اتهم الباحث والسياسي اللبناني فادي بودية، الأمم المتحدة ووكالاتها، بعرقلة جهود لبنان لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، رغم التوافق السياسي اللبناني الذي كان سائدًا حول هذا الملف في فترات سابقة.
وقال بودية، في تصريحات صحفية، إن "عدد السوريين في لبنان بات يقارب عدد السكان اللبنانيين، خاصة بعد تدفق أكثر من مليون نازح جديد خلال السنوات الأخيرة"، محذرًا من أن "هذا الواقع يشكل عبئًا ديموغرافيًا واقتصاديًا وأمنيًا خطيرًا على البلاد".
وأوضح أن "الأمم المتحدة لعبت دورًا مباشرًا في منع إعادة السوريين، وكانت مكاتبها ووكالاتها تتنقل بين المسؤولين اللبنانيين لثنيهم عن أي خطوات لإعادة النازحين، رغم موافقة معظم القوى السياسية – بما فيها المقاومة – على ضرورة معالجة هذا الملف".
وأكد أن "النازحين تحولوا اليوم إلى ورقة ضغط خطيرة، حيث تسعى بعض القوى السياسية لاستخدامهم في أي مواجهة مقبلة، خصوصًا ضد المقاومة".
في سياق آخر، حذر بودية من التداعيات المتصاعدة للاعتداءات والاختراقات الإسرائيلية على لبنان، معتبرًا أنها تشكل العائق الأكبر أمام أي محاولة للنهوض الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.
وقال: "لبنان لا يمكن أن ينعم بالأمان والاستقرار بوجود عدو محتل على حدوده، يعلن أطماعه في الأرض والثروات والمياه بشكل واضح، ويحظى بدعم غربي كامل"، مشددًا على أن "المقاومة تبقى الخيار الوحيد للدفاع عن البلاد، ويجب على الدولة احتضانها ودعمها".
وانتقد بودية غياب استراتيجية دفاعية وطنية، وغياب خطة عربية متكاملة لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، مؤكدًا أن "المقاومة أثبتت جاهزيتها في كل المواجهات السابقة، وهي اليوم أكثر قدرة على المناورة وإرباك الخصم".
ورأى بودية أن "أي خطة للنهوض الوطني تبدأ من امتلاك استراتيجية واضحة لمقاومة الاحتلال، لأن استمرار العدوان والحصار والضغوط المرتبطة بالاحتلال، يمنع تطور القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية".
وختم بالتأكيد على جهوزية المقاومة، لافتًا إلى أن "القلق الإسرائيلي الحقيقي اليوم ناتج عن حالة العمى الاستخباراتي التي تعانيها تل أبيب بفعل تطور الأداء الأمني للمقاومة"، معتبرًا أن "الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها المقاومة أربكت العدو وفرضت معادلات ردع جديدة".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.