أخبار عاجلة

"ندبة الوطن"

"ندبة الوطن"
"ندبة الوطن"

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

 

561.jpg


النهار يجرُّ أذياله، يشيّع كاتبًا من الضوء، إيذانًا بأن القلم الذي اعتاد أن يشقَّ الظلام قد وضع آخر نقطة له
صنع الله إبراهيم

رحيلك؛ هزّ أوصال اللغة، وترك فجوة في مكتبة الوطن!
تيتم الورق، وتعثر الحرف في البحث عن يدكَ التي رتّبته على السطر كما يرتّب الملاح خرائط البحر.

باب الغياب انفتح كأرشيف قديم، دخلتَ تحمل دفاترك المصفّرة ووجوه أبطالك الذين لم يجدوا مكانًا في نشرات الأخبار، مررت على المدينة التي رافقتك نصف قرن بخطوات هادئة، الأرصفة مالت نحوك، تمسك بطرف معطفك الأخير، تستبقيك للحظة قبل أن يغلق الليل أبوابه.

القاهرة تمشي حافية في شوارعها، تقتفي ظلّك بين أكوام الجرائد القديمة، وتسأل مقاعد المقاهي عن رجل غرس فوقها رائحة الحبر واليقظة، المكتبة المهجورة احتضنت رفوف أعمالك، تطفئ المصابيح وتودّع الأصدقاء، حتى بقي الضوء فوق كتاب واحد - "حياتك" - كتاب لا يقرأه إلا من عرف أن الحقيقة لا تُشترى، والكلمة سلاح ومنفى في آن.

أيها العابر بين الحروف، كنتَ سفينة ورق تمخر بحر الحقيقة بلا بوصلة، ونهرًا يحمل الممحوين إلى بحر الحرية.
أيها المسافر إلى رفوف الغياب، حيث لا قمع ولا حراس، تحمل حقيبة الوثائق وأسماء حيّة من الهامش إلى المتن، وتترك الباب مواربًا لنطلّ منه على عالم بلا خوف.

نم الآن في سطر لا يبلغه الزمن، دع لنا الهامش لنكمل وصيتك :
أن تبقى الكلمة أكبر من الطغيان، أعمق من الغياب، وأمضى من رصاص الصمت، سنحمل حبرك كراية في العواصف، إذا سألتنا الأجيال عنك، أشرنا إلى الفراغ الذي خلّفته وقلنا :
هنا؛ كان يقف رجل بحجم الحقيقة، يكتب حتى آخر نبض فيه، ليحرس ذاكرة وطنه من المحو، ويعلّم اللغة كيف تمشي منتصبة الرأس، ويخلّد في قلب كل قارئ جرحًا مضيئًا، كلما حاول أن يندمل، ازداد وهجًا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الدفاعات الروسية تحبط هجومًا جويًا مكثفًا على فولغوغراد
التالى لا ترد على المكالمات الهاتفية.. تطورات الحالة الصحية لـ أنغام