للتأكيد على قيمة النهر في صياغة الهوية المصرية
في إطار احتفالات محافظة الشرقية بذكرى وفاء النيل، وتنفيذًا لمبادرة "النيل عنده كتير"، واصلت وحدات تكافؤ الفرص بنطاق المحافظة نشاطها المكثف بتنظيم سلسلة من الندوات التوعوية الموجهة للسيدات، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي بقيمة نهر النيل كرمز للحياة ومصدر للعطاء والإلهام، وتسليط الضوء على دوره التاريخي في صياغة الهوية الثقافية والوطنية للشعب المصري على مر العصور.
وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، أن المبادرة تأتي في إطار حرص الدولة على ترسيخ قيمة النيل في وجدان الأجيال الجديدة، باعتباره شريان الحياة الذي قامت على ضفافه أعرق الحضارات الإنسانية.
وشدد على أن الحفاظ على نهر النيل من التلوث والهدر يمثل مسؤولية وطنية مشتركة، تستوجب تكاتف جميع فئات المجتمع، وخاصة المرأة التي تلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي داخل الأسرة والمجتمع.
وأوضح المحافظ، أن المبادرة تسعى إلى إعادة إحياء الارتباط الروحي والتاريخي بين المصريين ونهر النيل، خاصة في ظل التحديات البيئية الراهنة التي تواجهه، مشيرًا إلى أن المحافظة تدعم جميع الأنشطة التوعوية التي تعزز ثقافة الحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيد استخدامها.
وفي هذا السياق، أوضحت غادة زاهر رئيس وحدة تكافؤ الفرص بديوان عام المحافظة، أن الوحدات الفرعية لتكافؤ الفرص كثفت من نشاطها خلال الأسبوع الماضي، حيث تم تنظيم ثماني ندوات توعوية على مستوى عدد من المراكز والمدن، بمشاركة جهات تنفيذية وخدمية مختلفة، في إطار التعاون المشترك لترسيخ قيمة النيل في الوعي الجمعي للمجتمع الشرقاوي.
ففي مركز فاقوس، نظمت وحدة تكافؤ الفرص ثلاث ندوات تناولت موضوعات "تاريخ نهر النيل" و"عظمة النيل وفضله على مصر" و"مصر هبة النيل".
وقد استضافت مكتبة مصر العامة بفاقوس، بالتنسيق مع الوحدة المحلية بكفر شاويش، فعاليات هذه الندوات التي شاركت فيها مديريتا الأوقاف والصحة إلى جانب وحدة السكان ووحدة حماية الطفل بالمركز، حيث شهدت حضورًا مميزًا من السيدات والفتيات اللاتي تفاعلن مع الأنشطة النقاشية التي سلطت الضوء على أهمية النيل في التاريخ والحاضر.
وفي مركز منيا القمح، عقدت ندوة تثقيفية بالمكتبة الثقافية بالصنافين تحت عنوان "أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية ومنها نهر النيل"، وشارك فيها عدد من المختصين الذين أكدوا على ضرورة ترشيد استهلاك المياه ومواجهة السلوكيات السلبية التي تهدر هذا المورد الحيوي.
أما في مركز مشتول السوق، فقد نظمت الوحدة ندوتين، الأولى بعنوان "أهمية نهر النيل" وذلك بالوحدة المحلية بالصحافة، والثانية بعنوان "عيد وفاء النيل" بالتنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي، حيث ركزت الفعاليات على مظاهر ارتباط المصريين بالنيل وطرق حمايته من التلوث.
وفي حي ثان الزقازيق، أقيمت ندوة نوعية بعنوان "مظاهر الاحتفال بعيد وفاء النيل عند القدماء المصريين"، وذلك بالتنسيق مع فرع جهاز شؤون البيئة بالشرقية، حيث تناولت الندوة البعد التاريخي والرمزي للاحتفالات الشعبية والدينية المرتبطة بالنيل، وكيف شكلت هذه الطقوس جزءًا من الهوية الثقافية للمجتمع المصري.
وأكدت رئيس وحدة تكافؤ الفرص أن هذه الندوات التوعوية تأتي ضمن خطة شاملة تستهدف رفع الوعي لدى السيدات والأسر حول أهمية الحفاظ على نهر النيل، باعتباره أساس التنمية المستدامة وضمانة لحياة أفضل للأجيال القادمة.
وأشارت إلى أن المبادرة لا تقتصر على التوعية فقط، بل تشمل أيضًا حث المشاركين على تبني سلوكيات عملية تسهم في حماية النهر من التلوث والاستخدام الجائر.
ولاقت المبادرة تفاعلًا إيجابيًا من السيدات المشاركات، حيث أعربن عن سعادتهن بالمشاركة في فعاليات تحمل بعدًا وطنيًا وثقافيًا، وتعمل على استعادة الوعي بأهمية النهر الخالد، وأكدن أن الحفاظ على مياه النيل مسؤولية جماعية تبدأ من داخل الأسرة، عبر نشر ثقافة الترشيد والحفاظ على النظافة العامة ومنع إلقاء المخلفات في المجاري المائية.
وبذلك، تواصل محافظة الشرقية عبر وحدات تكافؤ الفرص والجهات الشريكة تنفيذ مبادرة "النيل عنده كتير"، التي تعد إحدى المبادرات الرائدة لإحياء ذكرى وفاء النيل، بما يعكس حرص الدولة على تعزيز ارتباط المواطن المصري بنهره الخالد، وتأكيد أن حماية النيل هي حماية للحياة ذاتها.