كشفت صحيفة "لوبينيون" أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقد، في مجلس الوزراء، "جزءًا من الجالية اليهودية لتجاهلها عالميتها". وقد نفى قصر الإليزيه هذه التصريحات رسميًا.
فهل اتهم الرئيس الفرنسي الجالية اليهودية بنسيان قيمها الخاصة، بما في ذلك العالمية، خلال مجلس الوزراء الذي عقد في 30 يوليو 2025؟ هذا ما زعمه مقال نُشر في صحيفة "لوبينيون" عدد 6 أغسطس، وهو ما نفاه قصر الإليزيه منذ ذلك الحين.
فقد نشرت الصحيفة اليومية تقريرًا عن آخر اجتماع لمجلس الوزراء قبل عطلة الحكومة. استمر الاجتماع ساعتين ونصف، وكان أيضًا أول اجتماع لمجلس الوزراء منذ وعدت فرنسا بالاعتراف بدولة فلسطينية.
حوار مطول بين مانويل فالس وإيمانويل ماكرون
ذكرت صحيفة "لوبينيون" أن "وجهتي نظر متعارضتين تُناقشان على طاولة النقاش: وجهة نظر رئيس الجمهورية ووجهة نظر وزير الأقاليم ما وراء البحار، مانويل فالس". ووفقًا للمقال، انتقد مانويل فالس عدم كفاية الضمانات المقدمة لإسرائيل.
ونُقل عن رئيس الدولة قوله: "تاريخ الجالية اليهودية هو تاريخ عالمي"، موضحًا أنه لا يمكن إضفاء طابع جوهري على الفلسطينيين بوصفهم، بحكم التعريف، إرهابيين. ومن هنا جاء عنوان المقال: "إيمانويل ماكرون يتهم جزءًا من الجالية اليهودية بنسيان عالميتها".
وقد استنكر يوناتان عرفي، رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (اللوبي الإسرائيلي CRIF)، هذه التصريحات. حيث قال:إذا كانت تصريحات رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء، المنشورة في صحيفة "لوبينيون"، صحيحة، فإنها تُشكل سابقةً غير مقبولة. وأعرب عن أسفه في منصة"إكس" قائلًا: "إن التلميح إلى أن الجالية اليهودية غير وفية لعالميتها هو تلميحٌ إلى أن اليهود الفرنسيين لا يعملون لصالح المصلحة العامة"، في إشارةٍ إلى كلماتٍ "تُشوّه أو تُفرّق"
ردّ قصر الإليزيه: "مقال كاذب".
ولتهدئة الجدل، نفى قصر الإليزيه رسميًا هذا البيان بعد يوم واحد من نشر المقال. وردّ القصر عبر موقع X، مُشاركًا لقطة شاشة للمقال المعنيّ مع إضافة عبارة "كاذب". وقال: "في مثل هذه القضايا المُعقّدة، تقع على عاتق جميع المسؤولين الحكوميين مسؤولية عدم تحريف الحقيقة بهدف التفرقة".
