بعد نحو أسبوع من مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" على خطة لاجتياح مدينة غزة، تلقّت وحدات نظامية واحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر بالاستعداد لاحتمال تنفيذ توغل بري جديد.
ويأتي ذلك وسط مساعٍ لحشد شرعية دولية من خلال إدخال مساعدات إنسانية غير مسبوقة إلى القطاع، في خطوة تصفها تل أبيب بـ"العملية الإنسانية الكبرى".
مناورة مؤجلة حتى سبتمبر
مصادر عسكرية إسرائيلية، نقلت عنها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكدت أن الأوامر صدرت أمس للوحدات النظامية بالاستعداد للمناورة، بعد مرور نحو عام على انتهاء العملية البرية السابقة شمال القطاع، والتي بدأت قبل 20 شهرًا.
ورغم هذه التعليمات، ستواصل الوحدات جدول أعمالها المعتاد في الأيام المقبلة، مع تعديلات طفيفة على البرامج الأسبوعية.
ووفق التقديرات، لن تبدأ المناورة الواسعة قبل سبتمبر، حيث تشترط إسرائيل إجلاء نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة ومحيطها إلى الجنوب بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
تعبئة الاحتياط وتحديات الأعياد اليهودية
في أول إشارة من نوعها، صدرت أوامر لوحدات احتياط بالاستعداد للتعبئة في سبتمبر بموجب "أمر 8"، مع محاولة الجيش عدم المساس بعطلة الصيف لأبناء جنود الاحتياط.
لكن الأعياد اليهودية في سبتمبر قد تعطل حياة عشرات الآلاف من الجنود وعائلاتهم، رغم تأكيد القيادة العسكرية أنها ستسعى لمنح القوات فترات راحة وتدرّج في العمليات، تفاديًا لتكرار انتقادات الحرب السابقة حين بقي الجنود في الميدان أكثر من شهرين بلا انقطاع.
خطة تطويق غزة واستهداف الأحياء الغربية
التحضيرات الميدانية تتضمن تحويل التصور العملياتي الذي أقره رئيس الأركان هرتسي هليفي هذا الأسبوع إلى خطط تنفيذية تعدّها قيادة المنطقة الجنوبية، تشمل أربع فرق عسكرية على الأقل، بينها فرق احتياط.
وستعمل هذه القوات على تطويق مدينة غزة من جميع الاتجاهات والتقدم نحو الأحياء الغربية، مثل الصبرة والرمال والشيخ عجلين، حيث تتركز الأبراج السكنية العالية.
تلي ذلك مرحلة "إجراءات المعركة" التي تشمل اجتماعات لتنسيق التوقيت والمهام، والتحضير اللوجستي، والتمركز على محاور التوغل، إلى جانب ضربات جوية تمهيدية.