قاضي , أعلن عن وفاة القاضي الشهير فرانك كابريو، أحد أبرز رموز العدالة الإنسانية في ولاية رود آيلاند الأمريكية، بعد معاناة متجددة مع مرض السرطان، وتحديدًا سرطان البنكرياس. جاء إعلان وفاته من خلال منشور على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وأكد أفراد عائلته الخبر لاحقًا لشبكة NBC المحلية (WJAR) يوم الأربعاء. وكان رحيله بعد يوم واحد فقط من طلبه الدعاء من متابعيه أثناء تلقيه العلاج في المستشفى، حيث كتب قائلاً: “للأسف، تعرضت لانتكاسة، لقد عدت إلى المستشفى الآن، وأتوجه إليكم مرة أخرى طالبًا أن تتذكروني في دعواتكم”.
هذا الإعلان المؤلم لوفاة كابريو أثار مشاعر الحزن لدى ملايين من متابعيه حول العالم، الذين اعتادوا رؤيته رمزًا للتعاطف والعدل المتوازن.

حاكم الولاية ينعى كابريو ويأمر بتنكيس الأعلام تكريمًا له
في لفتة رسمية تظهر الاحترام الكبير الذي كان يحظى به، أمر حاكم ولاية رود آيلاند، دان ماكي، بتنكيس الأعلام في الولاية حتى يوم دفن القاضي كابريو. واصفًا إياه بـ”الكنز الوطني”، قال ماكي إن كابريو لم يكن مجرد قاضٍ، بل كان رمزًا لما يجب أن تكون عليه العدالة عندما تقترن بالرحمة والإنسانية. وأضاف الحاكم في بيانه: “سوف يذكر فرانك كابريو ليس فقط كقاض محترم، بل كزوج مخلص، وأب وجد وجدّ أكبر، وصديق حقيقي ألهم الآخرين بأعمال الخير التي قام بها خلال حياته”.
وفي ختام البيان، جاءت دعوة مؤثرة من المسؤولين والمحبين على حد سواء: “تكريمًا له، لنسعَ جميعًا إلى إدخال مزيد من الرحمة إلى هذا العالم — تمامًا كما فعل هو كل يوم”.

قاضي بوجه إنساني… كيف أصبح كابريو رمزًا عالميًّا للعدالة الرحيمة؟
اشتهر القاضي فرانك كابريو بأسلوبه الفريد في مقاعد القضاء، حيث جمع بين تطبيق القانون ومراعاة الظروف الإنسانية للمتهمين. برز اسمه عالميًّا من خلال برنامج تلفزيوني واقعي نال ترشيحا لجائزة إيمي، حيث عُرضت فيه جلسات حقيقية من محاكم مدينة بروفيدنس، وشاهد الناس حول العالم كيف يمكن للعدالة أن تُمارس بلطف ورحمة.
كان كابريو يمنح المتهمين فرص ثانية، يستمع لقصصهم، ويأخذ في الاعتبار أوضاعهم الاقتصادية أو الاجتماعية قبل إصدار حكمه. لم يكن قاضيًا صارمًا فحسب، بل إنسانًا جعل من منصة القضاء منبرًا للتعاطف والأمل. طريقته في الحكم تركت أثرًا دائمًا في نفوس الناس، إذ ساعدهم على رؤية القضاء بمنظور مختلف — أكثر قربًا من الواقع والرحمة.
إلى جانب ذلك، كان كابريو معروفًا بشخصيته المتواضعة والدافئة، ما جعل كل من يتعامل معه يشعر بالاحترام والثقة، وهو ما عزز مكانته كأحد أكثر القضاة المحبوبين في أمريكا والعالم.

إرث من العدالة والرحمة
رحل فرانك كابريو، لكن أثره الإنساني باقٍ. من خلال أحكامه، كلماته، وتعاطفه، علّم العالم أن العدالة لا تعني فقط تطبيق القانون، بل فهم البشر ومساعدتهم على النهوض. وها هو اليوم يُودَّع كرمز نادر جمع بين الحكمة والرحمة، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة الناس كـ”ألطف قاضٍ في العالم”.