أكد الدكتور محمد فتح الله، الأستاذ بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن تعامل الأسرة مع الأبناء في مرحلة المراهقة يتطلب قدرًا كبيرًا من التفاهم والصبر، محذرًا من أن الضغوط النفسية والاجتماعية والمالية قد تدفع بعض الآباء إلى أسلوب العنف أو الصدام، مما يزيد من فجوة التواصل مع الأبناء.
وأوضح خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن المراهق بطبيعته يميل إلى الرفض والتمرد على القواعد، وهي سمة طبيعية يجب احترامها وفهمها، لا تشجيعها، مشددًا على ضرورة أن يتجنب الآباء ردود الأفعال الحادة التي قد تترك "ندوبًا" نفسية طويلة الأمد، مؤكدًا أن الأخطاء جزء من الطبيعة البشرية ويجب تقبلها.
وأشار د. فتح الله إلى أن التعامل مع الأبناء يبدأ مبكرًا من خلال تحميلهم مسؤوليات تتناسب مع أعمارهم، سواء كانوا أولادًا أو بنات، ومنحهم خيارات في حياتهم، مع تزويدهم بمهارات وآليات للتعامل مع المواقف المختلفة. وفي حال تأخر الوالدين في هذه الخطوة حتى مرحلة الثانوية أو الجامعة، يمكن اللحاق بالمسار من خلال التفاهم ومحاولة معرفة طريقة تفكير الأبناء والتواصل معهم بلغتهم.
وأضاف أن من أبرز سلبيات هذه المرحلة انفصال الأبناء عن عائلاتهم الممتدة، داعيًا إلى تقوية الروابط مع الأقارب وجعلهم جزءًا من دائرة الأصدقاء المقربين، مما يوفر بيئة آمنة وداعمة.
أوصى الآباء بالنزول من "البرج العاجي" والتقرب من الأبناء عبر الاهتمام باهتماماتهم حتى وإن لم يشاركهم نفس القناعة بها، تمامًا كما تفعل الأم التي تطهو وجبة لا تحبها من أجل أبنائها.
وأكد أن المراهقة فترة حرجة وحساسة، لكن حسن إدارتها من قبل الأسرة يمكن أن يحولها إلى مرحلة بناء شخصية قوية ومتزنة بدلًا من أن تكون ساحة صراع.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.