أزمة بيئية واقتصادية.. انخفاض منسوب بحر قزوين يهدد شحنات النفط وإنتاج الكافيار

أزمة بيئية واقتصادية.. انخفاض منسوب بحر قزوين يهدد شحنات النفط وإنتاج الكافيار

تشهد منطقة بحر قزوين، أكبر بحيرة مالحة في العالم، أزمة متفاقمة مع استمرار انخفاض منسوب مياهه بوتيرة مقلقة، ما يهدد حركة الشحن البحري وصادرات النفط، إضافة إلى الكائنات البحرية المهددة بالانقراض.

تحذيرات أذربيجانية من تراجع متسارع

كشف نائب وزير البيئة الأذربيجاني، رؤوف حاجييف، أن البحر يشهد انحساراً متواصلاً منذ عقود، غير أن البيانات الأخيرة تؤكد تسارع وتيرة الانخفاض. وأوضح أن مستوى البحر تراجع:

0.93 متر خلال السنوات الخمس الماضية

1.5 متر خلال العقد الأخير

2.5 متر على مدى الثلاثين عاماً الماضية

وأشار حاجييف إلى أن معدل الانخفاض الحالي يتراوح بين 20 و30 سنتيمتراً سنوياً، مؤكداً أن هذه الظاهرة تعطل النشاط الاقتصادي وتؤثر على التنمية المستدامة في المنطقة.

جدل بين روسيا وأذربيجان حول الأسباب

ورغم التوترات السياسية بين موسكو وباكو، عقدت الدولتان اجتماعاً مشتركاً في أبريل الماضي لمناقشة الأزمة. روسيا تعتبر تغيّر المناخ السبب الرئيس وراء الظاهرة، فيما تتهم أذربيجان بناء السدود الروسية على نهر الفولغا – المزوّد لـ80% من مياه البحر – بتفاقم المشكلة.

انعكاسات اقتصادية خطيرة على الموانئ

تراجع منسوب المياه بدأ يهدد حركة الملاحة في ميناء باكو الدولي البحري، حيث يواجه ما يقارب 4 ملايين شخص على السواحل الأذربيجانية و 15 مليوناً في المنطقة القزوينية تداعيات مباشرة على أنشطتهم.

وأفاد مدير الميناء، إلدار صلاحوف، أن نقل النفط والمنتجات النفطية عبر محطة "دوبندي" انخفض في النصف الأول من 2025 إلى 810 آلاف طن مقارنة بـ880 ألف طن في الفترة نفسها من العام الماضي.

ولمواجهة الأزمة، تم تنفيذ أعمال تجريف تجاوزت 250 ألف متر مكعب عام 2024، إضافة إلى بناء سفينة تجريف جديدة باسم "المهندس سلطان كاظيموف" القادرة على تعميق القاع حتى 18 متراً، بهدف ضمان استمرار نشاط الميناء دون انقطاع.

تهديد مباشر للكائنات البحرية

إلى جانب الأضرار الاقتصادية، يحذر خبراء البيئة من كارثة تهدد التنوع البيولوجي في بحر قزوين "أسماك الحفش" فقدت ما يقارب 45% من مواطنها الطبيعية، ما يهدد استمرار إنتاج الكافيار الشهير.

فقمة قزوين: تواجه خطراً وجودياً مع تقلّص الجليد الموسمي في الشمال، حيث تفقد 81% من مواقع تكاثرها بانخفاض 5 أمتار، وتكاد تُحرم كلياً من موائلها إذا تراجع المنسوب 10 أمتار.