صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته تجاه روسيا، واصفًا اقتصادها بـ"المتعفّن"، مؤكدًا أن انخفاض أسعار النفط سيُعطّل آلة الحرب التي يقودها الرئيس فلاديمير بوتين، بحسب ما نقلته شبكة "CNBC" الإخبارية.
وفي تصريحات أدلى بها الثلاثاء لبرنامج Squawk Box على قناة "CNBC"، قال ترامب: "سيتوقف بوتين عن قتل الناس إذا انخفضت أسعار الطاقة 10 دولارات إضافية. لن يكون أمامه خيار، لأن اقتصاده في أزمة".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو، بعد بداية "ودية نسبيًا" خلال الولاية الثانية لترامب، لكنها ما لبثت أن دخلت مرحلة التوتر الحاد، بسبب تباطؤ موسكو في الاستجابة لجهود وقف الحرب في أوكرانيا.
وفي تصعيد جديد، خفّض ترامب المهلة التي منحها سابقًا لبوتين للتوصل إلى اتفاق سلام مع كييف من 50 يومًا إلى أقل من أسبوعين، ملوحًا بفرض "رسوم جمركية ثانوية" على شركاء روسيا التجاريين إذا استمرت الحرب.
التصعيد الأمريكي قوبل بتحذيرات من موسكو. فقد علّق ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، عبر منصّة X، بأن إنذارات ترامب "تمثل تهديدًا وخطوة نحو الحرب، ليس مع أوكرانيا بل مع بلاده".
في المقابل، كشف ترامب يوم الجمعة أنه أمر بنشر غواصتين نوويتين في "المناطق المناسبة"، ردًا على تصريحات ميدفيديف، في مؤشر على تصاعد التوتر العسكري والدبلوماسي بين القوتين النوويتين.
من جهتها، تعتمد روسيا بشكل كبير على عائدات النفط لتمويل عملياتها العسكرية في أوكرانيا. وعلى الرغم من العقوبات الغربية، واصلت دول كالهند والصين شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة، وهو ما أثار غضب ترامب.
وهدّد الرئيس الأمريكي الهند صراحة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على صادراتها، إضافة إلى "عقوبات غير محددة"، متهمًا نيودلهي بـ"بيع النفط الروسي لتحقيق أرباح ضخمة".
في المقابل، رد الكرملين، الثلاثاء، بأن "للهند الحق السيادي في اختيار شركائها التجاريين"، مؤكّدًا رفضه "لأي محاولات أمريكية لفرض الإملاءات".
في غضون ذلك، كشفت المؤشرات الاقتصادية عن تدهور متسارع في اقتصاد روسيا المُنهك بالحرب والعقوبات. وقد تراجعت أسعار النفط إلى نحو 65 دولارًا للبرميل، بعد إعلان تحالف "أوبك+" عن خطط لزيادة الإنتاج وسط ضعف الطلب العالمي.
وعلى إثر تصريحات ترامب، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.2% إلى 67.92 دولارًا، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 65.41 دولارًا.
وتوقعت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية تباطؤ النمو من 4.3% في عام 2024 إلى 2.5% هذا العام، فيما خفّضت وزارة المالية تقديراتها لعائدات النفط والغاز بنسبة 24%، كما رفعت عجز الميزانية المتوقع في 2025 إلى 1.7% من الناتج المحلي، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 0.5%.