قال اتحاد شركات التأمين المصرية، إن الذكاء الاصطناعي يُعد أداة محورية في إعادة تشكيل مستقبل الوظائف داخل قطاع التأمين، إذ يوفر فرصًا واسعة لتحسين الكفاءة التشغيلية، وتطوير خدمات العملاء، وتعزيز دقة الاكتتاب وتسوية المطالبات، وذلك انطلاقًا من دوره في دعم تطوير سوق التأمين ومواكبة التحولات التكنولوجية العالمية،
وأوضح أنه رغم التقدم التكنولوجي المتسارع والتحول الرقمي الذي يشهده قطاع التأمين، يظل العنصر البشري ركيزة أساسية لا غنى عنها في هذه الصناعة، فالخبرات البشرية تُمثّل جوهر العمليات التأمينية، سواء في فهم احتياجات العملاء، أو في إدارة المخاطر، أو في اتخاذ قرارات الاكتتاب المعقدة التي تتطلب فهماً دقيقًا للسياقات الاقتصادية والاجتماعية.
الاستثمار في تنمية الكوادر البشرية
البشرية أن التفاعل الإنساني يظل عاملًا حاسمًا في بناء الثقة مع العملاء، وتعزيز الولاء، وتقديم الدعم الفعّال أثناء إدارة المطالبات أو تقديم المشورة التأمينية ولذلك، فإن الاستثمار في تنمية الكوادر البشرية، وتطوير مهاراتهم، وتمكينهم من مواكبة التحولات الرقمية، يُعد أحد أهم عوامل نجاح واستدامة صناعة التأمين في المستقبل.
وأكد الاتحاد على أهمية التوازن بين تبني التقنيات الحديثة والحفاظ على العنصر البشري، من خلال الاستثمار في إعادة تأهيل الكوادر البشرية وتأهيلها لوظائف المستقبل، لا سيما تلك المرتبطة بتحليل البيانات، وأمن المعلومات، وإدارة النماذج الذكية.
كما يشدد الاتحاد على ضرورة تبني استراتيجيات واضحة للتحول الرقمي العادل والمسؤول، بما يضمن خلق بيئة عمل مستدامة لا تقصي الموظفين، بل تعزز من قدراتهم وتوفر فرصًا جديدة للنمو المهني داخل القطاع.
وفي هذا الإطار، يواصل الاتحاد جهوده لدعم التدريب وبناء القدرات لضمان جاهزية سوق العمل التأميني لمتطلبات عصر الذكاء الاصطناعي.
مستقبل صناعة التأمين
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يمثل تهديداً لوظائف التأمين بقدر ما يمثل دعوة للتطور والابتكار، لذا فإن مستقبل صناعة التأمين يكمن في التعاون الفعال بين القدرات التحليلية للذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية المتميزة.
على الرغم من التحديات المتعلقة بفقدان الوظائف، فإن الذكاء الاصطناعي لا يؤدي فقط إلى إزالة الوظائف، بل يخلق أيضاً وظائف جديدة ويغير طبيعة الأدوار الحالية. ستظهر الحاجة إلى متخصصين في المجالات التالية:
_علماء البيانات ومهندسو الذكاء الاصطناعي لتطوير وصيانة نماذج الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، واستخلاص الرؤى
_خبراء الأخلاقيات والحوكمة للذكاء الاصطناعي لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عادل ومسؤول ومعالجة قضايا التحيز والتمييز والخصوصية
_مصممو تجربة المستخدم (UX) وواجهة المستخدم (UI) لأنظمة الذكاء الاصطناعي لتصميم واجهات سهلة الاستخدام للأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، سواء للعملاء أو للموظفين
_مديرو التغيير والتدريب المساعدة الموظفين على التكيف مع التقنيات الجديدة واكتساب المهارات اللازمة للأدوار المتغيرة
بالإضافة إلى ذلك، ستتغير أدوار الموظفين الحاليين. فبدلاً من التركيز على المهام الروتينية، سيتحول تركيزهم إلى المهام التي تتطلب مهارات بشرية فريدة، مثل:
_التفكير النقدي وحل المشكلات المعقدة حيث يمكن للبشر التعامل مع الحالات الاستثنائية التي لا تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي التعامل معها.
_الإبداع والابتكار لتطوير منتجات وخدمات تأمينية جديدة ومبتكرة لا يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاؤها بمفرده.
_التعاطف والتواصل البشري في خدمة العملاء، ستظل هناك حاجة إلى التفاعل البشري في الحالات التي تتطلب تفهماً عاطفياً أو بناء علاقات قوية مع العملاء.
_ المهارات الإشرافية والإدارية للإشراف على أنظمة الذكاء الاصطناعي وضمان عملها بفعالية وكفاءة.
الحاجة إلى إعادة صقل المهارات وتطويرها
لمواكبة هذه التغيرات يصبح إعادة صقل المهارات (reskilling) وتطويرها (upskilling) أمراً حتمياً للعاملين في قطاع التأمين يجب على الشركات والموظفين الاستثمار في برامج التدريب التي تركز على المهارات الرقمية، وتحليل البيانات، وفهم الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تعزيز المهارات الناعمة مثل التفكير النقدي، والتعاون، والقدرة على التكيف.
و ستكون الشركات التي تستثمر في تطوير موظفيها أكثر قدرة على الاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي، وتحويل التحديات إلى فرص للنمو والابتكار.