في خطوة وُصفت بأنها تاريخية، أصدر وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، إلى جانب الأمناء العامين لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، بيانًا مشتركًا أدانوا فيه تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن ما يُسمى بـ"إسرائيل الكبرى". البيان لم يكتفِ بلغة التنديد، بل قدم رؤية متكاملة لحماية الحقوق الفلسطينية، وكشف ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع سياسات الاحتلال، مؤكدًا على أن أمن المنطقة وسيادة الدول العربية والإسلامية خطوط حمراء لا يمكن المساس بها.
أحمد صبور: وثيقة موقف تاريخية
أكد المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، أن البيان العربي – الإسلامي يمثل وثيقة موقف تاريخية، ليس فقط في مواجهة تصريحات نتنياهو، ولكن كإطار متكامل لحماية القضية الفلسطينية من محاولات التصفية والتهميش. وأوضح أن البيان قدّم قراءة دقيقة للمشهد الراهن، حيث لم يقتصر على الإدانة اللفظية بل وضع أمام المجتمع الدولي قائمة بالانتهاكات الإسرائيلية، من العدوان على غزة وسياسات الحصار والتجويع، إلى محاولات تغيير الطابع القانوني والديمغرافي للأراضي المحتلة.
وشدد صبور على أن قوة البيان تكمن في كونه تعبيرًا عن إرادة جماعية موحدة، تجعل من الصعب تمرير المخططات الإسرائيلية دون مواجهة مقاومة عربية – إسلامية متماسكة. وأضاف أن البنود المتعلقة بوقف العدوان، وفتح المعابر، ورفض التهجير القسري، تشكل خارطة طريق للتحرك العملي على الساحة الدولية، استنادًا إلى قرارات مجلس الأمن والرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، ما يضع إسرائيل في مأزق قانوني وأخلاقي.
كما أشار إلى أن التحذيرات المتعلقة بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، تمثل إنذارًا مبكرًا للمجتمع الدولي بخطورة استمرار الانتهاكات، داعيًا إلى تحويل البيان إلى خطة تنفيذية تشمل تعبئة الرأي العام العالمي ودعم صمود الشعب الفلسطيني اقتصاديًا وإنسانيًا.
بسمة جميل: موقف صلب وموحد
من جانبها، أكدت بسمة جميل، أمين أمانة التخطيط والتطوير بحزب الشعب الجمهوري بسوهاج، أن البيان العربي – الإسلامي عبّر عن موقف صلب وموحد في رفض الانتهاكات الإسرائيلية وأوهام نتنياهو، معتبرة أن تصريحاته تمثل استهانة بالقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي والإقليمي.
وأوضحت أن الموافقة الإسرائيلية الأخيرة على خطط استيطانية جديدة في منطقة "E1"، وتصريحات الوزراء المتطرفين الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية، تؤكد الطابع التوسعي والعنصري لسياسات الاحتلال، وهو ما يتعارض بشكل صارخ مع قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي.
وأضافت أن البيان العربي – الإسلامي شدد على أن الدول الموقعة ستتخذ إجراءات دبلوماسية وسياسية لدعم السلام العادل، محذّرة من خطورة الممارسات الإسرائيلية التي تطال المقدسات الإسلامية والمسيحية، واقتحامات المدن الفلسطينية، وما تجره من موجات عنف جديدة.
واختتمت جميل تصريحاتها بالتأكيد على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة فورًا، ورفع الحصار، وضمان دخول المساعدات دون قيود، ورفض أي خطط للتهجير القسري، مؤكدة أن غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وأن استعادة السلطة الفلسطينية لمسؤولياتها بدعم عربي ودولي تمثل ركيزة أساسية لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.