شهدت قاعدة "فورت ستيوارت" العسكرية، التابعة للجيش الأمريكي بولاية جورجيا، حادث إطلاق نار عنيف، اليوم الأربعاء، أسفر عن إصابة عدد من العسكريين، في واقعة وُصفت بأنها خطيرة واستدعت استنفارًا أمنيًا واسعًا وإغلاقًا كاملًا للمنشأة العسكرية.
وقالت القيادة العسكرية للقاعدة في بيان رسمي إن إطلاق النار وقع في "قطاع الفريق القتالي الثاني بالفرقة المدرعة الثالثة" عند الساعة الحادية عشرة صباحًا بالتوقيت المحلي، ما دفع سلطات القاعدة إلى فرض حالة الإغلاق الكامل وتعليق كافة الأنشطة.
وأكدت قيادة الجيش في جورجيا أن "عددًا من الجنود أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة"، دون أن يتم حتى الآن الإعلان عن عدد الضحايا بدقة أو مدى خطورة الإصابات، فيما تم نقل المصابين إلى المستشفى العسكري لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وذكر مسؤولون أن السلطات الأمنية بالقاعدة سيطرت على الموقف في غضون وقت قصير، مشيرين إلى أن الشخص المتورط في إطلاق النار تم تحييده، ويجري التحقيق معه من قِبل الشرطة العسكرية بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الشرطة لا تزال تحقق في دوافع الحادث، فيما لم تستبعد بعض المصادر أن يكون الجاني أحد أفراد القاعدة، خاصة أن الحادث وقع داخل منشأة تدريبية عسكرية حساسة.
كما أُجبرت ثلاث مدارس داخل القاعدة على الدخول في "حالة إغلاق داخلي محدود" كإجراء احترازي، وذلك لحماية أكثر من 1400 طالب يتبعون لأسر العسكريين المقيمين في القاعدة، فيما أعلنت مدارس مقاطعة "ليبرتي" المجاورة حالة تأهب، وأبقت على طلابها داخل الصفوف دون السماح بالخروج حتى نهاية اليوم الدراسي.
وفي أول تعليق رسمي، قال حاكم ولاية جورجيا "برايان كيمب" عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "نُتابع تطورات حادث إطلاق النار في قاعدة فورت ستيوارت عن كثب. قلوبنا مع الضحايا وأسرهم، ونعمل على دعم الجهود الأمنية لضمان سلامة الجميع".
وتعد قاعدة "فورت ستيوارت" واحدة من أكبر المنشآت العسكرية التابعة للجيش الأمريكي، حيث تقع جنوب شرقي ولاية جورجيا، وتُستخدم بشكل مكثف في تدريبات القوات القتالية، وتضم الآلاف من العسكريين وأسرهم، ما يجعلها من أكثر المواقع الاستراتيجية في البلاد.
ويأتي هذا الحادث في وقت تزايدت فيه معدلات العنف المرتبط بالسلاح في الولايات المتحدة، بما في ذلك داخل منشآت عسكرية، وهو ما يثير تساؤلات متكررة حول الجاهزية الأمنية والإجراءات الوقائية داخل القواعد العسكرية.
وقد أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنها تتابع التحقيقات بشكل مباشر، وأنها ستصدر بيانًا شاملًا فور التوصل إلى ملابسات الحادث ودوافع مرتكبه، فيما شددت على أن الأولوية الآن هي لضمان أمن وسلامة القوات العاملة في القاعدة وأسرهم.