أخبار عاجلة

متحف الفن الإسلامى ملتقى ثقافات العالم.. خبراء: يضم 100 ألف تحفة أثرية منذ تأسيسه فى عصر الخديوى توفيق.. إحدى قاعاته تجسد الحياة الاجتماعية فى القرنين ١٩ و٢٠

متحف الفن الإسلامى ملتقى ثقافات العالم.. خبراء: يضم 100 ألف تحفة أثرية منذ تأسيسه فى عصر الخديوى توفيق.. إحدى قاعاته تجسد الحياة الاجتماعية فى القرنين ١٩ و٢٠
متحف الفن الإسلامى ملتقى ثقافات العالم.. خبراء: يضم 100 ألف تحفة أثرية منذ تأسيسه فى عصر الخديوى توفيق.. إحدى قاعاته تجسد الحياة الاجتماعية فى القرنين ١٩ و٢٠
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد المتاحف، ذاكرة الشعوب، فهى تحفظ الآثار والمقتنيات التاريخية الفريدة المميزة، وتجسيد للحضارة المصرية العريقة التى أبهرت العالم أجمع.. إنها ليست مكاناً لعرض القطع الأثرية فقط، بل هى مراكز ثقافية وتعليمية تساهم فى الحفاظ على التراث والهوية المصرية، وتحقيق التنمية الثقافية والسياحية، حيث تعد مصر من أغنى دول العالم بالآثار.
تلعب المتاحف دوراً فعالاً فى تنمية الهوية الوطنية للمواطنين، وتعريفهم بالحضارة والتاريخ المصرى العريق، وتجذب أعداداً كبيرة من السائحين، فهى منارة للثقافة والسياحة والترفية والاستمتاع بمشاهدة القطع الأثرية المميزة.
نعرض على هذه الصفحة متحفين من أعرق المتاحف التى تتضمن العديد من القطع الأثرية المميزة التى تجسد تاريخ مصر القديمة، وهما متحف الفن الإسلامى والمتحف الإثنوغرافى أو متحف الجمعية المصرية الجغرافية.
يُعد «متحف الفن الإسلامي، بمنطقة باب الخلق فى قلب القاهرة التاريخية، أكبر متحف للفنون الاسلامية فى العالم؛ حيث يضم المتحف حوالى ١٠٠ ألف تحفة أثرية متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند والصين وإيران مرورًا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس، وتميزت هذه التحف بالشمولية لفروع الفن الإسلامى على امتداد العصور، مما يجعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر العصور.
بدأت فكرة إنشاء متحف للفنون والآثار الإسلامية فى عصر «الخديوى إسماعيل»، فى عام ١٨٦٩، وتم تنفيذه فى عصر «الخديوى توفيق» سنة ١٨٨٠، عندما قام «فرانتز باشا» بجمع التحف الأثرية، التى ترجع إلى العصر الإسلامى فى الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله، وفى عام ١٨٨٢ كان عدد التحف الأثرية التى تم جمعها ١١١ تحفة، تم افتتاح المبنى الحالى فى عهد الخديوى «عباس حلمى الثاني» فى ٢٨ ديسمبر سنة ١٩٠٣.
مر المتحف بمرحلة هامة بين عامى ١٩٨٣- ١٩٨٤م، وتم توسيع مساحة المتحف وزيادة عدد القاعات حتى صارت ٢٥ قاعة، ثم مساحة كانت تشغلها محطة الوقود على يمين المتحف، والتى تم استغلالها فى إنشاء حديقة متحفية وكافتيريا، فى عام ٢٠٠٣ بدأت عمليات التطوير الشامل بالمتحف، حيث تم تغيير نظام العرض المتحفى بصفة عامة.

مقتنيات متحف الفن الإسلامي

يحتوى متحف الفن الإسلامي، على أكثر من ١٠٠ ألف تحفة تشمل جميع فروع الفن الإسلامى فى مختلف العصور، كما تميزت مجموعاته الفنية بثرائها من حيث الكم والكيف، مما جعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر تاريخه، وأصبح منهلاً لكل الباحثين والمؤرخين والزائرين على مختلف فئاتهم، وذلك للإلمام بتاريخ الحضارة الإسلامية فى مجالات العلوم المختلفة مثل الطب والهندسة والفلك، حيث تشتمل مجموعات المتحف على مخطوطات وتحف فى الطب والجراحة والأعشاب، وأدوات الفلك من الإسطرلابات والبوصلات والكرات الفلكية، وفى مجال الفنون الفرعية التى تُمثل مستلزمات الحياة من الأوانى المعدنية والزجاجية والخزفية، والحلى والأسلحة والأخشاب والعاج والمنسوجات والسجاد وغيرها.
اشتملت مجموعات المتحف على العديد من روائع التحف الفريدة التى تُبين مدى ما وصل إليه الفنان من ذوق رفيع ودقة فائقة فى الصناعة، وكان المتحف منذ نشأته قبله لكبار الزوار من الملوك وعظماء العالم، وقد شمل تحديث العرض المتحفى حاليًا زيادة لأعداد التحف بشكل يخدم قصة العرض المتحفي، مع وضع وسائل تدعيمية مختلفة تساعد جميع فئات الزوار على فهم رؤية ورسالة المتحف.

الهدف من إنشاء متحف الفن الإسلامي

فى سياق متصل، يقول الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري، المتخصص فى علم المصريات، إن متحف الفن الإسلامى واحد من أكبر متاحف الفنون الإسلامية فى العالم، فهو بمثابة منارة للفنون والحضارة الإسلامية على مر العصور، ويضم الكثير من الآثار الإسلامية المتنوعة على مستوى العالم، فهو صرح تاريخى قائم منذ ١٢٢ عامًا، تم افتتاحه فى عهد الخديوى عباس حلمى الثاني، موضحًا أن الهدف من إنشاء المتحف هو جمع الآثار والوثائق الإسلامية من أرجاء العالم مثل مصر والشام والهند والصين وإيران وشمال أفريقيا وشبة الجزيرة العربية والأندلس، وبدأت الفكرة فى عصر الخديوى إسماعيل عام ١٨٦٩، وتم تنفيذها فى ١٨٨٠ فى عهد الخديوى توفيق.

أجدادنا علموا العالم

يتابع «عامر»، فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن اسم المتحف تغير من المتحف العربى إلى متحف الفن الإسلامى ١٩٥١، ويتضمن الكثير من المجموعات الفنية التى تعبر عن مختلف الفنون الإسلامية عبر العصور بما ساهم فى إثراء دراسة الفن الإسلامى بشكل واضح وصريح، مشيرًا إلى أن المتحف يتكون من طابقين الأول لعرض القطع الأثرية البالغ عددها ٤ آلاف قطعة أثرية وقاعة مخصصة لمقتنيات عصر محمد على باشا، والدور الثانى المخازن و«بدروم» يستخدم كمخزن وقسم ترميم الآثار، ويحتوى على ١٠٠ ألف قطعة أثرية، ولوحات تتضن قصصاً تحت عنوان «أجدادنا علموا العالم»، بهدف تعريف ما صنعه الأجداد والحقائق والعلماء فى العصر الفاطمي، وتم تطوير وترميم المتحف بعد عام ٢٠١٤ وأصبحت عدد القاعات ٢٥ قاعة، وشمل ٤ آلاف قطعة أثرية، فهو متحف ذو أهمية كبيرة ويقبل عليه الكثير من الزائرين على مستوى العالم.
معروضات متحف الفن الإسلامي
ويرى الدكتور سامح الزهار، خبير الآثار الإسلامية، أن متحف الفن الإسلامى واحدًا من أهم وأشهر وأكبر المتاحف الإسلامية فى العالم، يتضمن عدداَ ضخماً من المعروضات من حيث الفترة وتسلسل العصور الموجودة، فهناك آثار من العصر الأموى والعباسى وما قبل الإسلام والعصر الفاطمي، والجناح المملوكى وهو الجناح الأكبر، وبعض الآثار العثمانية إلى آثار العصر الحديث، موضحًا أن هذه السلسلة المتصلة تحكى تاريخ مصر والشرق من خلال المعروضات المختلفة «النحاس والخشب والخزف والسجاد» وغيرهم. 
الشق الأكاديمى لمتحف الفن الإسلامي
يستكمل «الزهار»، فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن المتحف له طبيعة أكاديمية ويصدر المتحف مجلة مهمة جدًا، وهى مجلة «متحف الفن الإسلامي» وهى مجلة علمية محكمة، والتى ينشر فيها الأبحاث العلمية، تم تسجيل مئات رسائل الماجيستير والدكتوراه عن المتحف نفسه، موضحًا أن المتحف يتضمن أقساماً لآثار غير مصرية، والتى نقلت لمصر بطرق مختلفة مثل بعض الخزف الإيرانى «الفارسي»، وهو شكل من أشكال التبادل الثقافي، فهو من ضمن الخريطة السياحية لموقعه الجغرافى المميز، بالإضافة إلى المتحف المصرى والأهرامات فهى المواقع الرئيسية المهمة، فإنه يحتفظ بنوادر من كل أثر وهى أشياء نادرة من العالم أجمع.

حكاية دينار ٧٧ هجرى الذهبي

ويضيف، أن متحف الفن الإسلامى يحتفظ بدينار من أندر الدنانير الموجودة فى العالم، وهو دينار ذهبى وأول دينار تم تعريبه وهو «دينار ٧٧ هجري»، الذى ضرب فى الدولة الأموية فى عهد عبد الملك بن مراون، مما يقودنا إلى أنه مكان فريد لا يقل قيمة أو أهمية عن المتاحف الكبرى فى العالم، مؤكدًا أن عدد الزيارات إليه مرتفع جدًا، لأنه يتضمن كافة الخرائط السياحية، ويتضمن المتحف أيضًا دار الكتب والوثائق المصرية والمكتبة الخاصة به، وبالتالى يمكن معرفة المتحف بعمل ندوات وأنشطة مختلفة.

١٠٠  ألف قطعة أثرية

كما يوضح الدكتور محمد حمزة، أستاذ الآثار والحضارة، عميد كلية الآثار بجامعة القاهرة سابقًا، أن متحف الفن الإسلامى من أشهر وأهم المتاحف فى العالم، يضم آثار إسلامية أكثر من ١٠٠ ألف قطعة أو تحفة أثرية إسلامية، موضحًا أنه كان فى البداية يسمى بـ"دار الآثار العربية"، ثم صدر مرسوم "الملك فاروق" المنشور فى الوقائع المصرية بتغييره لمتحف الفن الإسلامى عام ١٩٥١، وهو عكس الاتجاه السائد بأن تغيير اسمه تم بعد ثورة يوليو ١٩٥٢.
ويؤكد «حمزة»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن الهدف من إنشاء المتاحف نشر الوعى وتعزيز الهوية وترسيخ الانتباه للشخصية المصرية، ولابد من زيادة عدد الزيارات المدرسية والجامعية للمتاحف المختلفة، وتشجيع السياحة الداخلية، مشيراً إلى مصر بدخول الإسلام استعادت مكانتها القديمة، وأصبحت من أقوى الدول فى العالم حضاريًا وسياسيًا واقتصاديًا، وهى التى أنقذت العالم من التتار والصليبيين.

يتبع المتحف الإثنوغرافي، «الجمعية الجغرافية المصرية»، التى تأسست عام ١٨٧٥ بمرسوم من الخديو إسماعيل حاكم مصر من ١٨٦٣م إلى ١٨٧٩، وتشغل مكانها الحالي، الذى يقع على بعد خطوات قليلة من ميدان التحرير فى قلب القاهرة، وتحديدًا فى شارع القصر العينى منذ عام ١٩٢٢م، وتضم الجمعية فى طابقها الأرضى مقتنيات المتحف.
تأسس المتحف الإثنوغرافى عام ١٩٢٤، عندما كلفت الجمعية أحد الاختصاصيين الإنجليز فى الدراسات الأفريقية بدراسة تلك المقتنيات المختلفة وتصنيفها ووضع فهرس علمى لها، وقد شكلت هذه الدراسة الأساس الذى قام عليه هذا المتحف، ومنذ ذلك الحين تطور المتحف، وألحق به الكثير من المقتنيات، التى تأسر زائرها، سواء من الباحثين أو غير المتخصصين أو السائحين.
يتضمن المتحف الإثنوغرافى ٣ قاعات، وهى «قاعة القاهرة» و«قاعة أفريقيا» و«قاعة قناة السويس»، والتى جاءت كالتالى: 
قاعة القاهرة
تعد قاعة القاهرة، هى الأكبر مساحة، حيث يطل من خلالها زائر المتحف على القاهرة فى عهد محمد على باشا، حاكم مصر ما بين عامى ١٨٠٥ إلى ١٨٤٨، مؤسس مصر الحديثة، وتمثل مقتنيات القاعة بانوراما لتطور الحياة الاجتماعية فى مصر فى القرنين الـ١٩ والـ٢٠، ويمكن مشاهدة الكثير من النماذج المصغرة للحرف والمهن التى كانت سائدة فى هذا العصر، فهناك المنجد، مكوجى الرجل، السقا، خراط الخشب، بائع العرقسوس، «الجزمجي»، بائع «لحمة الرأس»، «رافع الشادوف»، أما الأبرز فهو «الحلاق»، وهنا نجد «حمل الحلاق»، الذى كان يحمله ويتجول به، ويتميز بزخارفه المتعددة ومراياته الدائرية الصغيرة، وقد كان للحلاقين فى ذلك الوقت وظيفة أخرى، حيث كانوا يقومون بوصف الأدوية وإجراء العمليات الجراحية الصغيرة مثل «الختان».
كما تتضمن قاعة القاهرة، نماذج لصناعة الزجاج عن طريق النفخ، ونماذج من أدوات الخراطة، والمكاييل والأوقيات التى كان يستخدمها التجار فى الأوزان، وقوالب صنع عروس المولد، وقوالب الطباعة، ونموذج لعربة كارو، وكذلك الكور (المنفاخ) الذى يستخدمه مبيض النحاس أو الحداد، إلى جانب أدوات صناعة الأحذية اليدوية، مثل المركوب وقباقيب الحمام المزخرفة، وبُلغة الفلاح ومنتوفلى السيدات «المصنوع من الفرو»، كما يوجد نماذج أخرى لبعض الوظائف الحكومية، مثل شيخ الخفر والعمدة وحارس القنصلية والأمشجى «سايس أفندينا».
كما تتواجد بالقاعة، الأزياء الشعبية المختلفة التى كانت ترتديها المرأة، سواء الفلاحات أو التركيات أو الغجريات وغيرهن، إلى جانب عدد كبير من الإكسسوارات والمصوغات والحلي، مثل الكردان والخلخال، والأساور والغوايش والدلايات والتمائم والأقراط والزينة البدوية، كما تحتوى القاعة على نموذج لـ«كوشة العرس»، وهناك نموذج عن «صندوق الدنيا»، حيث كان سائداً فى أحياء القاهرة القديمة قبل ظهور السينما، ويُقدم من خلال ٣٠ صورة قصة «السفيرة عزيزة»، كذلك يضم المتحف مجموعة من العرائس القطنية الصغيرة، وعرائس خيال الظل التى كانت تحكى قصصًا من التراث الشعبي.
فى جانب آخر من القاعة، هناك ركن مخصص للقهوة البلدي، الذى يضم أدوات التدخين مثل النرجيلات والجوزة والماشات والمقصات، وأدوات إعداد المشروبات، وتشمل وعاء غلى الماء ومجمعى الشاى والبن، وكنكات القهوة وبرادات الشاى والأكواب التى يتم تقديم المشروبات إلى الزبائن، بينما توجد أيضا «دكة» من الخشب لجلوس الراوى أو الشاعر الذى كان يقوم برواية القصص الشعبى لرواد القهوة، ويضم المتحف مجموعة من الأدوات الفنية، منها الآلات الموسيقية كالعود والقانون والناى والكمنجة، وكذلك الآلات الشعبية، مثل الطبلة والرق، التى كانت تستخدمها النساء فى الغناء خلال الأعراس والاحتفالات الاجتماعية.
أما عن المقتنيات داخل المنازل، فتتواجد أدوات المطبخ من الأوانى النحاسية والقدور والأباريق وعدة القهوة والسبرتايات، وعصارة الزيوت، إلى جانب مجموعة من الصناديق القديمة كان بعضها يستعمل فى حفظ الملابس الثمينة، والأخرى مجموعة من صناديق صغيرة مما كان يستعمل فى حفظ النقود والحلى الثمينة والأوراق المهمة، وهذه الصناديق مصنوعة من الخشب المزخرف ومطعمة بالعاج والصدف، والكثير من نماذج إنارة المنازل فى ذلك الوقت، التى كانت تتميز بالطابع الإسلامي، مثل الفوانيس الشرقية ذات الزجاج الملون، والسراج والمشكاة والشمعدان.
لم يغفل المتحف الحياة فى الريف، حيث نجد عدداً من الأوانى الفخارية بأشكالها المختلفة من «القلل والأزيار»، وأباريق غسل اليدين، والأباريق المزخرفة التى كانت تستعمل فى حفلات الزواج أو «السبوع»، إلى جانب الرحايا اليدوية التى تديرها الفلاحات للطحن. كما نشاهد أدوات الفلاح التى كان يستخدمها فى الزراعة، مثل الشادوف والمحراث، ومن أهم مقتنيات المتحف التى لم يعد لها وجود الآن «التختروان»، أو هودج العروس الخشبى الذى كانت تزف فيه العروس، ويسير وسط موكب الزفاف، كان هذا «التختروان» مستعملاً فى القرنين السابع عشر والثامن عشر، وهو مصنوع من أثمن أنواع الخشب، كما يتميز بالزخارف، وبخاصة فى الجزء الأمامي، الذى به مشربيات (نوافذ) تسمح لراكبات التختروان بمشاهدة موكب الزفاف، كما أن للتختروان بابين للدخول والخروج.


المحمل النبوي


من أهم مقتنيات المتحف الإثنوغرافى على الإطلاق هو «المحمل النبوي»، ذلك الهودج الخشبى (الصندوق) الذى كانت تحمله الجمال لنقل كسوة الكعبة المشرفة كل عام من مصر، حيث كانت هذه الكسوة تصنع فى مكان يسمى «دار الكسوة» بحى الخرنفش بالقاهرة، وظل هذا المحمل يخرج سنويًا منذ عهد الملكة شجر الدر فى عهد دولة المماليك، وحتى بداية عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وما يحتضنه المتحف بين جنباته هو آخر محمل قام بحمل الكسوة، وهو فى هذا المكان منذ أواخر الخمسينات تاريخ آخر كسوة خرجت من مصر.
وفقًا لإدارة المتحف، فإن هذا المحمل يرجع إلى عصر الملك فؤاد الأول، الذى امتدت فترة حكمه بين ١٩١٧ - ١٩٣٦م، وكانت مصر ترسله إلى الحجاز ليحمل أستار الكعبة فى موسم الحج، وهو مغطى بالحرير الأحمر الثقيل، ومنقوش عليه اسم الملك، وكذلك آية الكرسى بالخيوط الذهبية، إلى جانب بعض الزخارف الإسلامية، ويأخذ هيكل المحمل شكل الكعبة فى تكعيبها، وذلك فى النصف السفلي، أما النصف العلوى فيأخذ شكل الهرم أو الخيمة تنتهى بأيقونة، وفى كل ركن من أركانه توجد أيضا أيقونات مماثلة تأخذ شكل المئذنة وتنتهى بهلال بداخله نجمة.
توقفت مصر عن إرسال الكسوة عبر «المحمل» بعد قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، لكنها استمرت فى إرسالها بطرق أخرى حتى عام ١٩٦٢، لينتقل آخر محمل إلى أحضان المتحف الإثنوغرافى منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
قاعة أفريقيا
ثانى قاعات المتحف الإثنوغرافى بالقاهرة هى قاعة أفريقيا، وتضم القاعة مجموعة مقتنيات من أولى المجموعات التى اقتنتها «الجمعية الجغرافية» عن طريق المستكشفين والرحالة الذين أوفدتهم الجمعية فى بعثات علمية وجيولوجية للكشف عن منابع النيل، ثم أضيف إلى هذه المجموعة مقتنيات أخرى أهديت من قبل الضباط المصريين الذين خدموا فى السودان، أو شاركوا فى إعادة فتح السودان، كما جلبت مقتنيات من إثيوبيا والصومال وإريتريا ووسط أفريقيا، من بينها سن فيل حقيقي، وقرن جاموس وحشي، وقدم فيل محنطة، ونمس محنط، وتماسيح.
يوجد فى قاعة أفريقيا أيضًا، مجموعة كبيرة من الآلات الموسيقية التى تستخدمها القبائل الأفريقية، التى تعبر عن الفنون الشعبية لديها، إضافة إلى الأدوات المنزلية كالقدور وأوانٍ من الفخار تستخدم فى طهى الطعام، ومجموعة كاملة من الأسلحة، مثل الخناجر التى تستعمل فى الرمي، والسيوف بأطوال مختلفة، والرماح والحراب بأحجام وأشكال متنوعة، كما تضم القاعة أكثر من ٥٠ درعا مصنوعة من مواد مختلفة، سواء من القش أو صدفة السلحفاة أو جلود الفيلة والتمساح والخرتيت.
قاعة قناة السويس
فى عام ١٩٣٠، قررت شركة قناة السويس أن تهدى الجمعية الجغرافية قاعة تحوى عدداً كبيراً من الوثائق والصور والخرائط والمجسمات والماكيتات، التى تعرض لتاريخ القناة منذ بدء حفرها عام ١٨٥٩ مرورًا بافتتاحها عام ١٨٦٩، وحتى عام ١٩٣٠، فهناك خرائط مجسمة وغير مجسمة تبين موقع القناة، أو تشرح خط سيرها، أو تبين نقاط العمل بها قبل أعمال الحفر، ثم فى مراحل إنشاء القناة، وصورا أخرى بعد انتهاء العمل، ومجموعة أخرى تمثل مختلف نشاطات شركة قناة السويس، سواء أكان ذلك بالرسوم البيانية أو بالإحصاءات.
داخل القاعة يوجد مجموعة من اللوحات سجلت عليها كل الاحتفالات التى أقيمت بمناسبة افتتاح القناة، وأبرزها لوحة للإمبراطورة «أوجيني»، وهى تشارك فى حفل افتتاح القناة، ولوحة زيتية أصلية بالحجم الطبيعى للخديو إسماعيل فى نفس المناسبة، ونموذج تمثال للمهندس الفرنسى «ديليسبس»، مصمم القناة.
قطع أثرية منذ ٣ قرون
يوضح الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري، المتخصص فى علم المصريات، أن المتحف الإثنوغرافى هو أحد متاحف الجمعية المصرية الجغرافية ويضم العديد من الفلكلور والتراث الشعبى والتاريخي، وظلت القطع الأثرية إرثاً لعادات وتقاليد فترات زمنية عمرها ما يقرب من ٣ قرون، مضيفًا أن الجمعية عمرها قرن ونصف، وتصنف بأنها الجمعية التاسعة فى هذا المجال على مستوى العالم، فإن هذا المتحف تم تأسيسه عام ١٨٧٥، يحتوى على قطع فنية نادرة، تتضمن التفاصيل اليومية حياة المواطنين فى تلك الفترة، ويأخذ المتحف الطابع الإنسانى حيث يقوم بعرض القطع التراثية المحفوفة بألواح زجاجية لحمايتها من التلف.
يؤكد «عامر» فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن المتاحف لا تقل أهمية علميًا، مطالبًا بضرورة عمل رحلات توثيقية لتعريف الطلاب بهذه الأماكن التى تتحدث عن التراث المصري، التى ترجع عمرها لملايين السنين، وزيادة الوعى الأثرى والثقافى للتعرفة بالدولة المصرية فى مختلف العصور، فإنها تحوى كنوز تراثية نادرة لا تتواجد على مستوى العالم سوى فى مصر.
متحف نوعى فريد
كما يقول الدكتور سامح الزهار، خبير الآثار الإسلامية، إن متحف الجمعية الجغرافية هو متحف مهم يحتوى على آثار نادرة وفريدة، وهو من المتاحف النوعية المتخصصة، لا يتضمن عدد كبير من الآثار، موضحًا أن المتاحف النوعية لا يكون حجم الزيارات عليها كبيرًا، لأن معرفة المواطنين إليها ليست كبيرة، فإن المتاحف تختلف عن المواقع الأثرية فهى يمكن من خلالها القيام بأكثر من نشاط فردى لزواره، عكس المتاحف يظل ملتزم الزائر داخل المتحف.
يتابع «الزهار»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن متحف الجمعية يحتاج إلى تطوير البنية التحتية، ولكنه متحف أكاديمى بامتياز، ويكون الزوار أكاديمين أو من أعضاء الجمعية أنفسهم والنقابات، وليس المواطنين لأنه تراجع دوره الاجتماعى مثل أنشطة وغيرها، ولكنه يحتفظ بدوره الأكاديمي.
قاعة قناة السويس تحتوى على الوثائق والصور والخرائط والمجسمات والماكيتات لتاريخ القناة منذ بدء حفرها عام ١٨٥٩ حتى بافتتاحها عام ١٨٦٩

 

801.jpg

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسعار الخضروات اليوم الاثنين 18-8-2025 في قنا
التالى أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الاثنين 18-8-2025 في محافظة قنا