أكد الرائد محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، أن ارتفاع عدد الوفيات نتيجة سوء التغذية في الساعات الأربع والعشرين الماضية دليل واضح على أن المجاعة ما زالت مستمرة في القطاع.
وقال بصل في مداخلة مع قناة "الجزيرة": "سياسة التجويع التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي ما زالت قائمة والشاحنات التي تدخل إلى القطاع قليلة للغاية ولا تلبي احتياجات المواطنين أو الحد الأدنى مما يلزمهم".
وأضاف: "الوضع الإنساني في غزة صعب للغاية، حيث إن عشرات الآلاف من المواطنين لا يستطيعون الحصول حتى على كيلوجرام واحد من الدقيق، نتيجة ممارسات الاحتلال في إدخال الشاحنات بطريقة غير منظمة وغير مضبوطة، الأمر الذي يتيح لبعض اللصوص السيطرة عليها وبيع محتوياتها في الأسواق بأسعار مرتفعة للغاية".
وتابع: "قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى دخول نحو ألف شاحنة محملة بجميع المستلزمات، من أجل سد العجز المتراكم خلال فترة الحصار والمجاعة، إلا أن الاحتلال لا يسمح سوى بدخول حوالي مئة شاحنة يوميًا، وهي نسبة ضئيلة للغاية، ولا تحتوي على كل الأصناف المطلوبة".
وذكر: "جزءًا كبيرًا من هذه الشاحنات يذهب إلى التجار الذين بدورهم يعانون من أزمة سيولة نقدية، في ظل غياب الأموال الورقية، وعدم قدرة التطبيقات البنكية على تلبية احتياجات المواطنين أو التجار، ما يبقي الأزمة قائمة".
وذكر أن الواقع الإنساني في غزة كارثي بجميع تفاصيله، مشيرًا إلى أن الاحتلال يستهدف الأشخاص والجهات التي تحاول تأمين وصول المساعدات الغذائية إلى المواطنين، سواء كانت لجانًا عشائرية أو جهات مختصة، موضحًا أنه تم استهداف سبعة أشخاص بالأمس واثني عشر شخصًا قبل ذلك.
وفيما يتعلق بإمكانات الدفاع المدني والقطاع الصحي، أوضح بصل أن هذه الطواقم لا تمتلك حاليًا أي موارد أساسية، وأنهم طالبوا مرارًا بتزويدهم بالوقود لكن دون استجابة.
وأشار إلى أن الإمكانيات شبه معدومة، ولا يتوفر سوى الكادر البشري الذي يعمل بأدوات بسيطة للغاية، وهو ما لا يكفي لمواجهة حجم الكارثة.