يظل اسم الفنان عزت أبو عوف محفورًا في ذاكرة الجمهور كواحد من أكثر الفنانين تنوعًا في مواهبه، فهو الطبيب الذي هجر عيادته ليطرق أبواب الموسيقى والتمثيل، والمثقف الذي جمع بين العلم والفن في شخصية واحدة.
هوس عزت أبو عوف بالساعات
في ذكرى ميلاده، لا يتوقف الحديث عند مسيرته الفنية أو أعماله الخالدة، بل يمتد ليكشف عن جانب خفي من حياته الخاصة، وهو هوسه الشديد بالساعات الفاخرة، ورغم أن الكثيرين عرفوه كواجهة للأناقة والرقي في الوسط الفني، فإن عشقه للساعات لم يكن مجرد مسألة مظهر أو كماليات، بل وصل إلى حد اعتباره نوعًا من الاستثمار الشخصي.

ففي أحد اللقاءات التي رصدها موقع تحيا مصر، كشف أبو عوف أنه يمتلك نحو 18 ساعة جميعها من "العيار الثقيل"، مشيرًا إلى أنه في إحدى المرات اشترى ساعتين في يوم واحد بينما لم يكن يملك في جيبه سوى ثمنهما. بالنسبة له، لم يكن ذلك تهورًا بقدر ما كان إيمانًا بأن هذه الساعات تحافظ على قيمتها وربما تزيد بمرور الوقت.
أغلى ساعة قام عزت أبو عوف بشرائها
أغرب ما رواه عن تجربته مع هذا الشغف كان حين قرر شراء ساعة بلغ ثمنها 145 ألف جنيه، في وقت لم يكن يملك في حسابه البنكي سوى 150 ألفًا فقط، لم يتردد لحظة، بل أنفق أغلب ما يملك على تلك الساعة الفاخرة، معتبرًا أنها استثمار لا يقل أهمية عن أي صفقة مالية، هذا التصرف، الذي قد يراه البعض جنونًا، يكشف عن فلسفة خاصة كان يعيش بها الفنان الكبير، حيث اعتبر أن الساعات ليست مجرد أداة لمعرفة الوقت، وإنما رمز للقيمة والندرة والأناقة.
إن تعلق عزت أبو عوف بالساعات لم يكن بعيدًا عن شخصيته التي عُرفت بالدقة والانضباط، فهو الفنان الذي قدّم أدواره بعناية، وأدار حياته بذوق رفيع، فكانت الساعات بالنسبة له أكثر من مجرد إكسسوار، ربما كانت انعكاسًا لشخصيته المركّبة، التي تجمع بين الالتزام العلمي كطبيب سابق، وبين الحس الفني الذي يبحث دائمًا عن التميز والجمال.
استثمار عزت أبو عوف في الساعات
وفي النهاية، فإن الحديث عن عزت أبو عوف لا يكتمل من دون التوقف أمام هذه التفصيلة الصغيرة التي أضاءت جانبًا آخر من حياته، فكما ترك بصمة واضحة في عالم الفن والموسيقى، ترك أيضًا حكاية شخصية عن رجل جمع الساعات كما جمع اللحظات، ليستثمر فيها لا بالمال وحده، بل بالذوق والرمزية التي جعلت منه واحدًا من أكثر نجوم جيله تفردًا.