أخبار عاجلة

يوم دولي لتخليد ضحايا العنف الديني.. خبراء: "مأساة فلسطين" مناسبة أممية تفضح جراح الإنسانية

يوم دولي لتخليد ضحايا العنف الديني.. خبراء: "مأساة فلسطين" مناسبة أممية تفضح جراح الإنسانية
يوم دولي لتخليد ضحايا العنف الديني.. خبراء: "مأساة فلسطين" مناسبة أممية تفضح جراح الإنسانية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الحادي والعشرين من أغسطس من كل عام، يحيي العالم "اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا أعمال العنف القائمة على أساس الدين أو المعتقد"، وهي مناسبة أطلقتها الأمم المتحدة لتسليط الضوء على معاناة الملايين ممن حرموا من أبسط حقوقهم بسبب معتقداتهم ويعد هذا اليوم  رسالة عالمية ضد التمييز الديني والطائفي، ويمثل فرصة لتذكير المجتمع الدولي بضحايا لم تنصفهم القوانين، وفي مقدمتهم الفلسطينيون الذين يواجهون منذ عقود أبشع أشكال العنف المنهجي على يد الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة فهى مناسبة أممية تفضح جراح الإنسانية .

فلسطين في قلب المناسبة الأممية

من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة الدكتورمحمود عبد الغفارلـ"البوابة نيوز" : لا يمكن فصل الحديث عن ضحايا العنف الديني عن المأساة الفلسطينية و غزة المحاصرة والضفة الغربية بكل مدنها من دير البلح وخان يونس إلى نابلس وجنين، تشهد يوميًا جرائم قتل وتهجير واعتقال تستند إلى رؤية دينية متطرفة وردت في نصوص التوراة، وظّفتها الحكومات الإسرائيلية لتحقيق وهم "إسرائيل الكبرى". هنا يتحول الدين إلى أداة سياسية لإضفاء الشرعية على القمع والإبادة الجماعية، في ظل صمت عالمي متكرر يجعل من اليوم الأممي مجرد شعارات ما لم يقترن بإجراءات رادعة توقف نزيف الدم الفلسطيني.

غزة: رمز الصمود رغم الإبادة

وأوضح: يعد قطاع غزة عنوانا بارزا لمعاناة الضحايا. فالقصف المستمر والحصار الخانق الذي يمتد لأكثر من 17 عامًا لم يستثنِ الأطفال ولا النساء ولا كبار السن. من دير البلح إلى رفح مرورا بخان يونس، تتحول الحياة اليومية إلى ساحة حرب دائمة، حيث يُمارس العنف كمنهج حياة لإرهاب السكان وإجبارهم على النزوح. هذه السياسات، التي ترتكز على عقيدة "أرض الميعاد"، جعلت من غزة مختبرا مفتوحا للإبادة الجماعية، بينما يتم تبريرها أمام المجتمع الدولي باعتبارها "دفاعا عن النفس"وهذا ما جعلنا دائما نقول هى  مناسبة أممية تفضح جراح الإنسانية.

الضفة الغربية: عنف متجذر ومستوطنات متوحشة

ويكشف قائلًا: في الضفة الغربية، يبدو المشهد أكثر تعقيدا مع التوسع الاستيطاني غير المسبوق الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية يوما بعد يوم. عمليات اقتحام المدن والقرى، من نابلس إلى الخليل، تجسد ممارسات عنف متعمد تستند إلى نصوص دينية محرفة، تحولت إلى مبرر لتهجير السكان الأصليين ويؤكد خبراء حقوق الإنسان أن الضفة اليوم أصبحت مسرحا لجرائم منظمة لا تختلف في طبيعتها عن سياسات الفصل العنصري التي شهدها العالم في جنوب إفريقيا، بل أشد قسوة في ظل حماية أمريكية وأوروبية لإسرائيل.

العنف الديني كمنهج سياسي

وأضاف: إن العنف الديني ليس مجرد ظاهرة طارئة في فلسطين، بل هو جزء من منهج سياسي تستخدمه الحكومات الإسرائيلية لإحكام السيطرة. ويشير عبد الغفار إلى أن استدعاء نصوص التوراة لتبرير قتل المدنيين يمثل أخطر أشكال توظيف الدين في الصراعات السياسية. ويضيف أن ما يحدث في غزة والضفة يُظهر كيف تحولت المعتقدات إلى ذريعة لشرعنة الإبادة الجماعية، وهو ما يستدعي وقفة دولية حقيقية لوقف هذه الجرائم.

صمت العالم جريمة مضاعفة

وفى ذات السياق، أكد الدكتور أحمد البنا؛ أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس لـ"البوابة نيوز" : أن العالم يرتكب جريمة ثانية حين يلتزم الصمت تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون من عنف على أساس ديني ويشدد البنا على أن اليوم الدولي لإحياء ذكرى الضحايا يفقد قيمته إذا لم يترجم إلى محاسبة للمجرمين وفرض عقوبات رادعة. ويرى أن استمرار الاعتداءات في غزة وخان يونس والضفة الغربية يكشف ازدواجية المعايير الدولية، حيث يُدان العنف في أماكن عديدة، بينما يُبرر في الحالة الفلسطينية بحجج سياسية.

دعوة لضمير عالمي يقظ

ويختتم: يبقى اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا العنف القائم على الدين أو المعتقد شاهدًا على جراح مفتوحة، أبرزها مأساة فلسطين الممتدة منذ أكثر من سبعة عقود، ففي غزة والضفة، لا يزال الأبرياء يدفعون ثمن عقائد توراتية مسيّسة حول "إسرائيل الكبرى" وبينما يواصل الفلسطينيون صمودهم، يبقى السؤال المطروح: هل يكتفي العالم بإحياء ذكرى الضحايا سنويًا بالكلمات، أم يتحرك بجدية لإيقاف نزيف الدم وإرساء عدالة حقيقية تحترم إنسانية الإنسان وحقه في الحياة والحرية والمعتقد؟وتظل تلك المناسبة، مناسبة أممية تفضح جراح الإنسانية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تجربة قيادة تويوتا راش 2025.. هل تناسب العائلات؟
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة