كشف الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي وخبير الإرشاد الأكاديمي، أن رغبة الطلاب في دخول كليات القمة ما زالت تتحكم في اختيارات الأغلبية العظمى من طلاب الثانوية العامة، رغم تغيرات سوق العمل واتساع التخصصات المتاحة.
وأوضح أن كثيرًا من الطلاب وأولياء الأمور لا يزالون يتعاملون مع التنسيق بعقلية "الدرجات الأعلى تعني كليات القمة"، متجاهلين معيار القدرة الحقيقية والميول الشخصية.
وقال "شوقي"، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إن الغالبية العظمى من الطلاب يتجهون نحو شُعبتي علمي علوم وعلمي رياضة، رغم أن قدراتهم قد لا تؤهلهم لذلك، وهو ما يؤدي لاحقًا إلى الإخفاق الدراسي.
وفسر هذا التوجه بأنه ناتج عن النظرة النفعية لمسارات التعليم، حيث يعتقد الطالب أن مجرد دخوله هذه الشُعب يوسع له فرص القبول في عدد أكبر من الكليات.
وأضاف د. تامر شوقي: "عملت تحليلًا لمسارات البكالوريا المختلفة، ووجدت أن مسار الطب وعلوم الحياة (علم علوم) يؤدي إلى 48 كلية مختلفة، ومسار الهندسة والعلوم الحاسوبية (علم رياضة) يؤدي إلى 44 كلية، بينما لا يتجاوز عدد الكليات المرتبطة بمسار الأعمال (أدبي) 28 كلية، وبمسار الأدب والفنون 25 كلية فقط، هذا العدد الكبير من الكليات في المسارات العلمية يجعل الطلاب ينجذبون إليها تلقائيًا، بغض النظر عن مدى توافق قدراتهم مع طبيعتها".
وأشار إلى أن هذا التفكير القائم على الكم وليس الكيف يدفع الكثير من الطلاب لاختيار مسارات لا تناسبهم، قائلاً: "الطالب يظن أنه بمجرد دخوله شعبة علمية سيضمن له القبول في كلية جيدة، لكنه لا يدرك أن عدم التوافق بين قدراته وطبيعة الشعبة سيؤدي إلى انخفاض مستواه، وبالتالي يفقد فرصه كلها".
وأكد "شوقي" أن هناك تغيرات طفيفة في طريقة تفكير بعض الأسر والطلاب نحو التركيز على سوق العمل والميول الشخصية، إلا أن هذه التغيرات لم تتحول بعد إلى اتجاه عام واضح، داعيًا إلى تعزيز ثقافة الوعي الذاتي والاختيار العلمي المبني على فهم شامل للمسارات الدراسية والقدرات الفردية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
