سلطت مجلة "ديفينس إكسبريس" المتخصصة في الشؤون الدفاعية الضوء على رغبة ألمانيا في شراء صواريخ توروس جديدة.
وأشارت إلى النقاش الدائر حول نقلها إلى أوكرانيا، وتكمن المشكلة الرئيسية في المناقشات حول صواريخ توروس الكروز لأوكرانيا في أن ألمانيا لم يكن لديها سوى عدد محدود منها ولم تكن تشتري أي صواريخ جديدة، ولكن الآن بدأت الأمور تتقدم أخيرًا ويبدي المراقبون اهتمامًا متزايدًا بتلك التطورات.
وكان صاروخ توروس الكروز الألماني موضوع نقاش سياسي أكثر منه سلاحًا، ولكن التطورات الإيجابية الأخيرة قد تعطي هذه المناقشات وزنًا أكبر. وتخطط وزارة الدفاع الألمانية لطلب إنتاج صواريخ كروز جديدة.
وقالت صحيفة "هارتبونكت" نقلًا عن مصادرها الخاصة إنه سيتم تقديم الطلب في الأشهر المقبلة. ردًا على طلب رسمي للتأكيد، وصرحت وزارة الدفاع الألمانية أنها لا تستطيع تقديم معلومات حول خطط شراء الأسلحة إلا بعد التشاور مع البرلمان.
وأشارت صحيفة ديفينس إكسبريس إلى جانبين مهمين. أولًا، أن الجيش الألماني اشترى صواريخ توروس مرة واحدة فقط في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث طلب 600 وحدة مقابل 570 مليون يورو.
ومنذ ذلك الحين، لم تُنتج أي صواريخ جديدة للقوات الجوية الألمانية.
هذا العامل هو أحد، أو ربما السبب الوحيد، لعدم نقل هذه الصواريخ المجنحة إلى أوكرانيا. علاوة على ذلك، انخفض العدد الإجمالي لهذه الصواريخ منذ طلبها.
ووفقًا لبيانات غير رسمية، يبلغ عدد الوحدات 479 وحدة، منها 150 جاهزة للقتال اعتبارًا من عام 2023. وقد تم الإعلان عن ذلك رسميًا على المستوى البرلماني.
وحاليًا، لم يطلب الجيش الألماني سوى إجراء فحص شامل لتمديد عمر صواريخ توروس الحالية حتى عام 2045 على الأقل. ومن المقرر تخصيص مبلغ 829.8 مليون يورو لهذا الغرض.
وفي الوقت نفسه، لا تزال المناقشات حول طلب صواريخ جديدة جارية في ألمانيا منذ عدة سنوات.
ومع ذلك، وبسبب توقف الإنتاج بشكل كبير، تحول التركيز إلى نسخة مُحدثة، وهي توروس نيو، نظرًا لصعوبة الحصول على نفس المكونات المستخدمة قبل 15-20 عامًا، حتى أن بعض الشركات التي صنعتها قد تحولت لمنتجات أخرى أو لم يعد لها وجود بشكل أو بآخر.
ووضعت خطة طلب توروس نيو في نهاية عام 2024، وتوقعت شراء 600 صاروخ مقابل 2.1 مليار يورو.
وحتى ذلك الحين، حذرت برلين من أن نقص التمويل سيجعل الأمر صعبًا.
ومع ذلك، تمكنت الحكومة الألمانية لاحقًا من رفع "كبح الديون" عن الإنفاق الدفاعي، واعتمدت مسارًا نحو تعزيز الجيش الألماني. تنتظر خطة إنفاق دفاعي بقيمة 86.5 مليار يورو سنويًا الموافقة عليها، ومن المقرر أن ترتفع إلى 153 مليار يورو خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأخيرًا، حصلت برلين على تمويل لشراء أسلحة، بما في ذلك صواريخ توروس الجديدة. ووفقًا لمعلومات أولية من شركة إم بي دي إيه الأوروبية، التي تشرف على برنامج توروس، لن يتم تسليم الدفعة الأولى من الصواريخ حتى عام 2029، مما يوصلنا إلى النقطة الرئيسية الثانية - الأطر الزمنية.
في غضون ذلك، بدأت المناقشات حول إمكانية نقل صواريخ توروس إلى أوكرانيا تُظهر أخيرًا بوادر تقدم.
ومع ذلك، تعتمد فعاليتها على قدرة الجيش الألماني على نقل العدد المطلوب من هذه الصواريخ من مخزوناته، وقبول الفجوة الناتجة في القدرات الدفاعية حتى تنتج إم بي دي إيه بديلًا لها، وهو صاروخ توروس نيو.
وفي كلتا الحالتين، يمكن للشركة المصنعة بالتأكيد الاستفادة من تسريع الإجراءات لإتمام الصفقة.