شهدت العلاقات بين مصر وأوغندا على مدى العقود الماضية مسارًا متصاعدًا من التعاون المشترك، قائمًا على الروابط التاريخية والمصالح الاستراتيجية، لا سيما في ظل موقع البلدين الحيوي ضمن حوض النيل وأهميته في الأمن المائي والتنمية الإقليمية.
وتأتي زيارة الرئيس الأوغندي إلى القاهرة اليوم لتؤكد عمق هذه الشراكة، وتجدد التزام الجانبين بتعزيز التنسيق في مختلف المجالات.
جذور تاريخية وروابط طبيعية
ترتبط مصر وأوغندا بعلاقات ممتدة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، حيث كان نهر النيل الرابط الأبرز بين البلدين.
ومنذ استقلال أوغندا عام 1962، عملت القاهرة على دعم كمبالا في مجالات البنية التحتية والتعليم والصحة، فضلًا عن التعاون الفني في إدارة الموارد المائية.
التعاون المائي… محور استراتيجي
يُعد ملف مياه النيل أحد أهم ركائز العلاقات الثنائية، إذ لعبت مصر دورًا محوريًا في مشروعات حصاد مياه الأمطار، وإنشاء السدود الصغيرة، وحفر الآبار في أوغندا لدعم المجتمعات المحلية.
كما استضافت القاهرة العديد من الدورات التدريبية للكوادر الأوغندية في مجالات الري وإدارة الموارد المائية، بما يرسخ مبدأ الاستخدام العادل والمنصف لمياه النهر.
شراكات اقتصادية واستثمارية
خلال السنوات الأخيرة، توسعت الاستثمارات المصرية في أوغندا، خاصة في مجالات الزراعة والطاقة والنقل، مع توقيع عدد من الاتفاقيات لتعزيز التبادل التجاري، وتسهيل دخول المنتجات المصرية إلى السوق الأوغندي. كما تسعى الشركات المصرية للاستفادة من الموقع الاستراتيجي لأوغندا كبوابة لأسواق شرق ووسط إفريقيا.
التنسيق السياسي والأمني
يحافظ البلدان على مستوى عالٍ من التنسيق في القضايا الإقليمية، خصوصًا المتعلقة بأمن واستقرار منطقة البحيرات العظمى وحوض النيل. وقد أسهمت اللقاءات المتكررة بين القيادتين في تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ودعم جهود التسوية السلمية للنزاعات في إفريقيا.
زيارة اليوم… دفعة جديدة للتعاون
تمثل زيارة اليوم محطة مهمة في مسيرة العلاقات المصرية – الأوغندية، إذ من المقرر أن تشهد مباحثات موسعة لبحث آفاق التعاون في الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز المبادلات التجارية، إلى جانب التشاور حول القضايا المائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
