كوينتن تارانتينو .. بعد النجاح الساحق الذي حققه فيلم Once Upon a Time in Hollywood عام 2019، كان من الطبيعي أن يتساءل عشاق السينما عما إذا كان المخرج الشهير كوينتن تارانتينو سيعود بجزء ثانٍ من العمل.
وحصد الفيلم الأصلي، الذي ضم أسماء بارزة مثل ليوناردو دي كابريو وبراد بيت ومارجوت روبي، حصد أكثر من 392 مليون دولار في شباك التذاكر العالمي، ولاقى إشادة نقدية واسعة، مما عزز التوقعات حول تكملة محتملة.
وجاءت المفاجأة مؤخرًا، حين كشف تارانتينو عن السبب الحقيقي الذي دفعه للابتعاد عن إخراج جزء جديد من هذا العالم السينمائي الساحر.
رغبة في الغموض ورفض للتكرار
في مقابلة إعلامية أجريت معه مؤخرًا، تحدث تارانتينو بصراحة عن قراره قائلاً: "أحببت السيناريو، لكنني ما زلت ملتزمًا بالنهج الذي لطالما سرت عليه. أشعر أنني فقدت الحماس قليلاً، وفي عملي الأخير يجب أن أكون في مكان لا أعرفه. أحتاج إلى مغامرة جديدة، عالم مجهول بالنسبة لي." بهذا التصريح، أوضح المخرج أن ما يحفزه ليس الاستمرار في طرق مألوفة، بل التحدي الذي تحمله التجارب الجديدة.
فينشر يتولى الراية
رغم أن تارانتينو قرر عدم تولي إخراج الفيلم الجديد الذي يحمل عنوان The Adventures of Cliff Booth، وهو العمل الذي يستند إلى شخصية براد بيت الشهيرة من الفيلم الأصلي، إلا أن المشروع لم يُهمل. فقد أوكلت مهمة الإخراج للمخرج الأمريكي ديفيد فينشر، أحد أبرز المخرجين في هوليوود. ويبدو أن تارانتينو يرى في فينشر الشريك المثالي لتنفيذ رؤيته، إذ صرّح قائلاً: "أعتقد أنني وديفيد فينشر أفضل مخرجين. مجرد رغبته في اقتباس عملي تعني لي الكثير، وتؤكد على جديته."
مشاركة من خلف الكواليس
ورغم انسحابه من كرسي الإخراج، أكد تارانتينو أنه لن يكون غائبًا تمامًا عن المشروع. وأوضح أنه سيكون حاضرًا عند الحاجة، لدعم الفريق الإبداعي وضمان وفاء الفيلم الجديد بروح السيناريو الذي كتبه بنفسه. "لن أكون في موقع التصوير يوميًا، لكنني متاح عندما يحتاجني أحدهم. سأكون هناك إذا دعت الحاجة."
مستقبل تارانتينو: نهاية أم بداية جديدة؟
قرار تارانتينو بالتراجع عن إخراج الفيلم يعكس التزامه بفلسفة سينمائية تقوم على الابتكار لا التكرار.
وفي وقت يلهث فيه معظم المخرجين وراء النجاحات السابقة، يختار تارانتينو أن يبحث عن المجهول، متمسكًا برغبة فنية أصيلة ترفض الوقوف في المكان نفسه.
وبينما ينتظر الجمهور بفارغ الصبر ما ستكون عليه مغامرته السينمائية القادمة، تبقى بصمته في هوليوود علامة فارقة لا تخطئها العين، سواء تولى الإخراج بنفسه أو ترك المهمة لمخرج آخر يثق به.