تزامنًا مع إعلان وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، خطة تطوير المناهج للعام الدراسي 2025-2026 في عدة مواد دراسية ومراحل تعليمية مختلفة، في خطوة تهدف إلى تحديث العملية التعليمية بما يتناسب مع متطلبات العصر ورؤية مصر 2030. شملت هذه المناهج اللغة العربية، التربية الدينية، الدراسات الاجتماعية، اللغة الإنجليزية، العلوم، والرياضيات، مع تعاون متميز مع الجانب الياباني في تطوير كتاب الرياضيات للصف الأول الابتدائي.
وفي هذا السياق، علق عدد من الخبراء التربويين على هذه التطورات عبر موقع "كشكول"، مشيدين بخطوات الوزارة ومؤكدين أهمية التدريب المستمر للمعلمين وضرورة مواكبة المناهج لأحدث المستجدات التعليمية.
حجازي: لهذا السبب نحتاج للتعاون مع الأزهر والكنيسة لنجاح خطة تطوير المناهج
قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، إن هناك اهتمام واضح بمواد الهوية الوطنية كاللغة العربية والدراسات الاجتماعية.
وأضاف حجازي، أن الاهتمام بتطوير منهج اللغة العربية من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني الإعدادي بالتأكيد سوف يتم اختيار موضوعات القراءة بعناية لرفع مستوى وعي وثقافة الطلاب وتناول موضوعات حية تمس قضايا ومشكلات المجتمع.
وأكد على أن الاهتمام بتطوير مناهج التربية الدينية يعكس أيضا الوضع الجديد الذي نالته هذه المادة ويتوقع أن تكون الموضوعات أكثر قدرة على تلبية الحاجات المعرفية للطلاب وأرجو أن يتم التعاون مع الأزهر الشريف والكنيسة في هذا الشأن.
وأوضح، أن اللغة الأجنبية الأولى تحظى بالنصيب الأكبر من هذا الاهتمام حيث يستمر التطوير من رياض الأطفال وحتي المرحلة الثانوية ولا شك في أن مناهج اللغة الإنجليزية تحتاج منذ وقت كبير لتغيير شامل وفي كل المراحل حفاظا على التسلسل المنطقي لتعلم اللغة، كما أشار أم مادة العلوم والرياضيات فإن التطوير قاصر على بعض المراحل ويبدو أن الوزارة تتطلع لمزيد من التعاون مع دول أجنبية متقدمة في هذه العلوم للاستفادة من خبراتها في تطوير المناهج المصرية.
وأنهى حديثه، على أن التطوير ليس مرفوضا ولكن ينبغي أن تكون ملامح التطوير واضحة وأن يتم وفقا لمعايير ثابتة حتى لا نضطر لإجراء تغييرات متكررة على المناهج في وقت قصير وهو ما ينعكس سلبا على الطلاب من حيث إثارة القلق لديهم وعلى العملية التعليمية من حيث استقرارها، وأشار أنه كان من الأولى توجيه الجهود لتطوير مناهج البكالوريا حتى تكون قادرة على الارتقاء بمستوى الطلاب وأيضا حتى تتبين معالمها ويستطيع الطلاب الاختيار على بصيرة.
تفاصيل تطوير المناهج الأساسية للعام الدراسي 2025-2026
قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، إن وزارة التربية والتعليم أعلنت عن تطوير المناهج الدراسية للعام الدراسي ٢٠٢٥ - ٢٠٢٦، حيث تم تطوير المناهج الأساسية المدرجة داخل المجموع في مختلف الصفوف الدراسية، وهي اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم، بالإضافة إلى مادة التربية الدينية التي تُدرَّس كمادة خارج المجموع. وأشار إلى أن التطوير شمل صفوفًا دراسية متباينة، فقد شملت كل الصفوف من رياض الأطفال حتى المرحلة الثانوية في اللغة الإنجليزية، ومن رياض الأطفال حتى الصف الثاني الإعدادي في اللغة العربية، ومن الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثاني الإعدادي في التربية الدينية (الإسلامية والمسيحية)، ومن الصف الرابع حتى الصف السادس الابتدائي والصف الثاني الإعدادي في مادة الدراسات الاجتماعية، بينما اقتصر التطوير في الرياضيات والعلوم على الصف الثاني الإعدادي فقط.
وأوضح الدكتور تامر شوقي، في تصريحاته، أن التطوير توقف عند الصف الثاني الإعدادي في معظم المناهج الدراسية، ما عدا اللغة الإنجليزية التي وصل التطوير فيها حتى المرحلة الثانوية، مشيرًا إلى أن مناهج المرحلة الثانوية عمومًا لم تشهد تطويرًا حتى الآن، حيث من المتوقع أن يتم تطويرها في الوقت المناسب وفق الجدول الزمني الطبيعي للوزارة، واشار أن هذه الخطوة تمثل استجابة لعدد من المطالب التي تشمل التغلب على أوجه القصور التي ظهرت في المناهج السابقة والتي اشتكى منها كثير من الطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى تحديث المعلومات في المناهج لمواكبة الثورة المعرفية الحديثة التي تتغير فيها معطيات العلوم بسرعة كبيرة.
وأكد الخبير التربوي، على أن التطوير يهدف بشكل رئيسي إلى تعزيز تنمية قدرات الطلاب العقلية العليا، مثل القدرة على الاكتشاف، والتحليل، والاستنتاج، والإبداع، وهو ما يعكس توجه الوزارة لتحديث أساليب التعليم والارتقاء بمخرجات النظام التعليمي بما يتناسب مع متطلبات العصر ومع ذلك، أشار الدكتور تامر إلى وجود عدة تحديات تواجه تنفيذ التطوير، منها ضرورة تدريب المعلمين على المناهج الجديدة، خاصة لمن يدرسون أكثر من صف دراسي تم تطويره، بالإضافة إلى التغيرات السريعة في بعض المناهج، مثل اللغة الإنجليزية التي خضعت لتحديث متكرر في الصف الأول الإعدادي.
وأضاف، أن الوزارة تتحمل أعباءً إضافية كبيرة تتمثل في تحديث منصاتها التعليمية، بحيث تشمل شرح المناهج الجديدة، وتوفير تدريبات وامتحانات إلكترونية للطلاب، كما يعاني الطلاب وأولياء الأمور من الحاجة إلى شراء كتب خارجية جديدة تماشيًا مع التغيرات المتكررة في المناهج، ورغم هذه التحديات، فإن التطوير يمثل خطوة مهمة في مسيرة تحديث التعليم المصري، ويدعم الطموحات الوطنية نحو تعليم أفضل يناسب العصر الحديث ويخدم رؤية مصر 2030.
تطوير المناهج "خطوة إيجابية والتنفيذ يواجه تحديات"
أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم التربوي، في تصريحات خاصة لموقع كشكول، أن خطة وزارة التربية والتعليم لتطوير المناهج للعام الدراسي 2025/2026 تمثل خطوة مهمة نحو تحسين جودة التعليم، حيث تشمل مواد أساسية مثل اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم، والتربية الدينية، وهو ما يعكس وعي الوزارة بأهمية ركائز العملية التعليمية، كما أشار إلى أن التطوير شمل مراحل مختلفة بدءًا من رياض الأطفال وصولًا للصف الثاني الإعدادي، مع استمرارية سنوية في تحديث المناهج، وهو نهج يحسب للوزارة.
وأوضح فتح الله، أن الوزارة استجابت لمطالب المجتمع بتحديث المعلومات والتركيز على مهارات التفكير والإبداع بدلًا من الاعتماد على الحفظ والتلقين، وهو توجه يأمل أن يتم تطبيقه بشكل ملموس على أرض الواقع، كما لفت إلى أن الربط بين المراحل الدراسية المختلفة في عملية التطوير يعد من الإيجابيات التي تضمن تكامل المناهج وتدرجها، بما يخدم الطالب في المراحل المتقدمة.
وفي المقابل، حذر فتح الله من تحديات كبيرة تواجه التنفيذ، خاصة في الصف الثاني الإعدادي، حيث يشكل التطوير عبئًا على المعلمين، ما يستلزم تدريبًا حقيقيًا ومتكاملًا على المناهج الجديدة، بمشاركة وزارة التربية والتعليم، ونقابة المعلمين، وأكاديمية المعلم، ومؤسسات المجتمع المدني، وأشار إلى أن التغييرات السريعة، مثل تعديل منهج اللغة الإنجليزية في الصف الأول الإعدادي، قد تؤدي إلى ارتباك، بجانب تحديات تقنية تتعلق بالمنصات التعليمية وضرورة توفير مواد تفاعلية للطلاب.
كما شدد على أن أحد أبرز السلبيات يتمثل في الأعباء المالية على الأسر، نتيجة اعتمادهم على الكتب الخارجية بسبب تأخر إصدار الكتب المدرسية، مطالبًا بضرورة توفيرها قبل بدء الدراسة، وأوضح أن المناهج الحالية ما زالت تفتقر لمهارات “ما وراء المحتوى” التي تنمي قدرات الطالب الفكرية والعلمية، داعيًا لإصدار وثيقة الإطار العام للمناهج وإتاحتها، باعتبارها مرجعًا أساسيًا إلى جانب وثائق المعايير وأساليب التقويم، مشددًا على أن تطوير طرق التقييم يعد مدخلًا رئيسيًا لإصلاح التعليم وتحقيق جودته.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.