في تحرك يحمل أبعادًا إنسانية ورسائل سياسية، يبدأ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى زيارة رسمية إلى القاهرة يوم الأحد المقبل، يلتقي خلالها نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي، كما من المتوقع أن يتوجه إلى معبر رفح البري من الجانب المصري، في زيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول فلسطيني رفيع منذ اندلاع الحرب الأخيرة على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.
زيارة تأخرت.. لكنها ضرورية لنقل الحقيقة
على الرغم من أهمية الزيارة في هذا التوقيت الحرج، يرى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أن هذه الخطوة "تأخرت كثيرًا"، إلا أنها تبقى ضرورية، كونها تتيح للمسؤول الفلسطيني الإطلاع على حقيقة ما يجري على الأرض، ونقل الصورة الواقعية للعالم في ظل توافد وفود عربية ودولية إلى معبر رفح خلال الأشهر الأخيرة.
وأكد “الرقب”، أن الزيارة تحمل طابعًا معنويًا أكثر من كونها خطوة تنفيذية مباشرة، لكنها تعكس أهمية الحراك السياسي الفلسطيني، وتؤكد على دور مصر المركزي، مشيرًا إلى أن ما بين 60% إلى 70% من المساعدات التي تدخل غزة مصدرها مصر، ما يجعلها محورًا رئيسيًا في أي تحرك إنساني تجاه القطاع.
قمة فلسطينية - مصرية في القاهرة
ووفقًا لمصادر مطلعة تحدثت لـ"مصر تايمز"، سيعقد رئيسا الوزراء محمد مصطفى ومصطفى مدبولي لقاءً ثنائيًا في القاهرة، يتركز حول تطورات الأوضاع الميدانية والإنسانية في قطاع غزة، والتنسيق بشأن آليات الدعم، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وتصاعد الأزمة الإنسانية.
وسيجدد رئيس الوزراء الفلسطيني، خلال لقائه بالقاهرة، دعم حكومته الكامل للخطة المصرية الخاصة بغزة، كما سيعبّر عن تأييده لمواقف مصر، وتقديره لجهودها السياسية والإغاثية، ورفضه لما تتعرض له من حملات إعلامية مشبوهة، بحسب المصادر ذاتها.
رفح تحت الأضواء.. ملفات ما بعد الحرب على الطاولة
إحدى المحطات الأبرز في زيارة محمد مصطفى، ستكون جولته المنتظرة في معبر رفح من الجانب المصري، في مشهد يحمل دلالات إنسانية وسياسية، خصوصًا في ظل التدهور الكارثي للوضع داخل قطاع غزة، وتعثر إدخال المساعدات إلى السكان المدنيين.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن ملف إدارة معبر رفح ما بعد الحرب سيكون على رأس أولويات النقاش، إلى جانب آلية إدخال المساعدات بانتظام، وهو ما أكده الدكتور أيمن الرقب أيضًا، لافتًا إلى أن حركة "حماس" أعلنت استعدادها للانسحاب من مشهد إدارة المعبر، وترك المسألة لتوافق الفصائل الفلسطينية مع الحكومة الجديدة في رام الله.
رسائل إلى الداخل والخارج
زيارة محمد مصطفى تأتي في سياق إعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني بعد إقالة حكومة محمد اشتية، وتوليه المسؤولية في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، ما يجعل تحركاته الإقليمية بمثابة مؤشرات أولى على سياسات الحكومة الجديدة.
وتحمل الزيارة رسائل سياسية إلى المجتمع الدولي، محورها تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، نتيجة الحصار المستمر، والعدوان المتواصل، وغياب أي أفق سياسي لحل الأزمة.
بداية لتنسيق جديد بين القاهرة ورام الله
تُعد زيارة مصطفى إلى القاهرة ومعبر رفح مؤشرًا قويًا على بداية مرحلة جديدة من التنسيق المصري الفلسطيني، تشمل ملفات الإعمار، وإدارة المعابر، والجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، وتحقيق التهدئة.
ويُنتظر أن تمهد هذه الزيارة، بحسب مصادر سياسية، لتفاهمات أوسع بين القاهرة ورام الله، خاصة في ظل تعقيد المشهد الفلسطيني، وتنامي الحاجة إلى إدارة وطنية موحدة وقادرة على التفاعل بمرونة مع التحركات الإقليمية والدولية.
في ظل الترقب الفلسطيني الواسع لأي خطوة فعلية تنعكس على الأرض، تبقى الأنظار معلّقة على نتائج لقاء القاهرة، وما يمكن أن تحمله جولة محمد مصطفى من تحركات جديدة تعيد الأمل لسكان القطاع المحاصر.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.