أخبار عاجلة
SUD استثمار آمن.. وعوائد غير مسـبوقة -

«الداخلية» تضبط نجوم تيك توك.. وتفتح ملفات غسيل أموال بالملايين

«الداخلية» تضبط نجوم تيك توك.. وتفتح ملفات غسيل أموال بالملايين
«الداخلية» تضبط نجوم تيك توك.. وتفتح ملفات غسيل أموال بالملايين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في زمن تتشابك فيه الخيوط بين الواقع والافتراضي، وبين التريند والتمويل، وبين الإعجاب الرقمي والجريمة المنظمة، برزت وزارة الداخلية المصرية كخط الدفاع الأول في معركة جديدة من نوعها معركة الأخلاق، والقانون، وحماية النشء والمجتمع. لم تعد ملاحقة الجريمة قاصرة على الشوارع والميادين، بل امتدت إلى ساحات الهواتف الذكية، ومنصات البث المباشر، حيث ترتدي المخالفات ثوب "الترفيه"، وتتخفى الانتهاكات في هيئة محتوى رقمي.

 

دور أجهزة وزارة الداخلية 

وفي هذا المشهد المتداخل، صعد دور أجهزة وزارة الداخلية، مدعومًا بتكنولوجيا أمنية متقدمة، وإدارات متخصصة في الرصد والتحليل الرقمي، لتقود تحريات معقدة كشفت عن شبكات ممنهجة لاستغلال التطبيقات الرقمية في نشر الفساد الأخلاقي، وتحقيق أرباح بالملايين، بعضها ثبت ارتباطه بـ شبهات غسل أموال وتدفقات مالية مشبوهة.

 وبدعم مباشر من قطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة، تم تحليل التحويلات المصرفية، وتتبع الحسابات الإلكترونية، وإعداد تقارير معلوماتية ساعدت جهات التحقيق على كشف الحقيقة.

كان لـ الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات دور حاسم، بعد أن استخدمت أدوات تحليل البيانات الضخمة وخرائط الارتباط الرقمي، وصولًا إلى أماكن البث والتصوير، ثم إلى تتبع المسارات المالية التي تحوّلت إلى وحدات سكنية فارهة، وسيارات فاخرة، وأرصدة بنكية لا تتناسب مع أعمار المتهمين أو طبيعة المحتوى المقدم.

وتكاملت المنظومة مع وحدات البحث الجنائي الميداني التي تولت مهام المداهمة، وضبط المتهمين، والتحفظ على الهواتف المحمولة، والكاميرات، والمبالغ المالية، والتحقيق في محتوياتها بموجب أذون قانونية. كل ذلك جرى بتناغم احترافي جسد التحول الكبير في آليات الضبط الأمني المصري، وجعل من وزارة الداخلية كيانًا متطورًا لا يلاحق الجريمة فقط، بل يتنبأ بها ويستبقها.

وبينما كانت بعض المنصات الإلكترونية تحاول الترويج للفوضى الأخلاقية عبر "خوارزميات الشهرة"، كانت الدولة المصرية ترسّخ مفهوم الأمن السيبراني الشامل، وتعلن للعالم أن القيم ليست للبيع، وأن القانون لا يعرف منطقة رمادية. تلك كانت المعركة، وذلك هو الميدان الجديد الذي أثبتت فيه وزارة الداخلية أنها حارسة الحدود الرقمية لمصر، كما هي حارسة حدودها البرية والبحرية.

 

 من الوجوه المألوفة على الشاشات إلى قفص الاتهام

في لحظة واحدة، تحوّل عدد من صُنّاع المحتوى المؤثرين على تطبيق تيك توك من نجوم في عوالم الفضاء الإلكتروني إلى متهمين في ملفات قانونية متشعبة. لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل مليئًا بالتحقيقات، التحريات، والأوامر القضائية، التي قادت وزارة الداخلية المصرية إلى شن واحدة من أكبر حملاتها على الإطلاق لملاحقة جرائم غسيل الأموال ونشر المحتوى الخادش والمبتذل عبر الإنترنت.

تقرير اليوم يكشف، بالأسماء والتفاصيل، كواليس سقوط عدد من أشهر البلوجرز، ومضمون التحقيقات معهم، وما توصلت إليه الأجهزة المعنية حتى الآن، في ملف بات يُطلق عليه داخل أروقة الصحافة والأمن "أخطر ملف أخلاقي-مالي في تاريخ المنصات الرقمية بمصر".

 دور وزارة الداخلية: تقنيات متطورة وتحقيقات دقيقة

منذ مطلع يوليو 2025، كثّفت وزارة الداخلية جهودها لمواجهة ما وصفه مسؤول أمني بـ"غزو محتوى الابتذال والإباحية الناعمة"، مستفيدة من التطور الكبير في قطاع البحث الجنائي الرقمي، وإمكانات التحليل المالي الإلكتروني التي أدخلتها الوزارة في إدارات الرصد، الأمن العام، والأمن الاقتصادي.

تم تشكيل فرق عمل من قطاعات متخصصة، أبرزها:

الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة

الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات

وحدات مكافحة المحتوى غير الأخلاقي في قطاع الأمن العام


بدأت الخيوط من تحليل فيديوهات انتشرت بشكل كبير، وحققت مشاهدات تجاوزت 40 مليون مشاهدة في بعضها، وعبر تتبع العائدات المالية، تم الوصول إلى أنشطة مالية غير معتادة، وانتقالات عقارية ومالية لا تتسق مع مصادر دخل قانونية.

كما شملت التحريات تتبع حركة الأموال داخل المحافظات المختلفة، وتحويلات من حسابات خارجية إلى حسابات داخلية بأسماء المتهمين.


 المتهمون.. من هم؟ وكيف سقطوا؟

1. سوزي الأردنية (مريم أيمن) السن: 19 سنة المؤهل: ثانوية عامة

النشاط: نشر فيديوهات استعراضية مخلة على تيك توك ويوتيوب

حجم العائدات: 15 مليون جنيه في أقل من عام

تمكنت أجهزة الأمن من تحديد مكان إقامتها في منطقة المطرية بالقاهرة. ووفق التحريات، استخدمت المتهمة الأرباح الناتجة عن مقاطع الفيديو في شراء وحدتين سكنيتين، وسيارة فارهة موديل 2024.

بعد تقنين الإجراءات، تم ضبطها بصحبة أحد أقاربها، وتم التحفظ على 3 هواتف محمولة و2 لاب توب يحتوي على فيديوهات وأدلة.

أهم التهم: غسيل أموال – نشر محتوى خادش – الإساءة للقيم الأسرية

قرار جهات التحقيق الحبس 15 يومًا على ذمة التحقيقات، والتحفظ على أموالها.

2. بيتر تاتو

تم القبض عليه داخل شقة مفروشة بمصر الجديدة عُثر بحوزته على أجهزة تصوير متقدمة و5 هواتف ذكية

التحقيقات: أكدت وجود صلة بين المحتوى المنشور وعمليات دفع إلكتروني من حسابات مجهولة.

التهم: نشر محتوى غير أخلاقي – تحقيق أرباح بطرق غير قانونية – إساءة استخدام الإنترنت

الإجراء: حبس احتياطي، وجارٍ مراجعة سجلات تحويلاته البنكية.

3. شاكر محظور

وجه مألوف في فيديوهات التحديات والمزاح الجريء كان يدير شبكة من الحسابات تُدار من خلال أكثر من 4 أفراد

التحقيقات كشفت: امتلاكه رصيدًا بنكيًا يفوق 2.7 مليون جنيه، دون مصدر دخل معروف.

4. مداهم

تخصص في المحتوى الصادم 

ضبطته الأجهزة الأمنية  بعد تتبع نشاطه عبر تطبيقات التشفير

الإجراءات: مصادرة أدوات التصوير، وتحليل المحتوى المحذوف عبر أدوات الاسترجاع الرقمي

5. أم مكة – أم سجدة

سيدتان تنشطان في البث المباشر من داخل منازلهما

المحتوى: عائلي ظاهريًا، لكنه تضمن إيحاءات وعبارات غير لائقة

التحقيقات: عائدات مالية من البث تجاوزت مليون جنيه خلال 8 أشهر

القرار: الحبس 15 يومًا، وجارٍ مراجعة عقود الإعلانات التي وقعتاها مع كيانات مشبوهة.

6. محمد عبد العاطي

 معروف بفيديوهات ذات طابع كوميدي جريء الأجهزة رصدت فيديوهات خادشة للحياء تخالف معايير المجتمع

تم ضبطه بأكتوبر بعد بلاغات متكررة

أقر أمام جهات التحقيق: بأن هدفه الأساسي كان تحقيق التفاعل والربح

7. ليلى الشبح

واحدة من أشهر المؤثرات على تيك توك بين الفتيات المراهقات اعتادت بث محتوى مرئي يحتوي على ألفاظ نابية واستعراضات مثيرة

تم ضبطها بناء على بلاغات تلقتها الأجهزة الأمنية، ومذكرة صادرة عن جهات التحقيق

تم التحفظ على: 4 هواتف، جهاز مونتاج، كاميرات عالية الدقة، وحسابات مالية مسجلة باسم والدها

التحقيقات كشفت: تحويلات مالية من خارج مصر تجاوزت 800 ألف جنيه في 3 أشهر

8. قمر الوكالة

تم القبض عليها في القاهرة كانت تدير بثًا مباشرًا لحظة القبض عليها

أجهزة الأمن تحفظت على: معدات تصوير احترافية، ودفاتر مالية بها كشوف لمبالغ متكررة عبر تطبيقات تحويل الأموال

9. علياء مناديل

واجهت اتهامات ببث محتوى غير لائق قبض عليها خلال تصوير إعلان غير مرخص، وتم ضبط كاميرا DSLR وهاتفها الشخصي

المستندات المحرزة: كشوف تحويلات مالية يومية تتجاوز 5 آلاف جنيه

 المضبوطات: معدات التصوير تكشف مصدر الأموال

من بين المضبوطات التي جرى تحريزها:

أكثر من 25 هاتف محمول حديث

14 لابتوب وأجهزة مونتاج

معدات تصوير وبث مباشر (كاميرات - ميكروفونات - خلفيات خضراء)

دفاتر حسابات وتعاقدات غير رسمية

أجهزة تحويل أموال إلكتروني (POS)

إيصالات تحويل أموال من دول أجنبية

 

 القانون يتكلم: تهم وعقوبات متوقعة

 

قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات رقم 175 لسنة 2018

قانون مكافحة غسل الأموال رقم 80 لسنة 2002

قانون العقوبات العام (مواد النشر والإساءة للقيم الأسرية)


العقوبات المحتملة: السجن من 3 إلى 7 سنوات غرامات قد تصل إلى ملايين الجنيهات مصادرة الأموال والعقارات والحسابات البنكية إدراج الأسماء في قوائم المنع من السفر

 

 رأي الخبراء: ما يحدث أكثر من مجرد مخالفة

المستشار القانوني د. سيد القصاص يقول: "نحن أمام جريمة غسيل أموال مكتملة الأركان، تبدأ من ربح غير مشروع، مرورًا بإخفاء حقيقته، وصولًا إلى استثماره في كيانات مادية تُظهره وكأنه دخل مشروع".

اللواء علاء عبد المجيد من وزارة الداخلية أكد أن الوزارة طورت مؤخرًا نظامًا رقميًا يجمع بين تحليل المحتوى وتحليل الحسابات البنكية.

أما الخبيرة الاجتماعية د. نجلاء رياض فأوضحت أن ما يُبث على هذه الحسابات يُشكل تهديدًا لقيم الأسرة، ويُربك الهوية القيمية للناشئة.


 حملات شعبية وبرلمانية: المطالبة بحجب التطبيق

عقب تفجّر هذه القضايا، أطلق عدد من البرلمانيين والناشطين حملات للمطالبة بحجب تيك توك داخل مصر، أو على الأقل، فرض رقابة مشددة عليه.

تضمنت الحملة: 4 طلبات إحاطة أمام البرلمان توقيع 65 محاميًا على مذكرة لحجب التطبيق

حملات إلكترونية بـ"هاشتاجات" وصلت للترند (#احذفوا_تيك_توك)

دعوات لإنشاء منصة مصرية بديلة خاضعة للرقابة المجتمعية

 أرقام صادمة من تيك توك

أكثر من 2 مليون مستخدم نشط يوميًا في مصر 31% من المستخدمين أقل من 18 عامًا 18% من إجمالي المحتوى الشعبي به إيحاءات جنسية أو محتوى غير أخلاقي حذف التطبيق تلقائيًا لأكثر من 27 ألف فيديو مصري في يوليو فقط

 

لم يعد العالم الرقمي بمعزل عن الرقابة والمحاسبة وأمام التغير الاجتماعي المتسارع، تظهر قوة القانون كحاجز صد في وجه الانهيار الأخلاقي الذي قد يتسلل من شاشات صغيرة إلى عقول أجيال كاملة.

مع استمرار التحقيقات، تتعهد أجهزة الأمن باستكمال حملاتها على أي محتوى يهدد القيم، ويُخل بتوازن المجتمع. والرسالة باتت واضحة: "الشهرة لا تعني الحصانة.. والمحتوى قد يكون بابًا للسجن إن خالف القانون".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سلطات الاحتلال الإسرائيلية تقرر إبعاد مفتي المسجد الأقصى 6 أشهر.. تفاصيل
التالى بنك QNB مصر يتيح باقة من العروض المجانية بمناسبة اليوم العالمي للشباب