أخبار عاجلة
أمريكا تفرض عقوبات على شبكة مصرفية إيرانية -
شرب السكريات أكثر ضررًا من تناولها في الطعام -
أول رد من أنشيلوتي بعد قرار حبسه -

ماذا تفعل "الوحدة 504" الإسرائيلية في جنح الظلام بقطاع غزة؟

ماذا تفعل "الوحدة 504" الإسرائيلية في جنح الظلام بقطاع غزة؟
ماذا تفعل "الوحدة 504" الإسرائيلية في جنح الظلام بقطاع غزة؟

منذ اندلعت شرارة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر عام 2023، لم يدخر الاحتلال الإسرائيلي جهدًا في تعزيز قدراته العسكرية والاستخباراتية، سعيًا لاستعادة هيبته بعد الفشل الاستخباراتي المدوي الذي سمح باختراق  الجنوب المتاخم لقطاع غزة، والتي كانت تُعتبر المنطقة الأكثر أمنًا في تاريخ الدولة اليهودية. 

وعلى مدار أكثر من 21 شهرًا، عملت وحدات إسرائيلية معلنة وأخرى سرية بلا كلل، لجمع المعلومات، إعداد التقارير الدقيقة، ورصد تحركات كيانات وأفراد، بهدف تنفيذ عمليات نوعية، أبرزها الاغتيالات التي تستهدف شخصيات عسكرية بارزة، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

في قلب هذه الجهود، تبرز وحدة استخباراتية نخبوية تُعرف باسم "وحدة 504"، أو كما أُطلق عليها تاريخيًا أسماء أخرى مثل "الوحدة 154"، "استخبارات 10"، "وحدة الكتم"، و"تشكيلة الاستخبارات البشرية".

 تُعد هذه الوحدة الركيزة الأساسية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حيث تتولى مهام حساسة تشمل تجنيد وتشغيل عملاء سريين خارج الحدود، إلى جانب تنفيذ عمليات استخباراتية معقدة. 

ولم تقتصر أنشطتها على جمع المعلومات فحسب، بل امتدت إلى اقتحامات سرية لمواقع حساسة في دول أخرى، وجمع وثائق تُحفظ في ملفات تصنف بـ"سري للغاية" لدى الاستخبارات العسكرية.

مع بداية العام الجاري، وفي أعقاب توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان من جهة، وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا من جهة أخرى، تحولت المناطق الشمالية المحاذية لإسرائيل إلى محور اهتمام أجهزة الاستخبارات.

 ركزت هذه الأجهزة جهودها على تحقيق أهداف استراتيجية، تشمل تصفية قيادات عسكرية بارزة، وتدمير قدرات التنظيمات التي تُصنفها إسرائيل كمعادية، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا على أمن حدودها وسكانها.

في إحدى العمليات البارزة التي نفذتها "وحدة 504" مؤخرًا، تمكنت قوات جيش الاحتلال، ليلة الإثنين الماضية، من اعتقال خلية في جنوب سوريا، زعم إنها تابعة لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني. هذه العملية، التي استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة جمعتها الوحدة على مدار أكثر من شهرين، نفذتها قوات لواء "ألكسندروني" بقيادة الفرقة 210. 

وبحسب جيش الاحتلال، أسهم العملاء السريون الذين تديرهم الوحدة في رصد تحركات الخلية، مما مكّن القوات من الوصول إليها واعتقال أفرادها بنجاح. تُعد هذه العملية واحدة من سلسلة طويلة من المهام التي تقف خلفها "وحدة 504"، والتي غالبًا ما تُنفذ في الخفاء بعيدًا عن الأضواء.

وعلى مدار الأشهر الأخيرة، تصدرت الوحدة عناوين الأخبار في وسائل الإعلام الإسرائيلية، خاصة بعد تكثيف عملياتها في لبنان وسوريا، وشملت اغتيال شخصيات ارتبطت أسماؤها بمهمات عسكرية حساسة، وتفكيك خلايا مقاتلة تستهدف جيش الاحتلال. وفي سياق متصل، أسهمت الوحدة في اعتقال حوالي 300 فلسطيني، قدموا خلال التحقيقات معلومات قيمة عن أنفاق ومستودعات أسلحة وأساليب عمل عسكرية، وفقًا لما أعلنه الجيش. 

كما نجحت الوحدة في إعادة تفعيل شبكة عملاء في قطاع غزة، بعد توقف دام أكثر من عقد، في خطوة عززت من قدرات إسرائيل الاستخباراتية في الوحدة جذورها إلى منظمة "الهاجاناه"، التي شكلت نواة الدفاع اليهودي قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948، حيث جندت شبابًا يهودًا لمواجهة الفلسطينيين والثوار الذين تصدوا لمشروع إقامة الدولة. 

تأسست الوحدة رسميًا في 30 يونيو 1948، وخضعت لتغييرات تنظيمية عديدة عبر العقود، حيث دُمجت مع وحدات وألوية أخرى بعد كل حرب خاضتها إسرائيل.

تعمل "وحدة 504" بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الأخرى، مثل جهاز "الشاباك" والقوات الجوية والبحرية، وتُعتبر المرحلة الأولى في كل عملية ميدانية. 

يبدأ عملها بتجنيد عملاء يخضعون لتدريبات مكثفة، يشرف عليها ضباط الوحدة، لبناء علاقة ثقة طويلة الأمد تضمن جمع معلومات دقيقة. يخضع المرشحون للانضمام إلى الوحدة لاختبارات صعبة، تشمل تدريبًا أوليًا في لواء "جولاني" النخبوي، مع التركيز على مكافحة الإرهاب والعمليات السرية داخل إسرائيل وخارجها. تُعطى الأولوية لمن يتقن اللغة العربية ويمتلك معرفة عميقة بثقافة الشرق الأوسط.

 

في بداية العام الحالي، وتحت ضغط استمرار الحرب لأشهر طويلة، أدخل جيش الاحتلال للمرة الأولى مجندات نساء إلى الوحدة، تشاركن في توزيع المعلومات على وحدات القتال وأقسام البحث في مختلف الأجهزة الاستخبارية. إلى جانب ذلك، يتولى محققو الوحدة التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، لاستخلاص معلومات تدعم العمليات العسكرية، من أبرز إنجازات الوحدة منذ بداية الحرب، بحسب جيش الاحتلال، إجراء تحقيقات ميدانية أدت إلى اعتقال المئات من صفوف المقاومة الفلسطينية، وتفعيل شبكة عملاء في غزة، وجمع وثائق من مواقع حساسة خارج إسرائيل. كما تمت ترقية قائد الوحدة مؤخرًا إلى رتبة عميد مساعد، تقديرًا لدورها الحاسم في دعم العمليات العسكرية.

 

وعلى هذا النحو، تظل "وحدة 504" ركيزة صامتة وراء العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية، حيث تجمع بين السرية والدقة في الأداء، لتحقيق أهداف استراتيجية في منطقة مضطربة تشهد تصاعدًا مستمرًا في التوترات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق معلق مباراة باريس سان جيرمان وريال مدريد في نصف نهائي كأس العالم للأندية 2025 والقنوات الناقلة
التالى مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 9 يوليو والقنوات الناقلة