أخبار عاجلة

قسم النسا في جامعة طنطا.. هذه هي قصة ننتظر رد رئيس جامعة طنطا عليها

قسم النسا في جامعة طنطا.. هذه هي قصة ننتظر رد رئيس جامعة طنطا عليها
قسم النسا في جامعة طنطا.. هذه هي قصة ننتظر رد رئيس جامعة طنطا عليها

تقول الحكاية:أنا واحدة من أصل خمسة عشر نائبًا، لم يتبقَّ في قسم  النساء والتوليد في جامعة طنطا سوى سبعة فقط. ثمانية استقالوا، وأنا من بينهم. لم نغادر عبثًا، ولم نطلب الرحيل ترفًا أو تهربًا من المسؤولية، بل لأننا أُجبرنا عليه قسرًا.

ذات يوم، جُمِعنا في اجتماع رسمي، وقيل لنا نصًا:"وجودكم غير مرحب به في القسم، ولن نُشغلكم.. قدّموا استقالاتكم وانصرفوا."

أجل، نجحت خطتكم.

لكن يشهد الله، ويشهد كل من عملت معهم في هذا القسم، أنني لم أقصّر يومًا في عملي، ولا في حق أي مريضة تعاملت معها. لقد أعطيت لهذا المكان كل ما أملك: وقتي، صحتي، طاقتي، وحتى استقراري النفسي. وفي المقابل؟ لا شيء.

ظروف عمل لا يتحملها بشر

كنا نعمل في نوبتجيات تصل إلى 48 ساعة، وتمتد أحيانًا إلى 72 ساعة متواصلة، تليها جولات مرور قد تستغرق ساعات إضافية، حتى وصل الأمر إلى 82 ساعة من الاستمرار دون راحة. في تلك الفترات، لم نكن ننام أكثر من خمس أو ست ساعات، مقسمة على أيام. أحيانًا كنا ننام نصف ساعة بالتناوب، أو لا ننام على الإطلاق.

لم نكن نجد مكانًا للنوم. ننام على الأرض، أو على أسرّة المرضى أو الولادة، أو حتى على الكراسي في أقسام الولادة، فقط لنعطي أنفسنا دقائق من الاستراحة.

كان يُطلب منّا الحضور قبل نوبتجيتنا بساعة، السادسة صباحًا، وأحيانًا من الخامسة، حتى نبدأ العمل مبكرًا. وفي أيام الراحة، لم يكن يُسمح لنا بالراحة. كنا نستدعى إلى المستشفى في منتصف الليل لأمور غير طارئة، وكأننا لسنا بشرًا من حقهم النوم أو الاستقرار.

نظام صارم... بلا رحمة

كانت أشهر العبارات التي تتردد على مسامعنا:"أريد كل النواب مستيقظين." "لا تقسيم للنوم."

إذا أخطأ أحدنا، تُعاقب الدفعة كلها. مرة، عوقبنا بنظام "بيات أسبوعي" داخل المستشفى، مع جولة على المرضى كل ساعة، طوال الأسبوع، دون أن نرى أهلنا أو نغادر المبنى. ممنوع دخول سكن الأطباء لأخذ حمام، ممنوع الخروج لأي سبب، وكان هناك تفتيش مفاجئ للتأكد من وجودنا جميعًا في القسم.

مرة أخرى، اضطررنا إلى المبيت في القسم لثلاثة أيام قبل نوبتجية من ثلاث أيام أيضًا، ما يعني أننا قضينا ستة أيام متصلة داخل المستشفى.

في هذا النظام، لا يُسمح لك بالنوم دون إذن من من هو أعلى رتبة. حتى دخول الحمام أو جلب زجاجة ماء يستوجب إذنًا مسبقًا. كنا نكتب "شيت الحالة" أربع نسخ، ونقلل من نومنا لكتابة أوراق أكثر بدلًا من الراحة.

إذا أُغلِق هاتف مريضة، كنا نُرسَل إلى المستشفى بحثًا عنها وكأننا حراس أمن، لا أطباء.

حياة لا تُطاق

خارج المستشفى، لم يكن لنا حياة. في أيام الإجازات، لم يكن لنا الحق في النوم أو الاسترخاء. كنا مطالبين بالبقاء على تواصل مستمر، والرد الفوري على أي رسالة أو طلب.

الجدول اليومي كان مزدحمًا حد الإنهار:

نوبتجية أيام الجمعة، السبت، الأحد

مرور يومي حتى منتصف الليل

عيادة وتحضير حالات الأربعاء والخميس حتى المساء

ولا يوم راحة، ولا مرضي، ولا إجازة عرضية.

على مدار ١١ شهرًا، أعطيت كل ما أملك لهذا القسم. أهملت نفسي، وصحتي، وأهلي، وروحي. ومع ذلك، كان أقصى ما أفعله هو "تعقيم" ثم غلق جرح فقط. أحيانًا حتى هذا لم يُسمح لي به.

لم أكن أتعلم. لم أتقدم للماجستير كغيري، لأن النظام يمنع ذلك. كيف أجرؤ على أن أكون مساوية لزملائي في التخصصات الأخرى؟!

بيئة قمع.. لا احترام للكرامة

كنا ممنوعين من إبداء الرأي. يقولون دائما نحن "جنيور"، نقول: حاضر، ونعم فقط. في هذا القسم، لا مكان للاحترام أو الإنسانية. كنت أُجبر على أداء أعمال التمريض والعمال، وإن لم أتمكن من إدارتهم، يُقال لي:
"افعل عملهم بنفسك."

زميلتنا سُرقت وهي نائمة على الأرض، في غرفة متهالكة لا باب لها ولا مفتاح، ننام فيها بجوار القطط والصراصير. أين الأمان؟ أين الاحترام؟ أين الكرامة؟

كنا نحول إلى التحقيقات الإدارية كل يومين. كأنهم يتعمدون إسقاطنا نفسيًا. ذات مرة طُلب مني مرافقة ابن سكرتيرة قديمة في الرابعة فجرًا، فقط كي أرجو زملائي في الطوارئ أن يسمحوا له بالدخول، ولما رفضت، قيل لنا:"من أنتم لتقولوا لا؟ الجنيور لا يعترض."لقد تعبت.. ولم أجد شيئًا

كنت أقول دومًا:"ولدت لأكون طبيبة نساء، أحب هذا التخصص من أعماقي."
لكن، للأسف، هذا التخصص لم يُبادلني الحب. لم يُقدر تعبي، ولم يمنحني فرصة للتعلم. لم يُنر لي آخر النفق، لأنه لم يكن هناك نفق أصلًا.

كان حلمي أن أصبح طبيبة نساء ماهرة. أن تُكرمني جامعتي بعد سنوات من التفوق والاجتهاد. لكن ما حدث هو العكس تمامًا. قيل لنا:
"نحن لا نريدكم."

رحلت... لأجل نفسي

القسم خسر ثمانية نواب مجتهدين. أما أنا، فقد اخترت أن أسترد نفسي، وراحتي، وكرامتي، وصحتي، وأهلي، وبيتي. والأهم من ذلك، راحة بالي.

شكرًا لكم على أسوأ أحد عشر شهرًا مرّوا في حياتي. لن أنساهم، لكنني سأستعيد نفسي من جديد.

هذه كلمات على صفحة رنين جبر الطبيبة المستقيلة – النائبة رقم 8 قسم

 

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق عاجل.. القبض على البلوجر مداهم بتهمة نشر محتوى خادش
التالى نقابة الصحفيين المصريين تجدد إدانتها للجرائم الوحشية للعدوان الصهيوني في غزة