في لحظة مفصلية تمر بها القضية الفلسطينية، يبدأ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى زيارة رسمية إلى القاهرة يوم الأحد المقبل، تتضمن قمة ثنائية مع نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي، وجولة ميدانية مرتقبة إلى معبر رفح البري من الجانب المصري، وهي الأولى من نوعها لمسؤول فلسطيني بهذا المستوى منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر الماضي.
تصريحات نتنياهو تُعيد "إسرائيل الكبرى" إلى الواجهة
تزامنت هذه التحركات مع تصريحات مثيرة للجدل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، الذي أعاد خلال لقاء تلفزيوني التأكيد على "إيمانه بإسرائيل الكبرى"، واصفًا تحقيقها بأنها “مهمة تاريخية وروحية”، وجاءت التصريحات بعد تصويت الكنيست على مقترح ضم الضفة الغربية وتصاعد نفوذ اليمين المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية.
ويثير هذا الخطاب قلقًا بالغًا في الأوساط العربية والدولية، حيث يشير مفهوم "إسرائيل الكبرى" إلى خريطة توسعية تشمل أراضي فلسطين والأردن وأجزاء من سوريا والعراق ومصر والخليج، ما يعزز مخاوف تنفيذ مخطط على الأرض، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، والذي يترافق مع قتل وتجويع وتدمير ممنهج للمدنيين والبنية التحتية.
ترتيب لقاءات الفصائل.. بند على الطاولة
وفي تعليقه على الزيارة في ظل تصريحات نتنياهو، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لـ"مصر تايمز" إنه لا علاقة مباشرة بين الزيارة وهذه التصريحات، لكنه رجّح أن التحضير للقاء الفصائل الفلسطينية سيكون أحد المحاور المهمة في تحركات محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطيني، ما يشير إلى أن القاهرة قد تكون مقبلة على جولة جديدة من المحادثات الفلسطينية – الفلسطينية.
زيارة تأخرت.. لكنها تحمل دلالات قوية
ورغم أن الزيارة تأتي متأخرة نسبيًا بحسب المراقبين، إلا أن دلالاتها الرمزية والسياسية لا يمكن تجاهلها، حيث وصف الرقب الخطوة بأنها "تأخرت كثيرًا"، لكنها ضرورية في هذا التوقيت الحرج، موضحًا أن الجولة إلى معبر رفح تُعد محاولة لنقل الحقيقة من الميدان إلى العالم، خصوصًا في ظل ما يشهده المعبر من زيارات متكررة لوفود عربية ودولية خلال الأشهر الماضية.
وأكد أن هذه الزيارة تمثل في جوهرها حراكًا معنويًا، يبرز أهمية الدور المصري المحوري في الملف الفلسطيني، لا سيما في ظل إحصاءات تشير إلى أن 60 إلى 70% من المساعدات التي تدخل قطاع غزة مصدرها مصر، ما يعزز مكانة القاهرة كحاضنة أساسية لأي تحرك إنساني أو سياسي تجاه القطاع.
قمة مصرية – فلسطينية تبحث خارطة الطريق
وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"مصر تايمز"، سيعقد مصطفى ومدبولي قمة ثنائية بالقاهرة، تناقش تطورات الأوضاع في غزة، من حيث التنسيق الإغاثي والدعم السياسي، إلى جانب آليات تسريع دخول المساعدات وتعزيز دور الدولة الفلسطينية في هذه المرحلة.
وسيتناول اللقاء أيضًا مستقبل إدارة المعبر في مرحلة ما بعد الحرب، إلى جانب التأكيد على دعم مصر الكامل للقيادة الفلسطينية في مساعيها لاستعادة السيطرة على الأرض وإعادة إعمار القطاع.
وأوضحت المصادر أن محمد مصطفى سيؤكد خلال اللقاء دعمه الكامل للخطة المصرية تجاه غزة، ورفض حكومته لحملات التشويه الإعلامية التي تستهدف القاهرة، مثمنًا الدور الإغاثي والسياسي المصري التاريخي في القضية الفلسطينية.
ما بعد الحرب... من يدير المعبر؟
من بين الملفات التي ستكون مطروحة للنقاش، بحسب الرقب، آلية إدارة معبر رفح بعد الحرب، في ظل ما أعلنته حركة حماس بأنها "لا تمانع" بعدم الظهور في المشهد، إذا ما تم الاتفاق بين الفصائل والحكومة الفلسطينية على ترتيبات الإدارة.
زيارة محورية.. ورسالة إلى العالم
تحمل زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى القاهرة ومعبر رفح رسالة واضحة بأن الفلسطينيين يريدون استعادة زمام المبادرة، سياسيًا وإنسانيًا، وبدعم عربي – مصري قوي، لتثبيت حقوقهم، وتقديم روايتهم للعالم، في وقت تتكثف فيه المحاولات الإسرائيلية لتغيير الواقع على الأرض، سياسيًا وجغرافيًا.
ومن المتوقع أن تُشكل هذه الزيارة نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التنسيق المصري الفلسطيني، سواء في إدارة ملف المساعدات، أو في الدفع نحو تسوية سياسية تنهي حالة الحرب الدائمة، وتفتح الباب أمام عودة الحياة إلى غزة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
