استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، في مقر الرئاسة الروسية "الكرملين"، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت وكالة أنباء "تاس" الروسية أن المحادثات جرت بحضور وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وكبار المسؤولين من الجانبين، حيث ركزت على ملفات التعاون الاقتصادي والطاقة والدفاع، بالإضافة إلى التنسيق المشترك في المحافل الدولية، لا سيما في إطار منظمة "بريكس" ومجموعة العشرين.
وفي مستهل اللقاء، رحب الرئيس بوتين بوزير الخارجية الهندي، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية التي تربط روسيا بالهند، والتي وصفها بأنها "شراكة استراتيجية شاملة تقوم على الثقة والاحترام المتبادل". وأشار إلى أن البلدين تمكنا على مدى عقود من بناء تعاون وثيق في مجالات الطاقة النووية والتكنولوجيا العسكرية والتبادل التجاري، وأن موسكو حريصة على تعزيز هذا التعاون في المرحلة المقبلة.
من جانبه، نقل جايشانكار تحيات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الرئيس بوتين، مؤكدًا أن الهند تعتبر روسيا شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه، خاصة في ظل التحديات الدولية الراهنة. وأوضح أن نيودلهي تسعى إلى تطوير شراكات أوسع مع موسكو في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المستدامة والتبادل الأكاديمي والثقافي.
وناقش الجانبان الوضع في أوكرانيا وتداعياته على الأمن والاستقرار الدوليين، حيث شدد بوتين على موقف بلاده الداعي إلى "إيجاد تسوية عادلة ومتوازنة للأزمة بما يضمن المصالح الروسية والأمن الإقليمي". بينما أكد الوزير الهندي أن بلاده تواصل الدعوة إلى الحوار والدبلوماسية كسبيل وحيد لإنهاء النزاعات، مع الالتزام بسياسة الحياد الإيجابي التي تتبناها الهند تقليديًا.
كما تطرقت المحادثات إلى الوضع في الشرق الأوسط، خصوصًا ما يجري في قطاع غزة، حيث أعرب الجانبان عن قلقهما من تدهور الأوضاع الإنسانية، مؤكدين أهمية احترام القانون الدولي والعمل من أجل وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.
وفي مجال الطاقة، ناقش الطرفان زيادة الاستثمارات المشتركة في قطاع النفط والغاز، وتوسيع التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية، إضافة إلى تعزيز التعاون الدفاعي من خلال مشاريع التصنيع العسكري المشترك وتبادل الخبرات التقنية.
ويرى مراقبون أن زيارة جايشانكار إلى موسكو تأتي في إطار جهود الهند للحفاظ على توازن استراتيجي بين شركائها الدوليين، في ظل اشتداد المنافسة بين القوى الكبرى. كما أنها تعكس حرص روسيا على توطيد علاقاتها مع قوى آسيوية كبرى في مواجهة الضغوط الغربية والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.