في زحام الحياة وما يواجهه الإنسان من ابتلاءات وصعوبات، لا يجد العبد ملاذًا أعظم من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، فهو القادر على كشف الكروب، وإزاحة الهموم، وبث الطمأنينة في القلوب، ويظل الدعاء وسيلة المؤمن الأولى للنجاة من الشدائد، وإشراق الصدر بنور اليقين والسكينة.
أدعية نبوية لرفع البلاء
ثبت في صحيح السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علّم أمته أدعية تفرج الكرب وتزيل الغم، منها ما رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج الله عنه: كلمة أخي يونس عليه السلام: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
كما روت أسماء بنت عميس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «ألا أعلمك كلماتٍ تقولينهن عند الكرب أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا».
مناجاة القلب لرفع الضيق
ومن الأدعية المأثورة:
«اللهم إني أعوذ بك من ضيقة القلب والصدر وفراغ الصبر، اللهم إن نمت على ضيق فأيقظني على فرح».
«اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، ربي لا تكلني إلى أحد، ولا تحوجني إلى أحد، واغنني عن كل أحد، يا من إليه المستند وعليه المعتمد وهو الواحد الفرد الصمد».
«اللهم إنك لا تحمّل نفسًا فوق طاقتها، فلا تحملني من كرب الحياة ما لا طاقة لي به، وباعد بيني وبين مصائب الدنيا كما باعدت بين المشرق والمغرب».
أدعية من القرآن تشرح الصدر
القرآن الكريم ملاذ المؤمن عند الضيق، ومن آياته التي يستحب الدعاء بها:
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا}.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
أدعية لفك الكرب والنجاة من الشدائد
«يا فارج الهم ويا كاشف الغم، فرج همنا ويسر أمرنا، وارحم ضعفنا وقلة حيلتنا، وارزقنا من حيث لا نحتسب».
«اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء».
«اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت».
«اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، ولكن رحمتك هي أوسع لي».
نور الأمل والسكينة
إن الأدعية والآيات التي علّمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم، وما ورد في كتاب الله العزيز، تمثل زاد المؤمن عند اشتداد الكرب، ودواءً لضيقه وهمه. ومع كل دعاء يرفعه العبد إلى ربه بقلب خاشع ويقين صادق، تتنزل السكينة، وينشرح الصدر، وتشرق النفس بنور الأمل في رحمة الله الواسعة.