أخبار عاجلة
2025.. عام الإنشاءات لشركة تاون رايترز -
تراجع حاد في توقعات أسعار النفط -

قاتل بسعر رخيص متوفر في السوق.. حبة الغلة: من يوقف نزيف الأرواح؟

قاتل بسعر رخيص متوفر في السوق.. حبة الغلة: من يوقف نزيف الأرواح؟
قاتل بسعر رخيص متوفر في السوق.. حبة الغلة: من يوقف نزيف الأرواح؟

في صمت، ومن دون سابق إنذار، تزهق "حبة الغلة" أرواحًا بريئة. حبة صغيرة الحجم، لكنها تحمل سمًا قاتلًا لا يُرحم، متوفرة في الأسواق الزراعية بسعر زهيد، لكنها في واقع الأمر تكلّف المجتمع أثمانًا باهظة من الأحزان والمآسي.

ما هي حبة الغلة؟
 

ورغم التحذيرات المتكررة من خطورتها، ما تزال "حبّة الغلة" — وهي مبيد حشري يُستخدم لحفظ الغلال من التسوس — حاضرة في كثير من البيوت، تُخزَّن دون وعي، وقد تقع في أيدي المراهقين أو من يعانون من ضغوط نفسية، فتكون النهاية مأساوية.

حبة الغلة تحتوي على مادة فوسفيد الألومنيوم، وهي مادة كيميائية شديدة السمية، تُستخدم كمبيد حشري في صوامع الغلال والمزارع. وعند تعرضها للرطوبة أو للسوائل داخل المعدة، تطلق غاز الفوسفين السام، الذي يؤدي إلى فشل كامل في أجهزة الجسم خلال ساعات، دون وجود ترياق فعّال ينقذ المصاب.

تأثيرها السريع وغياب العلاج الفعال يجعل من حالات التسمم بها شبه قاتلة بنسبة تفوق 90%، حتى عند تدخل الأطباء مبكرًا.

أرقام مخيفة في صمت


في السنوات الأخيرة، شهدت العديد من الدول، خاصة في الريف والمناطق الزراعية، تزايدًا ملحوظًا في حالات الانتحار باستخدام حبة الغلة، خصوصًا بين فئة الشباب والمراهقين.
وبحسب بعض الإحصاءات الطبية، تُسجَّل عشرات الحالات شهريًا في بعض المحافظات، بينما يُرجّح أن هناك حالات أخرى لا تُوثَّق، إما لأسباب اجتماعية أو لعدم إبلاغ الجهات المعنية.

المؤسف أن ضحايا "حبة الغلة" ليسوا دائمًا من المقبلين على الانتحار؛ فهناك من يبتلعها عن جهل كوسيلة تهديد أو استغاثة، معتقدًا أن بالإمكان إنقاذه، لكنّ السم لا يمنح فرصة للتراجع.

سهولة الشراء وغياب الرقابة


رغم خطورتها، لا تزال حبة الغلة تُباع في محال المبيدات الزراعية دون أي قيود تُذكر. لا يطلب البائع بطاقة هوية، ولا توجد رقابة صارمة على تخزينها أو بيعها. تُباع غالبًا دون وصف أو تحذير، وكأنها منتج عادي لا يشكّل أي خطر.

في بعض المناطق، تُعرف بأسماء محلية، ما يزيد من صعوبة التوعية بخطورتها، وتُخزَّن في المنازل إلى جانب مواد الزراعة، حيث يسهل الوصول إليها من قبل الأطفال والمراهقين.
يطالب أطباء السموم ومنظمات حقوقية بضرورة تجريم بيع حبة الغلة بشكل فردي، أو استبدالها بمبيدات أقل سمّية، وتوعية الأسر بعدم تخزينها في المنازل.
كما يدعو مختصون إلى حملات توعوية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام لتوضيح خطورتها القاتلة، والتشديد على أهمية الدعم النفسي للمراهقين، وفتح مسارات للبوح بدلاً من الانتحار.

"حبة الغلة" ليست مجرد مادة كيميائية، بل تحولت إلى أداة انتحار فتاكة في متناول اليد، تُزهق الأرواح في لحظات، وتترك خلفها عائلات مدمّرة، وقلوبًا لا تبرأ.

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الغندور يكشف حقيقة طلب محمد الشناوي رحيله عن الأهلي
التالى أسوان.. القبض على 3 أطفال أشعلوا النار في طفل عقب مشاجرة أمام محطة وقود