من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

بتشَد الغطا ف المغربيه
فوق غُبار الشوارع
يجي العَشا واللقمه حاف
وبعد العِشا يتشد اللحاف
تفاصيل الحياه تنتهي بالنوم
يأذن أذان السعي
يهم الجميع بالقوم
تدب الروح في الحياه
يتشد من فوق النهار الغطا
ينهض غبار الأرض بفعل الخطاوي
تشغي البلد
شُغل وحكاوي
عُمّال هنا عُمّال هناك
الكارو شد الرِحال ع الغيطان
شايل أسلحة الخَضار
وعزم الفلاحين
متذوقة الشوارع
بِزِي المدارس
متعطّرة بروائح طبيخ وعجين
آلات العزف .. صوت السواقي
جرس المدارس قدوس الطحين
صوت طابور الصباح
تغريد بلابل
واصل آذان البيوت
قوم يا كسول
هِد الكسل
ع الحلم فوت
عرق الفلاحين
بينز دهب أبيض
يضاهي الياقوت
يتحول غزل ونسيج
للستر والتصدير
يخلّي الغلابه سياده
برغم السكوت
الخط المُستقيم إنحنى
وناموا الأسُد م الخوف
غطّا الضباب ع النور
والنَّص اتقلب لحروف
بيوتنا كانت
معدومة الترابيس
ما كانتش حتى بيوت
من بَره متشافه
من جوّه متشافه
حيطانها شفافة
خيوط عنكبوت
الحارة متقاسمين
الفَرشة واللقمة
ومقسِّمه الأحلام
والحلم مش جاه
ولا مال ولا سلطة
الحلم كان لقمة
متغمِّسة بالستر
ورغم العوز
وش البنات كالبدر
الرضا حالة
والصدق شفاف
حُسن الولاد شهامة
حُسن البنات عفاف
بسيطة المراسم
في الفرح والأحزان
شياكه جداً فساتين الزفاف
الخط المستقيم إنحنى
مين شده لطريق لِنحراف؟