يُعد الثوم أحد أهم المحاصيل الزراعية في مصر، ليس فقط لأهميته الغذائية والطبية، بل أيضًا لدوره المحوري في دعم الاقتصاد الزراعي المحلي والتصدير، إذ تتراوح المساحات المزروعة به سنويًا بين 60 و70 ألف فدان، وينتج عنها نحو 350 ألف طن، يتم توجيه جزء كبير منها للأسواق العالمية.
وتحتل مصر حاليًا المرتبة الثامنة في قائمة أهم الصادرات الزراعية لعام 2025، وفقًا لأحدث بيانات الحجر الزراعي، مما يعكس النجاح الذي حققه المزارعون والمصدرون في هذا القطاع.
أولاً: بدء الاستعداد لموسم زراعة الثوم 2025
أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، أن المحافظات المصرية بدأت فعليًا الاستعداد لموسم زراعة الثوم الجديد لعام 2025، وسط تفاؤل بتحقيق موسم إنتاجي قوي، شريطة الالتزام بالتوصيات الفنية الصحيحة في المواعيد المحددة للزراعة.
وأشار إلى أن مصر تحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد إسبانيا في إنتاجية الفدان من الثوم، بفضل تطبيق الممارسات الزراعية السليمة، الأمر الذي يُعد إنجازًا بارزًا في القطاع الزراعي المصري.
ثانيًا: المحافظات الرائدة في زراعة الثوم
تتصدر عدد من المحافظات الريف المصري في إنتاج محصول الثوم، وتحديدًا:
المنيا
بني سويف
الشرقية
الدقهلية
وتُزرع بها أصناف مختلفة من الثوم، أبرزها:
الصنف البلدي الأبيض: يحتوي الرأس الواحد على 40–60 فصًا.
سدس 40 وإيجاسيد 1: صنفان يتميزان بلون بنفسجي خفيف، وعدد فصوص يتراوح بين 10 و15 فصًا.
هذه الأصناف تختلف في خصائصها الإنتاجية والمرضية، ويُعد اختيار النوع المناسب لكل منطقة من العوامل الأساسية في نجاح الموسم الزراعي.
ثالثًا: التوقيت المثالي لزراعة الثوم
تختلف مواعيد الزراعة بحسب المناطق المناخية في مصر:
الوجه البحري: تبدأ الزراعة في منتصف سبتمبر.
الوجه القبلي: يبدأ موسم الزراعة من أول أكتوبر حتى منتصف الشهر.
وأكد الدكتور فهيم أن الالتزام بالتوقيت الصحيح يُساهم بشكل كبير في مقاومة الآفات وتحقيق إنتاجية عالية، لا سيما في ظل التغيرات المناخية التي قد تؤثر على دورة حياة المحصول.
رابعًا: خطوات الزراعة السليمة لضمان إنتاج قوي
للحصول على أعلى إنتاجية وجودة في محصول الثوم، يجب على المزارعين اتباع خطوات مدروسة بعناية تشمل:
تجهيز التقاوي قبل الزراعة بيومين، ويشمل تفصيص الفصوص ونقعها في مياه جارية ثم معالجتها بالكبريت الميكروني.
زراعة الفصوص بمسافات تتراوح بين 7 إلى 10 سم.
الري الخفيف بعد الزراعة مباشرة أو خلال يومين فقط.
مكافحة مبكرة للآفات مثل التربس واللطعة الأرجوانية.
تنظيم التسميد وتفادي الإفراط في استخدام السماد الآزوتي.
اتباع هذه الخطوات يسهم في تقليل معدلات الإصابة بالأمراض، ويزيد من فرص تحقيق محصول قوي قابل للتسويق محليًا وتصديريًا.
خامسًا: مكافحة الآفات.. مفتاح نجاح الموسم
تعد الآفات والأمراض من أكبر التحديات التي تواجه زراعة الثوم في مصر، ومن أبرزها:
1. آفة التربس:
تبدأ الإصابة في أكتوبر وتزداد مع الوقت.
تؤدي إلى ظهور بقع فضية على الأوراق، وتُعد الأصناف البلدية أكثر حساسية.
يزداد خطر الإصابة في حالة الزراعة المتأخرة أو ارتفاع الآزوت أو زيادة رطوبة التربة.
2. مرض اللطعة الأرجوانية:
يبدأ على هيئة بقع بيضاء تتحول لأرجوانية داكنة.
يسبب اصفرارًا وموتًا للأوراق.
سدس 40 وإيجاسيد 1 أكثر عُرضة للإصابة من الصنف البلدي.
3. مرض الصدأ:
يظهر في الأجواء الباردة والرطبة.
يُلاحظ على هيئة بثرات برتقالية أو بنية على الأوراق.
وأكد الدكتور فهيم أن النجاح في موسم زراعة الثوم يعتمد على الرصد الدوري للآفات ومكافحتها في مراحل مبكرة قبل تفشيها، لضمان حماية المحصول.
سادسًا: الثوم المصري وتعزيز التصدير
لا يقتصر نجاح زراعة الثوم على السوق المحلي فقط، بل يمتد إلى الأسواق العالمية، حيث يُعد الثوم من أهم السلع الزراعية التصديرية لمصر.
وبحسب بيانات الحجر الزراعي، يحتل الثوم المرتبة الثامنة ضمن قائمة الصادرات الزراعية لعام 2025، وهو ما يعكس جودته العالية وإقبال الأسواق الخارجية عليه، خاصة من أوروبا ودول الخليج.
وتتوقع الحكومة أن يشهد هذا الموسم زيادة جديدة في حجم الصادرات، مع اعتماد خطط للتوسع في زراعة الأصناف التصديرية ذات الجودة العالية.