قالت تمارا حداد، الباحث السياسية الفلسطينية، إن تصريحات نتنياهو حول حلم إسرائيل الكبرى ليست مجرد حلم بالنسبة له، بل هو مشروع مرتبط بالصهيونية العالمية يهدف إلى تحقيق نبوءة تاريخية وروحانية ضمن عقيدة إيديولوجية دينية تسمى ضمن الإطار الصهيوني العالمي بتوسعة إسرائيل على حساب الأراضي الفلسطينية والعربية حتى يتم عملية ترسيخ دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، وهذا الحلم نتنياهو سوف يحققه عاجلا أم آجلا، لأنه يعتبره جزءًا من إيديولوجيته الدينية وأهدافه الأمنية والسياسية والاقتصادية للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.
حلم إسرائيل الكبرى
وأضافت خلال تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن نتنياهو تربى على يد متطرفين، وتأثر بعدد من الإيديولوجيين الذين يؤمنون بتنفيذ هذا المشروع، وقد تحدث نتنياهو في أكثر من مناسبة، سواء في جلسات الأمم المتحدة أو في الكواليس السرية والعلنية، عن رغبته في تحقيق هذا الحلم، واستغل نتنياهو الأحداث في قطاع غزة، خاصة بعد السابع من أكتوبر، لتعزيز مشروعه، حيث يسعى لاحتلال قطاع غزة بشكل دائم وشامل والسيطرة على الضفة الغربية وجنوب لبنان وجنوب سوريا، وتوسيع نطاق سيطرته ليشمل الأردن كلها وجزء من مصر وجزء كبير من السعودية والكويت كلها ونصف العراق.
وتابعت، أن هذا المشروع مدعوم من قبل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، الذي يعتبر تحقيق هذا الحلم وعدًا إلهيًا، وستؤثر هذه السياسات بشكل سلبي على الدول العربية، خاصة تلك التي وقعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل، مما قد يؤدي إلى توترات أمنية، هذا الأمر سيؤثر على ازدياد حالة التوتر في المنطقة ويعزز فكرة التطرف والإرهاب بدلا من السلام.
ودعت إلى تكثيف الجهود العربية لوضع خطة استراتيجية لمجابهة هذا المخطط، بما في ذلك عقد اجتماع عاجل للقمة العربية والاتحاد الإسلامي لاتخاذ خطوات فورية، مؤكدة أهمية التحرك السريع لمواجهة هذه السياسات التي تهدد الأمن القومي الإقليمي وتتعارض مع القانون الدولي والاتفاقيات الدولية، حيث يجب على الدول العربية أن تتخذ خطوات جادة لمواجهة هذا المشروع، وأن تعمل على بلورة خطة عاجلة قبل فوات الأوان.
وطالبت بضرورة مخاطبة مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، حيث يجب على الدول الأعضاء الدائمين أو غير الدائمين في مجلس الأمن أن ينظروا في تصريحات نتنياهو الخطيرة ويتخذوا الإجراءات اللازمة لوقف هذه السياسات التي تهدد السلام والأمن في المنطقة، كما إن هذا الأمر يتطلب تحركًا دوليًا سريعًا وفعالًا لمواجهة المخاطر التي يطرحها مشروع نتنياهو.
