أخبار عاجلة
الأهلي يرد على التفاوض مع موليكا -

«تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة»

«تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة»
«تكريم ذوي الاحتياجات الخاصة»

هذا هو الإسلام رقم (9)

الخميس 14/أغسطس/2025 - 08:55 م 8/14/2025 8:55:56 PM

لقد التفت العالم في العقود الأخيرة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة حيث خرج عن الأمم المتحدة عام 2006م الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وهي معاهدة دولية تهدف إلى حماية حقوق وكرامة الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي الحقيقة إن الإسلام كان أسبق في هذا المضمار بأكثر من أربعة عشر قرنًا، حيث نص القرآن الكريم على الوضع الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يرعي ظروفهم الصحية «لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ» (النور: 61) قال ابن عطية: «فظاهر الآية وأمر الشريعة يدل على أن الحرج عنهم مرفوع في كل ما يضطرهم إليه العذر، وتقتضي نيتهم فيه الإتيان بالأكمل، ويقتضي العذر أن يقع منهم الأنقص، فالحرج مرفوع عنهم في هذا». والإسلام لم ينقص من حقوقهم شيئًا بل زاد لهم من الحقوق ما ليس لغيرهم فلهم حق المساعدة والمعونة والسعي في قضاء حوائجهم بل في جبر خواطرهم فقد جاء الصحابي «عتبان بن مالك» رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وكان ضريرًا ـ فقال وددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، فقال له رسول: «سأفعل إن شاء الله»، قال عتبان فغدا رسول الله وأبو بكر حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال: «أين تحب أن أصلي من بيتك»، قال فأشرتُ إلى ناحية من البيت فقام رسول الله فكبر فقمنا فصفَّنا فصلى ركعتين ثم سلم». (رواه البخاري) ما فعلها النبي مع أحد من الأصحاء.. لكنه يعلم أن ظروف الرجل قد تلجئه في بعض الأوقات للصلاة في بيته فبارك له محلا للصلاة في بيته. وحذر الرسول من ترك السلام على كريم العينين فقال: «ترك السلام على الضرير خيانة». ( أخرجه الديلمي عن أبي هريرة وابن مسعود). بل جعل اللعنة على من يضلل الكفيف عن طريقه عبثًا وسخريةً به، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « .. مَلْعُونٌ مَنْ كَمَّهَ أَعْمَى عَنْ الطَرِيقٍ» (رواه الإمام أحمد )، كما ضرب الرسول المثل في فقه معاملة أصحاب الإعاقات الذهنية من مراعاة ظروفهم والتلطف معهم وقضاء حوائجهم، فقد ورد أنَّ امرأةً كان في عَقْلها شيء، فقالت: يا رسول الله إنَّ لي إليْك حاجة، فقال: «يا أُمَّ فُلَانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ»، فَخَلَا معهَا في بَعْضِ الطُّرُقِ، حتَّى فَرَغَتْ مِن حَاجَتِهَا». (أخرجه مسلم)، والإسلام هو أول من دمج ومكن لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع فها هو الرسول يستخلف مرات عديدة سيدنا عبد الله ابن أم مكتوم على المدينة عند خروجه للغزو ليصلّي بهم ويرعى شئونهم وهو أعمى.

وقد سار على هذا المنهج الرشيد أصحابه وخلفاؤه فها هو الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز يأمر بأن يرفع إليه كُلَّ أعمى في الديوان أو مُقعَد أو مَن به فالج أو مَن به زَّمَانَةُ – أي عاهة، أو مرض يدوم زمانه- تحول بينه وبين القيام إلى الصلاة، وأمر لكل كفيف بموظف يقوده ويرعاه، وأمر لكل اثنين من الزمنى -من ذوي الاحتياجات- بخادمٍ يخدمه ويرعاه. وسار هذا النفس من عناية أهل الشرع بذوي الاحتياجات الخاصة حتى وقتنا الحاضر فها هي دار الإفتاء المصرية تجيب عن سؤل للمجلس القومي لشئون الإعاقة حول إجازة الوصية للوارث مِن ذوي الإعاقة الذهنية أو الإعاقة الشديدة والمُرَكَّبَة مِن عدمه؛ حيث إن رعايتهم تستوجب أموالًا مضاعفة وكان رد الدار بعد التأصيل العلمي للجواب إنه لا مانع شرعًا مِن أن يوصي الإنسان بشيءٍ مِن ميراثه للمعاقين؛ سواء أكانوا من ورثته أم من غيرهم، بل إنه يثاب شرعًا على هذه الوصية؛ لأنه بذلك يغنيهم عن سؤال الناس وانتظار إحسانه.

> من علماء الأزهر والأوقاف

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تووليت يختتم فعاليات مهرجان العلمين 2025
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة