مددت شركة سانتوس الأسترالية، ثاني أكبر منتج للغاز في البلاد، فترة الفحص النافي للجهالة الحصري الممنوح لتحالف دولي بقيادة شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) حتى 22 أغسطس 2025، وذلك في إطار عرض استحواذ ضخم تبلغ قيمته 18.7 مليار دولار أمريكي، وفق ما أعلنت الشركة اليوم الاثنين.
ويأتي هذا التمديد بعد أن تقدم التحالف الدولي الذي يضم إكس آر جي، الذراع الاستثمارية لأدنوك، إلى جانب شركة القابضة إيه دي كيو، وشركة كارلايل للاستثمار المباشر، بعرض رسمي للاستحواذ على سانتوس منتصف يونيو الماضي، بسعر 5.76 دولار أمريكي (أي ما يعادل 8.89 دولار أسترالي) للسهم الواحد.
يمنح عرض الاستحواذ هذا تحالف أدنوك وشركائه فرصة الحصول على حصص استراتيجية في مشاريع أساسية لإنتاج الغاز والنفط في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة، وهي مناطق تشهد نمواً ملحوظاً في الطلب على الغاز الطبيعي المسال (LNG) الموجه إلى الأسواق الآسيوية. ومن المتوقع أن تشكل هذه الصفقة، في حال إتمامها، منصة إقليمية وعالمية لعمليات الغاز الطبيعي المسال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما يعزز موقع أدنوك كمستثمر رئيسي في هذا القطاع خارج منطقة الشرق الأوسط.
وكانت سانتوس قد أبدت دعمها المبدئي لعملية الاستحواذ، في وقت لا تزال الصفقة خاضعة لموافقات الجهات التنظيمية المختصة في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة. وتشمل هذه الموافقات مراجعات تتعلق بالمنافسة، وحماية الاستثمارات الوطنية، وضمان التوافق مع السياسات البيئية في البلدين.
تعكس هذه الخطوة توجه أدنوك إلى تنويع استثماراتها العالمية، وتقليل الاعتماد على أصولها في الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة. كما تأتي الصفقة ضمن مساعي الشركة الإماراتية لتوسيع محفظتها في قطاع الطاقة النظيفة والغاز الطبيعي المسال، الذي يشهد طلباً متزايداً في ظل التحول العالمي نحو بدائل أقل انبعاثاً للكربون مقارنة بالفحم والنفط الخام.
ويرى محللون أن استحواذ أدنوك على سانتوس سيمثل خطوة استراتيجية لتعزيز قدرات الشركة على تلبية الطلب الآسيوي المتنامي على الغاز المسال، خاصة من الأسواق الكبرى مثل الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، حيث تلعب أستراليا دوراً محورياً كمصدر رئيسي لهذه السلعة.
تعد سانتوس واحدة من أبرز شركات الطاقة في أستراليا، وتتمتع بمحفظة متنوعة من الأصول تشمل إنتاج الغاز والنفط، إضافة إلى مشروعات الغاز الطبيعي المسال في كل من أستراليا وبابوا غينيا الجديدة. وفي المقابل، تعتبر أدنوك من أكبر شركات النفط الوطنية في العالم، وهي المسؤولة عن إدارة معظم موارد النفط والغاز في دولة الإمارات، وتواصل تنفيذ خطة توسعية عالمية تهدف إلى تحقيق التوازن بين عوائد النفط التقليدية وفرص الاستثمار في الطاقة النظيفة والمستدامة.
وبينما تترقب الأسواق والمستثمرون نتائج الفحص النافي للجهالة، يظل الموعد الجديد في 22 أغسطس نقطة فاصلة لتحديد ما إذا كانت الصفقة ستنتقل إلى مراحل التوقيع النهائي، أو ستخضع لمزيد من المفاوضات والشروط التنظيمية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.