بالزغاريد التي اختلطت بالدموع، استقبلت والدة الإعلامية الراحلة شيماء جمال خبر تنفيذ حكم الإعدام بحق قاتلي ابنتها، وكأنها تستعيد شيئًا من العدالة التي ظلت تنتظرها منذ ثلاثة أعوام. لم تكن الدموع دموع حزن فقط، بل دموع ارتياح أيضًا، بعد أن شعرت أن صوت ابنتها المظلومة لم يذهب هباءً.

وأكدت والدة شيماء أن لحظة سماعها خبر تنفيذ الحكم كانت لحظة فاصلة في حياتها، إذ شعرت أن الله أنصف ابنتها وأعاد للأسرة كرامتها. وقالت بلهجة مؤثرة: "شيماء عروسة في الجنة.. وربنا رجعلها حقها بعد عذابنا الطويل، ووجع ثلاث سنوات ما بين المحاكم وانتظار العدالة"، في كلمات عبّرت عن ألم طويل انتهى بجرعة عدالة مؤلمة لكنها ضرورية.
موعد العزاء ومكانه
أعلنت الأسرة أن عزاء شيماء جمال سيقام يوم الثلاثاء المقبل بمسجد التوحيد والنور في إمبابة – آخر شارع الوحدة. واختارت الأسرة هذا المسجد تحديدًا نظرًا لاتساعه وقدرته على استقبال الأعداد الكبيرة المتوقعة من المشاركين، سواء من الأقارب أو من محبي الإعلامية الراحلة الذين تابعوا قصتها منذ بدايتها المؤلمة.
وأكدت الأم أن العزاء لن يكون مجرد مناسبة اجتماعية، بل سيكون بمثابة تكريم رمزي لابنتها التي فقدتها غدرًا. وأشارت إلى أن الجميع مدعو لمشاركتهم الدعاء لها والترحم عليها، بعد أن انتهت رحلة طويلة من الألم والانتظار. بالنسبة لها، فإن لحظة العزاء ستكون ختامًا مؤثرًا لقصة حزينة انتهت بحكم عادل أعاد التوازن إلى قلوب المكلومين.
تفاصيل الجريمة التي هزّت الرأي العام
تعود أحداث الجريمة المروعة إلى يونيو 2022، حين أقدم المستشار السابق أيمن حجاج على قتل زوجته الإعلامية شيماء جمال بمشاركة صديقه حسين الغرابلي. خطط الاثنان للجريمة بعناية، ثم استدرجاها إلى مزرعة في منطقة البدرشين، حيث ارتكبا جريمة القتل بدم بارد، في واحدة من أبشع الحوادث التي تابعها المصريون بذهول.

كادت تخفي السر.. محاولة إجرامية كشفتها يقظة الأمن
لم يكتفِ الجناة بالقتل فقط، بل سعوا أيضًا إلى إخفاء جريمتهم، حيث دفنوا الجثمان داخل المزرعة في محاولة لطمس الأدلة. غير أن يقظة الأجهزة الأمنية وسرعة تحركها قادت إلى كشف تفاصيل الجريمة، بعدما دلّ أحد المتهمين السلطات على مكان الجثة. ومع انتشار الخبر، سادت حالة من الصدمة والحزن في الشارع المصري، الذي اعتبر ما حدث جريمة تهز الضمير.
العدالة تأخذ مجراها.. والتنفيذ كان فجرًا
منذ لحظة ضبط الجناة، بدأت رحلة العدالة في ساحات القضاء. قُدِّم أيمن حجاج وصديقه حسين الغرابلي للمحاكمة، وواجه الاثنان أدلة دامغة لم تترك مجالًا للشك. وعلى مدار الجلسات، تابع الرأي العام تفاصيل القضية بشغف وغضب، منتظرين لحظة الحكم التي ستضع حدًا لهذه المأساة.
وبعد محاكمة سريعة نسبيًا قياسًا بضخامة القضية، أصدرت المحكمة حكمها النهائي بالإعدام شنقًا بحق الجناة. ومع فجر الثلاثاء، نفذ الحكم داخل سجن الاستئناف ليطوى بذلك فصل دموي من قصة مؤلمة. كان التنفيذ رسالة واضحة بأن العدالة قد تأخرت لكنها لم تُغفل، وأن حق شيماء جمال عاد ولو بعد حين.