تزايدَ الاهتمام مؤخرًا بتوقعات سهم أرامكو، لا سيما بعد إعلان نتائج أعمال الشركة للربع الثاني من عام 2025، التي أظهرت تراجعًا في الأرباح متأثرةَ بانخفاض أسعار النفط.
وقدّم 4 خبراء رؤاهم حول مستقبل السهم، إلى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، مع تحليلات متنوعة تجمع بين الفني والأساسي، وتشير إلى احتمالات متباينة لأداء السهم خلال الشهور المقبلة.
وأظهرت نتائج أعمال أرامكو في الربع الثاني من العام الجاري تراجعًا بنسبة 22% في صافي الدخل إلى 85.02 مليار ريال (22.67 مليار دولار)، مقارنة مع المدة نفسها من العام الماضي 2024.
ويُعزى ذلك بشكل رئيس إلى انخفاض الإيرادات والدخل الآخر المتعلق بالمبيعات، رغم الانخفاض الطفيف في تكاليف التشغيل والضرائب. وقد بلغ صافي الدخل المعدل 92.04 مليار ريال (24.54 مليار دولار)، في حين تراجعت الإيرادات بنسبة 11% إلى 378.83 مليار ريال (101.02 مليار دولار).
ووفقًا للبيانات الرسمية، تراجعت أرباح أرامكو في النصف الأول من 2025 بنسبة 13.6% إلى 182.57 مليار ريال (48.68 مليار دولار)، نتيجة انخفاض أسعار النفط وتراجع قيمة الصادرات، كما سجّلت إيرادات الشركة تراجعًا بنسبة 1% إلى 784.48 مليار ريال (209.19 مليار دولار).
توقعات سهم أرامكو 2025
بشأن توقعات سهم أرامكو 2025، ترى مديرة قسم التحليل الفني في البورصة السعودية، سارة علاء، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن السهم يتحرك ضمن نطاق يتراوح بين 23 و24 ريالًا، مع دعم قوي عند 26.7 ريالًا، ومقاومة فنية عند 28 و31.5 ريالًا.
وتؤكد أن أيّ هبوط حادّ في أسعار النفط قد يدفع بالسهم إلى مستويات 21.5 و22.5 ريالًا، وتشير إلى أن اختراق مستوى 26.20 ريالًا لأعلى يُعدّ إشارة على بداية موجة صعود جديدة.
وفي السياق ذاته، ترى المحللة الفنية للأسواق، أسماء أحمد، أن سهم أرامكو يسلك مسارًا هابطًا منذ بداية العام، إذ يُتداوَل أسفل مستوى 24.60 ريالًا.
وأوضحت، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أنّ تجاوُز هذا المستوى يمثّل إشارة إلى بداية الخروج من الاتجاه السلبي، مع استهداف مستويات 25.14 و25.82 ريالًا لاحقًا.
محفزات رئيسة للصعود
بالتزامن مع إعلان نتائج الأعمال، أنهى سهم أرامكو تداولات جلسة يوم الثلاثاء 5 أغسطس/آب بارتفاع 0.88%، مغلقًا عند 24.12 ريالًا، مدعومًا بتصريحات الرئيس التنفيذي أمين الناصر، بأن الطلب العالمي على النفط سيشهد تحسّنًا في النصف الثاني من العام، كما أن التوزيعات السخية تعزّز من ثقة المستثمرين.
وقال المدير التنفيذي لإحدى شركات التداول، محمود عطا: "حافظت أرامكو على توزيعات أرباح قوية بقيمة 80.1 مليار ريال خلال الربع الثاني".
وتعليقًا على توقعات سهم أرامكو، أضاف عطا: "يُتوقّع أن تتراوح أهداف الأسعار لسهم الشركة خلال 12 شهرًا بين 23 و31 ريالًا، مؤكدًا أن انخفاض أسعار النفط يمثّل تحديًا قصير الأجل يمكن تعويضه بزيادة الإنتاج".
أمّا خبيرة أسواق المال، حنان رمسيس، فترى أن السهم يظل استثماريًا بامتياز، وأن الوصول إلى مستوى 29 ريالًا مشروط بتحسّن الطلب العالمي، وانخفاض إنتاج "أوبك+"، وتحسّن المؤشر العام للسوق السعودية إلى ما فوق 11,300 نقطة.
توزيعات أرباح مستقرة
أعلنت أرامكو السعودية توزيع أرباح أساسية للربع الثاني بقيمة 79.29 مليار ريال (21.14 مليار دولار)، وتوزيعات مرتبطة بالأداء بقيمة 0.82 مليار ريال (0.22 مليار دولار).
وبلغ عدد الأسهم المستحقة للتوزيع أكثر من 241.8 مليار سهم، بحصّة تبلغ 0.3312 ريالًا للسهم.
وتُعدّ سياسة التوزيعات المستدامة والمتزايدة من ركائز ثقة المستثمرين، ولا سيما أن الشركة بدأت، منذ مايو/أيار 2023، آلية لتوزيع أرباح إضافية ترتبط بالأداء.
سهم أرامكو في 2025
يشير محمود عطا إلى أن الأساسات القوية للشركة ومزاياها التشغيلية طويلة الأجل تمنحها أولوية استثمارية، لا سيما في ظل امتلاكها احتياطيات ضخمة وتكاليف استخراج منخفضة.
واستكمالًا لتوقعات سهم أرامكو خلال النصف الثاني من 2025، ترى سارة علاء أن السهم سيبدأ بالتحرك الإيجابي عند الثبات أعلى 23.40 ريالًا، ليستهدف بعد ذلك مستويات 26.20 و29.20 ريالًا، أمّا في حال كسر الدعم 23.20 ريالًا، فإنها توصي بإيقاف الخسائر.
وأكدت حنان رمسيس أن الشركة ما تزال تحتفظ بمكانتها بصفتها أكبر شركة نفط في العالم، بقيمة سوقية 5.8 تريليون ريال، وتملك أصولًا عالية الجودة وتكاليف منخفضة، ويمكنها تعويض الانخفاض في الإيرادات بالاقتراض أو التوسع في قطاعات الغاز والبتروكيماويات والطاقة المتجددة.
الرؤية المستقبلية لأرامكو
أكد الرئيس التنفيذي أمين الناصر أن أرامكو تتوقع ارتفاع الطلب على النفط في النصف الثاني من عام 2025 بأكثر من مليوني برميل يوميًا، رغم التحديات الجيوسياسية.
وأضاف أن الشركة تواصل الاستثمار في الطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي، مستفيدةً من تكلفتها المنخفضة وتنوع أعمالها.
في ضوء المعطيات، تظل توقعات سهم أرامكو مرتبطة بعدّة عوامل متداخلة، أبرزها أسعار النفط، ونتائج الشركة الفصلية، وحركة المؤشر العام، إلى جانب أداء الأسواق العالمية.
وبينما يسود الاتجاه الهابط على المدى القصير، فإن الآفاق تظل مفتوحة أمام صعود تدريجي نحو مستوى 29 ريالًا، وفقًا لتحليلات الخبراء.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
