أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، اليوم الأحد، أن المزارعين الكينيين سيستفيدون قريبًا من دخول منتجاتهم الزراعية إلى السوق الصينية دون رسوم جمركية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الصادرات الزراعية وزيادة الدخل القومي.
وجاء الإعلان خلال جلسة عامة عقدها الرئيس مع عدد من ممثلي القطاع الخاص الكيني، حيث أوضح أن الاتفاقية الجديدة، التي تم التوصل إليها جزئيًا خلال مفاوضات سابقة مع الجانب الصيني، تمثل نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأكد روتو أن السوق الصينية، التي تعد من أكبر أسواق الاستهلاك في العالم، ستفتح آفاقًا واسعة أمام المنتجات الزراعية الكينية مثل الشاي، والبن، والأفوكادو، والزهور.
وأشار الرئيس الكيني إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة حكومية شاملة لدعم المزارعين المحليين وتعزيز قدراتهم التصديرية، مؤكدًا أن الحكومة ستوفر الدعم الفني واللوجستي لضمان مطابقة المنتجات للمعايير الدولية التي تشترطها الأسواق الخارجية، وخاصة السوق الصينية.
وتعكس هذه الاتفاقية، بحسب مراقبين، عمق الشراكة الاستراتيجية بين كينيا والصين، والتي توسعت خلال العقدين الماضيين لتشمل مجالات البنية التحتية، والطاقة، والتعليم، والتكنولوجيا، إلى جانب التعاون التجاري والزراعي. فالصين تُعد أحد أبرز الشركاء التجاريين لكينيا، إذ تستورد منها منتجات زراعية وتصدّر إليها المعدات والآلات والمنتجات الصناعية.
ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه كينيا لتنويع أسواق صادراتها وتقليل اعتمادها على الأسواق التقليدية في أوروبا وأمريكا الشمالية، بما يضمن استدامة نمو القطاع الزراعي الذي يمثل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني، ويسهم بأكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي، ويوفر فرص عمل لملايين الكينيين.
من جانب آخر، أكد خبراء التجارة الدولية أن الإعفاء الجمركي على المنتجات الزراعية الكينية في السوق الصينية من شأنه تحسين القدرة التنافسية لهذه المنتجات، وجذب استثمارات جديدة في سلاسل القيمة الزراعية، فضلًا عن تحفيز الابتكار في مجالات التعبئة والتغليف والحفاظ على الجودة. كما توقعوا أن يؤدي هذا الاتفاق إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات المقبلة، خاصة مع تعزيز البنية التحتية للنقل والشحن الجوي والبحري بين نيروبي وبكين.
وتخطط الحكومة الكينية، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، لإطلاق برامج تدريبية للمزارعين لتعريفهم بمتطلبات السوق الصينية من حيث الجودة والمواصفات الفنية، إضافة إلى تشجيع ممارسات الزراعة المستدامة لزيادة الإنتاجية والحفاظ على البيئة.
واعتبر الرئيس روتو أن هذا الاتفاق ليس فقط فرصة اقتصادية، بل أيضًا منصة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والثقافية بين الشعبين، مشيرًا إلى أن التعاون الزراعي يمكن أن يكون مدخلًا لمزيد من الشراكات في مجالات التصنيع الغذائي والبحث العلمي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
