تُولي الدولة المصرية، ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، اهتمامًا بالغًا بتطوير مشروعات الثروة الحيوانية، في إطار مساعٍ جادة لتقليص الفجوة بين الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء والاحتياجات السنوية التي تتجاوز مليون طن.
ومع وصول الإنتاج المحلي الحالي إلى نحو 600 ألف طن، تسعى الوزارة إلى سد الفجوة الباقية، التي يتم تغطيتها عبر استيراد نحو 400 ألف طن سنويًا، سواء في صورة لحوم مبردة أو مجمدة أو رؤوس ماشية حية.
إصدار 564 ترخيصًا لمشروعات الإنتاج الحيواني والعلفي
كشفت وزارة الزراعة، عبر تقرير رسمي صادر عن قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، أنه تم خلال النصف الأول من أغسطس إصدار 564 ترخيص تشغيل لمشروعات متنوعة تشمل:
مشروعات إنتاج حيواني وعلفي
مراكز تجميع الألبان
مزارع دواجن
مصانع أعلاف
وتوزعت هذه التراخيص بين تجديد التراخيص القديمة وإصدار لأول مرة، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تبسيط الإجراءات، ودعم المستثمرين والمربين الصغار، والالتزام في الوقت ذاته بضوابط الأمان الحيوي والوقائي.
دعم المربي الصغير
أولى التقرير أهمية خاصة لصغار المربين، حيث تم إصدار 254 تصريحًا لمزاولة نشاط تربية الماشية، مع الالتزام الكامل بكافة الاشتراطات البيئية والصحية، وبمشاركة فعالة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية.
ويُعزز هذا التوجه سياسة الدولة الرامية إلى تمكين الفلاحين والمربين في القرى ودمجهم في سلسلة القيمة الإنتاجية لتحقيق الاستدامة والأمن الغذائي.
مشروعات جديدة في الظهير الصحراوي
بهدف التوسع في المناطق غير المستغلة، أشار التقرير إلى الموافقة على 13 مشروعًا جديدًا للثروة الحيوانية والداجنة في مناطق الظهير الصحراوي، حيث تُمثل هذه المناطق فرصة واعدة لإنشاء مزارع وفق أعلى معايير الأمان الحيوي والبعد الوقائي.
هذا التوسع يدعم فكرة إعادة توزيع النشاط الزراعي وتخفيف الضغط على الدلتا ووادي النيل، مع فتح آفاق استثمارية جديدة في المناطق الحدودية والصحراوية.
طفرة في تسجيل الأعلاف
ضمن جهود الوزارة لتحسين جودة التغذية الحيوانية، تم خلال نفس الفترة تسجيل 481 منتجًا من مخاليط الأعلاف والإضافات، منها:
330 منتجًا محليًا
151 منتجًا مستوردًا
وتم ذلك وفق معايير علمية صارمة، وبالتعاون مع المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف ومعهد بحوث الإنتاج الحيواني، لضمان جودة الأعلاف وكفاءتها في تحقيق أفضل معدلات أداء في الإنتاج.
تجهيز 13 مصنع أعلاف للحصول على التراخيص النهائية
أوضح التقرير أنه جرى تقديم الدعم الفني لعدد 13 مصنع أعلاف تحتوي على 24 وحدة خط إنتاج لتصنيع أعلاف الدواجن، الماشية، والأسماك.
ويأتي هذا ضمن خطة لتحسين سلسلة الإمداد العلفية وتوفير أعلاف ذات جودة عالية بأسعار مناسبة، بما ينعكس إيجابًا على تكلفة الإنتاج الحيواني.
فتح أسواق جديدة لتصدير منتجات الدواجن والأعلاف
في خطوة تؤكد تحوُّل مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج وتصدير منتجات الثروة الحيوانية، تم خلال النصف الأول من أغسطس الموافقة على تصدير أعلاف أسماك، إضافات أعلاف، ومصنعات دواجن (مثل السمان، البط، الحمام، والرومي) إلى عدد من الدول العربية والأجنبية.
كما تم التوسع في تصدير كتاكيت التسمين المحلية الفائضة، ما يعزز العملة الصعبة ويفتح آفاقًا أوسع لصناعة الدواجن المصرية على المستوى الإقليمي.
متابعة دقيقة ودعم متواصل لمشروع البتلو
أكد التقرير استمرار متابعة رؤوس الماشية ضمن المشروع القومي للبتلو، والذي يعد من أنجح مشروعات تنمية الثروة الحيوانية، حيث تم تمويل أكثر من 500 ألف رأس ماشية لصالح 45 ألف مستفيد حتى الآن.
وتُقدَّم خدمات الدعم الفني والإرشاد الميداني للمربين في مواقعهم، بالتنسيق مع مديريات الزراعة والطب البيطري، لضمان أفضل النتائج وتقليل نسب النفوق.
ندوات إرشادية لرفع الوعي ومهارات التربية
في سياق الدعم غير المباشر، تنفذ وزارة الزراعة برامج إرشادية موسعة تستهدف صغار المربين، تتضمن:
ندوات نظرية وتطبيقية
ورش عمل داخل المزارع
تدريبات على أساليب التربية والتغذية والرعاية الصحية
وذلك بالتعاون مع الإدارة المركزية للإرشاد الزراعي، والمراكز البحثية المتخصصة، بهدف رفع كفاءة العامل البشري في هذا القطاع الحيوي.