أخبار عاجلة
أونلاين.. خطوات حجز شقق سكن لكل المصريين 7 -
هنو يشهد افتتاح العرض المسرحي “الملك لير” -

في ذكرى ميلاده.. حسين صدقي "الشيخ الفنان" الذي صعد للقمّة ثم انسحب من أضوائها بإرادته

 

تحل اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد أحد أعمدة السينما المصرية الكلاسيكية، الفنان الكبير حسين صدقي، ذلك الاسم الذي لم يكن مجرد نجم شباك أو بطل وسيم لزمن الأبيض والأسود، بل كان مشروعًا فكريًا يحمل على عاتقه رسالة الفن الهادف منذ بداياته وحتى لحظة اعتزاله.

ولد حسين صدقي في مثل هذا اليوم، ونشأ وسط أجواء أسرية شكّلت وجدانه باكرًا، فكان شديد التعلّق بالفن منذ نعومة أظفاره، وبدلًا من أن يسلك طريق التمثيل بالصدفة كما فعل الكثيرون، قرّر أن يدرسه أكاديميًا، فالتحق بمعهد التمثيل ليحصل على دبلومته، وكان من بين دفعة ضمّت عمالقة المستقبل أمثال زكي طليمات وجورج أبيض، وهي أسماء تشهد على رصانة التكوين الذي تلقاه حسين صدقي في بداياته.

وبعد تخرجه، انطلق نجم حسين صدقي في سماء السينما المصرية كأحد فرسانها الأوائل، حيث قدّم 32 فيلمًا سينمائيًا كانت بطولته الكاملة في عدد كبير منها، حاملاً رسائل اجتماعية وأخلاقية وثقافية تجاوزت مجرد الترفيه. ومن أبرز أفلامه:العامل،الأبرياء،المصري أفندي،شاطئ الغرام،ليلى في الظلام،كلمة الأبطال،القاتل،وطني حبي،يا ظالمني،طريق الشوك،الحبيب المجهول

وقد عُرف عن حسين صدقي حرصه الدائم على اختيار أدوار تمس نبض الناس وتناقش قضاياهم، فكان في نظر كثير من النقاد نجم "السينما النظيفة" قبل أن يُعرف هذا التعبير بسنوات طويلة. لم تكن أفلامه مجرد قصص رومانسية أو درامية، بل كانت تعكس مبادئه الدينية والوطنية بوضوح لافت.

لكن، وفي قمة نجاحه وتألقه، اختار حسين صدقي الانسحاب من الساحة الفنية طواعية، ليضرب بذلك أندر أمثلة الاعتزال الواعي. فقد قرر في الستينيات أن يُنهي مشواره الفني، بعد أن شعر أن السينما لم تعد تسير في المسار الذي يحلم به. لم يكن اعتزالًا ناتجًا عن تراجع أو إقصاء، بل كان انسحاب بطل امتلأ قلبه بقناعة راسخة أن "الرسالة أهم من النجومية".

ولم يكتفِ صدقي بذلك، بل أسّس شركة أفلام مصر الحديثة، كمحاولة جديدة منه لصناعة سينما ذات فكر وقيمة ورسالة، تُرضي ضميره وتُشبع تطلعاته الإيمانية والاجتماعية، ساعيًا إلى دعم موجة من الأعمال ذات المحتوى النظيف والمضمون البناء.

ولعل أبرز ما يُروى عن نهاياته، أنه أوصى أولاده بعدم عرض أفلامه التي لا تتفق مع قناعاته الدينية، وهي وصية أثارت الكثير من الجدل، ولكنها أكّدت أن هذا الفنان لم يكن يتقمّص الأدوار على الشاشة فقط، بل كان يعيشها إيمانًا وسلوكًا في حياته الشخصية.

واليوم، ونحن نُحيي ذكرى ميلاده، لا نستعيد فقط مشاهد من زمن الفن الجميل، بل نُعيد التأمل في قصة رجل اختار أن يكون فنانًا برسالة، ثم اختار في لحظة صدق أن يترجّل من على المسرح طوعًا، دون أن يفقد احترام الناس ولا حبهم.
حسين صدقي، ذاك "الشيخ الفنان"، يبقى في ذاكرة السينما العربية مثالًا للصدق الفني والإنساني، وفنّه سيبقى حيًا كلما بحثنا عن سينما لا تبيع مبادئها من أجل التصفيق.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الإسكان يستعرض الأهداف من منصة مصر العقارية - غاية السعودية
التالى مناجم الذهب في مصر.. كنوز تعزز الاحتياطي الاستراتيجي للدولة - غاية السعودية