فتاة تُنجب سفاحًا وأسرتها تُجبرها على تناول الحبة السامة
أحد أقاربها اكتشف الواقعة وأبلغ رجال الشرطة
بعد شهور من الغياب قررت الفتاة العودة إلى منزل أسرتها، ولم تكن تعلم أنها ستكون العودة الأخيرة فى حياتها، كانت عيناها الصغيرتان تحملان خوفًا متشابكًا مع أمل ضعيف، لكن ما كان ينتظرها خلف باب المنزل لم يكن حضنًا دافئًا، بل حكمًا بالإعدام ينفذه من يفترض أنهم ملاذها الآمن.
بدأت الحكاية حين خرجت الطالبة بإحدى المراحل التعليمية من بيت أسرتها، بعد أن تورطت فى علاقات عاطفية متعددة، حملت على أثرها سفاحًا دون معرفة الأب.
بعد علمها بحملها من علاقاتها غير المشروعة هربت إلى منزل صديقتها فى منطقة الساحل بالقاهرة، وهناك وضعت طفلها بعيدًا عن عيون الجميع، بعد ان استردت جزءا من عافيتها ظنت أن العودة إلى أهلها ستعيد لها شيئًا من الاستقرار، لكن الصدمة كانت أن أول قرار اتُخذ بحقها هو التخلص من الطفل، بإلقائه فى الشارع.
لم تكتفِ أسرتها بذلك؛ فبعد أيام قليلة، قرروا – وفق ما كشفته التحقيقات – أن وجودها نفسه أصبح عبئًا وفكروا فى حل للخلاص منها، أجبرها أفراد أسرتها على تناول أقراص غلة سامة، دون أن يلتفتوا لصرخاتها أو استغاثاتها، وبعد دقائق معدودة سقطت الفتاة جثة هامدة، وسط صمت ثقيل يحوم فى أرجاء المنزل.
لم يتوقف المشهد عند الموت؛ فقد حملوها إلى مقابر العائلة فى العياط، ودفنوها ليلًا دون وداع، بعدما ادعوا أنها توفيت متأثرة بفيروس كورونا، ثم أُغلق الملف فى نظرهم بعد دفنها دون تصريح معتقدين أن القصة انتهت عند ذلك الحد.
لكن رائحة الحقيقة أقوى من محاولات الطمس، فتحريات المباحث، التى بدأت بمعلومة صغيرة عن وفاة غامضة من أحد أقارب المتوفاة، كشفت الخيوط كاملة «طفلة ضحية قسوة أسرتها، وطفل رضيع تُرك فى الشارع ليجده شخص غريب ويربيه».
البداية كانت عندما وردت معلومات إلى المقدم محمد طارق، رئيس مباحث قسم شرطة الوراق، تفيد بقيام أسرة فتاة بإجبارها على التخلص من حياتها، ودفنها بعد الادعاء بوفاتها متأثرة بفيروس كورونا، على الفور، أمر العميد محمد ربيع، مدير قطاع الشمال، بالتحرى عن ملابسات الواقعة.
التحريات الأولية أوضحت أن الفتاة تعيش سن المراهقة، وكانت متعددة العلاقات مع الشباب، وحملت سفاحا دون معرفة هوية والد الطفل، وبعدها هربت من منزل أسرتها، وعاشت لدى صديقتها فى منطقة الساحل حتى وضعت الطفل، ثم عادت إلى أسرتها، ظنا منها أن بيت العائلة سيكون ملاذا آمنا.
لكن ما واجهته كان قاسيا، فقد أجبرتها أسرتها على إلقاء وليدها فى أحد الشوارع بالمنطقة. وبعد أيام قليلة، أرغموها على تناول أقراص الغلة السامة، التى أودت بحياتها على الفور.
لم يكتفوا بذلك، بل نقلوا جثمانها إلى مقابر أسرة والدتها فى منطقة العياط، حيث يقيم أشقاء الأم، ودفنوها دون تصريح رسمى، بعد أن أشاعوا بين المعارف أنها توفيت نتيجة إصابتها بكورونا.
بإشراف اللواء أحمد الوتيدى، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تم تقنين الإجراءات، وضبط والدة الفتاة، وجدتها، وعمها، ونجل عمها، المتورطين فى الجريمة.
وخلال التحقيقات، اعترف المتهمون بإجبار المجنى عليها على تناول القرص السام، ونقلها ودفنها سرا لإخفاء معالم الجريمة، وكشفت التحريات أن شخصا كان قد عثر على الطفل الرضيع وتكفل بتربيته.