أحمد خالد صالح في حواره لـ"الرئيس نيوز":
- انجذبت لحكاية “فلاش باك” كمشاهد قبل ما أقرر أشارك فيها كممثل
- كل حاجة في شخصية زياد بتبان في عينيه.. مش بالكلام
- جملة “ما تراه، ليس كما يبدو” مش عنوان.. دي فلسفة حياتية
- الدراما القصيرة بتناسب إيقاع الزمن ده.. والمهم عندي دايمًا هي القصة
- فخور بالشغل مع كريم أبو ذكري.. لأنه مش مجرد منتج ده مؤمن باللي بيقدّمه
- المنصات حررتنا من القوالب القديمة.. وبقت المساحة أوسع للتجريب والصدق
- مفيش منافسة بين الحكايات.. كل حدوتة في المسلسل لها روحها الخاصة
في كل مرة يطل فيها على الشاشة، يثبت الفنان أحمد خالد صالح أنه يسير بخطى ثابتة ومدروسة نحو مكانة خاصة في قلوب الجمهور، من خلال اختيارات فنية دقيقة وشخصيات متباينة تمتاز بالعمق والصدق.
آخر تلك المحطات، هي مشاركته في بطولة حكاية "فلاش باك" من مسلسل "ما تراه، ليس كما يبدو"، والتي تُعرض في أغسطس على منصات Watch It وShahid وقنوات DMC.

في حوار خاص لـ “الرئيس نيوز” يكشف أحمد خالد صالح عن كواليس العمل، وسر انجذابه للحكاية، وتفاصيل الشخصية التي يجسدها، ورأيه في الدراما القصيرة.
في البداية.. ما الذي جذبك للمشاركة في "فلاش باك"؟
من أول ما قرأت السيناريو وأنا حاسس إني قدام مشروع مختلف، الورق مكتوب بحس إنساني عالي جدًا، فيه تفاصيل نفسية غير معتادة في الدراما، وبيني وبينك، الحكاية دي جذبتني كمشاهد قبل ما تهمّني كممثل، كنت متحمس أوي أعرف نهايتها، وده دليل إن الكاتب نجح في إنه يشدنا من أول لحظة.
ماذا عن شخصية "زياد الكردي" التي تقدمها؟
زياد الكردي شخصية مركبة جدًا، هو محقق جنائي، يعني شغله دايمًا في مناطق مظلمة مليانة جثث وجرائم وأسرار، لكنه من جواه إنسان بسيط وبيثق في الناس، بيتعرّض لصدمة نفسية مفاجئة بتقلب كل مفاهيمه، وبتخليه يعيد التفكير في كل حاجة حواليه، وحقيقي الشخصية دي أخدتني لمناطق تمثيلية جديدة، تطلّبت صدق داخلي عميق، وتفاصيل دقيقة في الانفعال وردود الفعل، بصراحة، كانت تجربة مرهقة نفسيًا، لكنها مهمة جدًا بالنسبة لي.

كيف استعددت لتجسيد هذه الشخصية؟
حضّرت نفسي بشكل مختلف، اشتغلت على لغة الجسد، على نظرة العين، على اللحظات اللي فيها صمت أكتر من الكلام، قعدت مع المخرج جمال خزيم كتير علشان نضبط الإيقاع الداخلي لزياد، لأنه مش شخصية بتتكلم كتير، لكن كل حاجة باينة في عينيه، حاولت أعيش في تفاصيله لحد ما حسيت إنه خرج مني مش من الورق.

البعض تحدث عن اللوك الجديد بعد طرح البوستر.. كيف كان اختيار اللوك؟
الحمدلله منذ طرح البوستر وردود فعل الجمهور إيجابية جدا ومحفزة، وهذا اللوك استغرق وقت طويل في الوصول له، وما لفت انتباه الجمهور أنني غيرت شكلي تماما ليتناسب مع الشخصية.

كيف كانت كواليس العمل مع فريق "فلاش باك"؟
الجو كان محترف جدًا ومريح، مريم الجندي شريكة موهوبة، وكنت سعيد بالشغل معاها، جمال خزيم كمخرج كان بيهتم بالتفاصيل الصغيرة اللي بتفرق، وكان بيدينا حرية إننا نجرّب ونقترح ونضيف، أما فريق الإنتاج بقيادة كريم أبو ذكري فكان داعم جدًا، وده مش غريب عليه، لأنه مش بس منتج، هو كمان صانع محتوى بيحب الفن وبيؤمن باللي بيقدمه.

التعاون مع كريم أبو ذكري جاء بعد صداقة طويلة بينكما.. ما تعليقك؟
أنا وكريم أصدقاء من سنين، وكان المفترض نشتغل مع بعض من زمان، لكن كل شيء بييجي في وقته، كنت مستني مشروع يكون مميز فعلًا، ولما عرض عليّ "فلاش باك"، حسيت إن ده التوقيت الصح، وكريم مش مجرد منتج، هو صاحب ذوق فني رفيع، وبيعرف إمتى يقول "آه دي الحكاية اللي تستاهل".

المسلسل يحمل عنوان "ما تراه، ليس كما يبدو".. هل ترى أنه معبّر عن محتواه؟
جملة قوية جدًا، وهي مش مجرد عنوان، دي فلسفة المسلسل كله، كل الحكايات بتناقش فكرة إن الظاهر مش دايمًا الحقيقة، وده بيتقاطع مع حياتنا اليومية، لأننا بنحكم على الناس والأشياء بسرعة، من غير ما نفهم خلفياتها، المسلسل بيحط مرآة قدامك، يخليك تراجع نفسك، وتفكر مرتين قبل ما تقول "أنا فهمت".
من خلال تجربتك.. هل تفضل الدراما القصيرة؟
أنا مع القصة، سواء كانت 5 حلقات أو 30، بس لازم نكون صادقين: أغلب الجمهور دلوقتي بيميل للإيقاع السريع، والدراما القصيرة بتناسب ده جدًا، "فلاش باك" مثلًا، مش ممكن كانت تبقى 30 حلقة، كانت هتفقد قوتها، كل حلقة فيها معلومة جديدة، توتر متصاعد، مفاجآت متوقعة وغير متوقعة، وأنا كممثل بحب النوع ده جدًا.

هل ترى أن المنصات الدرامية أثّرت على اختيارات الفنانين؟
أكيد، فتحت آفاق جديدة مش بس للممثلين، لكن للمخرجين والكتّاب كمان، بقينا بنشوف مواضيع جريئة، وشخصيات غير تقليدية، وإيقاع أسرع، أنا بشوف إن وجود منصات زي Watch It وShahid ساعد الدراما المصرية تخرج من القالب القديم، وتبقى منافسة على مستوى عربي كبير.

هل لديك هاجس المنافسة مع الحكايات الأخرى في نفس العمل؟
بالعكس، إحنا كمجموعة حكايات في "ما تراه، ليس كما يبدو"، كلنا بندعم بعض. مفيش غيرة أو منافسة، فيه طاقة مشتركة هدفها نعمل أحسن ما عندنا. كل حدوتة لها روحها وطابعها، ومش مهم مين أكتر نجاحًا.. المهم إن كل حدوتة توصل لجمهورها وتسيب أثر.
أخيرًا.. رسالة للجمهور قبل عرض "فلاش باك"؟
أحب أقولهم استعدوا تشوفوا حكاية مختلفة، وجوانب نفسية يمكن ما شفتوهاش قبل كده، "فلاش باك" تجربة إنسانية أكتر منها درامية، وهي قريبة من كل حد عنده ماضٍ بيطرده أو مشاعر مش فاهمها، وأتمنى إن زياد يلمس قلوبكم زي ما لمس قلبي وأنا بقدّمه.