أخبار عاجلة

"المغير" تحت النار.. اجتياح إسرائيلي يعيد تشكيل الأرض ويكسر إرادة السكان

"المغير" تحت النار.. اجتياح إسرائيلي يعيد تشكيل الأرض ويكسر إرادة السكان
"المغير" تحت النار.. اجتياح إسرائيلي يعيد تشكيل الأرض ويكسر إرادة السكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعيش قرية المغير شمال شرق رام الله، منذ صباح الخميس، تحت وطأة اقتحام عسكري إسرائيلي واسع النطاق، دخل يومه الثاني، وسط حملة منظمة لا تقتصر على استهداف الأفراد، بل تمتد إلى البنية الاجتماعية والجغرافية للقرية، في ما يبدو كأنه محاولة لإعادة رسم ملامحها على الصعيدين الديموغرافي والمكاني.

الاقتحام الذي تقوده قوات الاحتلال، مدعومة بجرافات عسكرية، اتّخذ طابعًا أكثر من مجرد مداهمات أمنية اعتيادية. وفق إفادة رئيس مجلس قروي المغير، أمين أبو عليا، يشمل الهجوم تكسيرًا منهجيًا للمنازل، وسرقة لمصاغات ذهبية وأموال، والاعتداء بالضرب على الأهالي، بما في ذلك أفراد من عائلة الشهيد حمدان أبو عليا، في مشهد يعكس عقابًا جماعيًا وانتقامًا مفتوحًا.

النكبة الزراعية 

الأكثر خطورة هو ما وصفه أبو عليا بـ"النكبة الزراعية"، حيث شرعت جرافات الاحتلال منذ فجر الجمعة بشق طريق استيطاني يمتد من منطقة "الرفيد" إلى "قلاصون"، وهو مشروع يُعيد ترسيم الحدود الفعلية للقرية، على حساب آلاف الدونمات التي تم تجريفها بالكامل، خاصة في السهل الشرقي المزروع بالزيتون والمحاذي لشارع "ألون" الاستيطاني. وكأن الأرض نفسها أصبحت مستهدفة بالاقتلاع مثل أهلها.

ترافق هذا الهجوم مع إغلاق شامل للقرية، وفرض حصار يمنع الدخول أو الخروج، حتى سيارات الإسعاف لم يُسمح لها بالتحرك. أُجبر الأهالي على مغادرة منازلهم للمبيت في القرى المجاورة، في مشهد يذكّر بنزوح قسري لا يعلَن رسميًا، لكنه يُنفَّذ ميدانيًا. كما أُغلقت المحال التجارية، وجُمدت الحياة اليومية تمامًا.

تهديدات بالقتل

الأحداث لم تأتِ فجأة. فقبل أيام فقط، تلقى عدد من سكان المغير تهديدات بالقتل والتدمير عبر مكالمات هاتفية من قبل مستوطنين، كما أن المتطرف إيتمار بن غفير سبق أن نصب خيمته العام الماضي على مدخل القرية، مطالبًا بترحيل السكان وهدم مساكنهم، في تحريض مباشر أصبح اليوم واقعًا متحققًا على الأرض.

ما يجري في المغير ليس اقتحامًا عابرًا، بل عملية مركّبة لإخضاع القرية وترهيب سكانها وإعادة تشكيلها مكانيًا. اقتلاع الزيتون، الاعتقالات، التحطيم، التهديد، والحصار، كلها أدوات في مشهد يبدو كأنه جزء من خطة أوسع لفرض وقائع ديموغرافية واستيطانية جديدة في قلب الضفة الغربية.

القرية الآن بين خيارين: الانكسار أمام آلة القمع، أو مواصلة الصمود في وجه مشروع لا يستهدف الأرض فقط، بل الإنسان وذاكرته ووجوده.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الهلال السعودي يفوز على بالينجن الألماني (1/6) ودياً
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة