قال الفنان ماهر كمال، مخرج العرض الافتتاحي لملتقى السمسمية القومي في الإسماعيلية، إن آلة السمسمية ليست مجرد أداة موسيقية، بل تعيش مع أبناء مدن القناة كل تفاصيل حياتهم منذ عقود، موضحًا أنها ارتبطت بالغناء العاطفي والاحتفالات الشعبية، كما وثقت لحظات النضال الوطني والمقاومة.

جاء ذلك فى تصريحات خاصة لـ"الوفد" على هامش افتتاح الدورة الثالثة لملتقى السمسمية القومي، والذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، بمشاركة فرق السمسمية من مدن القناة وعدد من المحافظات.

وأوضح كمال أن العرض الافتتاحي جسّد رحلة السمسمية عبر لوحات فنية متنوعة، بدأت بأغاني الحمام التي اشتهرت بها بورسعيد، ثم انتقلت إلى صيادي السويس والطور والبمبوطية في بورسعيد، قبل أن تدخل إلى المحطات التاريخية المهمة.
وأشار إلى أن السمسمية كانت حاضرة في معارك النضال، حيث وثّقت موقعة البستان بالإسماعيلية في 25 يناير 1952، التي مثّلت الشرارة الأولى لثورة يوليو، كما ارتبطت بأحداث بورسعيد في 1956 على وقع تأميم قناة السويس بصوت الزعيم جمال عبدالناصر.

وأضاف أن الأغاني الوطنية التي خرجت من مدن القناة مثل يا بيوت السويس من كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، والتي غناها الأهالي على أنغام السمسمية، جسدت معاناة المدينة وصمودها في وجه العدوان.
وتابع : وتواصل حضور السمسمية في فترة الاستنزاف وحرب أكتوبر، حيث رددت الجماهير أغنيات جديدة مثل عدينا يا ريس عشان نعمر سينا التي كتبتها ولحنتها بنفسي، لتبقى شاهدًا حيًا على بطولات المصريين.
واختتم المخرج ماهر كمال تصريحه بالتأكيد على أن السمسمية ستظل صوتًا أصيلًا للذاكرة الوطنية ووجدان مدن القناة، معربًا عن سعادته بنجاح العرض الافتتاحي وتفاعل الجمهور الكبير معه.
يشارك فى الملتقى تسع فرق فنية تمثل مدن القناة وسيناء: الإسماعيلية للفنون الشعبية، الطور التلقائية، السويس للآلات الشعبية، الصحبة البورسعيدية، بورسعيد للآلات الشعبية، شباب السويس، الإسماعيلية للآلات الشعبية، الوزيري بالإسماعيلية، وبورسعيد للفنون الشعبية.
ويستمر الملتقى على مدار يومين، بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي وفرع ثقافة الإسماعيلية، ليقدم تجربة ثرية تربط الماضي بالحاضر، وتؤكد أن السمسمية ليست مجرد آلة موسيقية بل ذاكرة وهوية لأبناء مصر.


يُذكر أن ملتقى السمسمية القومي الثالث يستمر على مدار يومين، ويأتي في إطار جهود وزارة الثقافة لصون وإحياء التراث الفني الأصيل لمنطقة القناة، واحتفاءً بتسجيل آلة السمسمية كعنصر من عناصر التراث الثقافي غير المادي على قوائم اليونسكو، بمشاركة تسع فرق فنية هي: الإسماعيلية للفنون الشعبية، الطور التلقائية، السويس للآلات الشعبية، الصحبة البورسعيدية، بورسعيد للآلات الشعبية، شباب السويس، الإسماعيلية للآلات الشعبية، الوزيري بالإسماعيلية، وبورسعيد للفنون الشعبية.
وقد تضمن الحفل - الذي أخرجه الفنان ماهر كمال وقدّمه الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بهيئة قصور الثقافة - عددًا من العروض الفنية للفرق المشاركة، اتسمت بوحدة الإيقاع والتناغم في الأداء الحركي والموسيقي، والتي نالت استحسان الجمهور، ولاسيما فقرات الغناء والعزف والرقصات الشعبية المصاحبة لآلة السمسمية.




