط لواء الفالوجا في قبضة الإسرائيليين ولا يوجد سوى ضابطين لهما ظروف إستثنائية ولا نضمن عودتهم سالمين فاقترح عليه بتوجيههم لإنقاذ زميل دفعته البكباشى جمال عبدالناصر ومن معه بأسلحة خفيفة ومدافع محمولة من موقع عراق المنشية الذى يتعرض للهجوم الإسرائيلى في حينه فإن أنجزوا المهمة فلهما الشرف وإن قُتلا فنالا الشهادة وكانت المفاجأة إنقاذ البكباشى جمال عبدالناصر وإنضمامه للقوات المحاصرة في الفالوجا الفلسطينية.
وسطر الخبير الإستراتيجى الدكتور إبراهيم شكيب عضو الجمعية المصرية-الملكية سابقاً- للدراسات التاريخية في مرجعه"حرب 48"بأنها كانت علامة فارقة في تحول موازين القوى في العالم  وبداية وراثة أمريكا للمنطقة من الإحتلال القديم البريطاني  والفرنسى.
وفى ندوة بمركز الثقافة السينمائية روى الفريق يوسف عفيفى تجربة الحصار المرير في الفالوجا وهو ضابط صغير قائلاً: لقد أكلنا ورق الشجر من شدة الجوع وكان حصار الفالوجا بالنسبة لنا تجربة عمليه أهلتنا لتجاوز حصار الجيش الثالث في حرب السادس من أكتوبر 1973.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بيان عاجل من مصلحة الضرائب بشأن وجود خلاف بين ...
التالى ضبط أكثر من 6,500 قضية متنوعة بين النقل والكهرباء والضرائب والمباني