حثّت الصين، الجمعة، كلًّا من كمبوديا وتايلندا على مواصلة العمل من أجل استعادة السلام على حدودهما المشتركة في أسرع وقت ممكن، وذلك خلال اجتماع ثلاثي لوزراء خارجية الدول الثلاث في بكين.
وأفادت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن بكين جدّدت دعمها للحفاظ على التوافق الذي توصلت إليه كمبوديا وتايلندا مؤخرًا، والعمل على تحقيق وقف إطلاق نار دائم.
وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي إن "الوضع الأمني الإقليمي لا يزال هشًّا ويستدعي جهودًا مشتركة"، داعيًا إلى تعزيز التعاون القضائي، وتدريب قوات إنفاذ القانون، وتكثيف العمليات المشتركة لمراقبة الحدود.
وتعود جذور النزاع بين البلدين لأكثر من قرن، إذ لم تُحسم السيادة على بعض النقاط الحدودية الممتدة لمسافة 817 كيلومترًا، ما أدى على مر السنين إلى مناوشات متكررة، كان أبرزها تبادل لإطلاق النار استمر أسبوعًا كاملًا عام 2011 وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا.
وانعقد الاجتماع في مدينة آننينج بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين، بمشاركة وانج يي، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكمبودي براك سوخون، ووزير خارجية تايلندا ماريس سانجيامبونجسا.
محادثات ودية
وبحسب وكالة "شينخوا" الصينية، جرت المحادثات في أجواء "ودية وصريحة"، حيث أعرب وانج عن ثقته في رغبة كمبوديا وتايلندا بإنهاء النزاعات الحدودية واستئناف الحوار وتحسين العلاقات. وأشار إلى أن اسم مدينة "آننينج" يعني في الصينية "السلام والتناغم والصداقة"، معربًا عن أمله في أن يترجم اللقاء إلى خطوات عملية نحو الاستقرار.
وأكد الوزير الصيني دعم بلاده الكامل لتنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه في الاجتماع الاستثنائي للجنة الحدود العامة بين البلدين، والإسراع بترسيخ وقف إطلاق النار، إضافة إلى دعم إعادة فتح المعابر الحدودية وتطهير المناطق من الألغام، مشددًا على أن "كمبوديا وتايلندا جارتان أبديتان تربطهما أخوة دائمة، وقادرتان على إدارة خلافاتهما والتكاتف أمام التحديات العالمية".
من جانبهما، ثمّن الوزيران الكمبودي والتايلندي الدور الصيني في تقريب وجهات النظر وتهيئة أرضية للحوار، وأكدا التزامهما بآلية التفاوض السلمي وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل نشط، بما يضمن حسن الجوار ويحافظ على أمن واستقرار المنطقة.